المقاطعون عزلوا أنفسهم ومشاركة الشعبي قرار صحيح ولا تعني الاتفاق مع الوطني الخرطوم" أفريقيا اليوم"أسماء الحسيني- صباح موسى أعلن المؤتمر الوطنى السوداني فى نهاية فترة الإقتراع أمس أنه لايخشى وقوع أعمال عنف مع إعلان النتائج, حسب ادعاءات المتمردين في دارفور ،وقال " د.غازي صلاح الدين" مستشار الرئيس السودانى, مسئول ملف دارفور في لقاء محدود بعدد من الصحفيين, أن الشعب السوداني قدم نموذجا حضاريا بمشاركته الواسعة فى الإنتخابات دون وقوع أحداث عنف, نافيا وقوع أى أعمال تزوير أثناء الانتخابات, مضيفا أن ما وقع لم يتجاو بعض الأخطاء الفنية والتي من الطبيعي أن تقع في ظل تعقيدات العملية الانتخابية نفسها. وإعتبر صلاح الدين أن قوي المعارضة التي عزلت نفسها بعدم المشاركة في الانتخابات يجب أن تكف عن توزيع الاتهامات في هذا الشأن أو أن تثبت حديثها بالأدلة ،مؤكدا أن المراقبين الدوليين لم يتحدثوا عن أي حالات تزوير ، ومشيرا إلى أن الأحداث أثبتت أن قرار قيام الإنتخابات في موعده كان صحيحا. وجدد مستشار الرئيس السوداني الإعلان عن اعتزام حزبه المؤتمر الوطنى تشكيل حكومة قومية ذات قاعدة عريضة ،تشمل حتى الأحزاب التى قاطعت الإنتخابات فى حال موافقتها ،وذلك بهدف مواجهة التحديات التى اكد أن أهمها يتمثل فى حق تقرير المصير لجنوب السودان مطلع عام 2011. وقال :نحن حريصون على ألا يحدث مثلما حدث فى دول أخرى من إنقسامات وعنف, مضيفا لابد أن نكون فى حالة تفاهم مع القوى السودانية الأخرى لمواجهة مثل هذه التحديات, رغم أن حزبنا أثبت أنه الأكثر تنظيما وإقناعا،وأنه يمكن أن يحكم بمفرده, لكن مبادئنا هى التي تحكمنا فى هذا الأمر. وردا على أسئلة ل"إفريقيا اليوم" www.africaalyom.com حول تأثير الإنتخابات على المسار التفاوضي في الدوحة قال أن الإنتخابات ستفرز أوضاعا جديدة وأنها ستؤثر بدورها على الطريقة الحالية لحل مشكلة دارفور, حيث أن الحركات المسلحة بدارفور التى يجرى التفاوض معها لن تكون الممثل الوحيد لأهل دارفور. وقال إنه سيوصى الحكومة المقبلة بإعتباره مسئولا عن ملف دارفور بأن تظل مفاوضات الدوحة فى حجمها الطبيعى, على أن يكون لها أجل محدد ، "فلسنا بصدد المفاوضات الفلسطينية ", مؤكدا أن الانتخابات ستؤثر إيجابا في دارفور, مشيرا إلي أنه بالإضافة إلى نسبة المشاركة العالية التى حظيت بها الانتخابات فى الإقليم, فإن هذا سيضيف معطيات جديدة فى دارفور, لأن من إنتخبوا هم من يعبرون عن أهل دارفور, ولابد أن يكون لهم دور في حل قضاياهم . و عن الحصة التى تركت للحركات المسلحة فى حال التوصل لسلام معها قال نترك هذه المواقف للتفاوض, وأضاف إنهم بأنفسهم قالوا إنهم ليسوا طلاب وظائف . وحول قرار مشاركة المؤتمر الشعبي منذ بداية الانتخابات قال صلاح الدين ل " أفريقيا اليوم" أن قرارالشعبى بدخول الإنتخابات كان قرارا صحيحا, مؤكدا أن هذا لا يعنى وجود أى إتفاق بين المؤتمرين الشعبى والوطنى فى هذا الأمر ،ووصف مقاطعة حزب الأمة للإنتخابات بأنها جعلته في عزلة, وقال إن المؤتمر الوطنى لم يتوان حتى آخر لحظة عن حث حزب الأمة علي المشاركة والاستجابة لشروطه حتى أن زعيم الحزب الصادق المهدى إعترف بذلك صراحة وأعلن أنه استجيب ل80% من شروطه. وبشأن موقف واشنطن من الإنتخابات السودانية ،نفى صلاح الدين أن تكون هناك صفقة بين حزبه وواشنطن, وإستغرب الأقوال الصادرة فى هذا الشأن ،وقال :إن الانتخابات استحقاق سوداني وقد أقرها الدستور منذ 2005 ،ولم تأت فجأة ،وحول ماإذا كان موقف واشنطن المؤيد للإنتخابات هو تمهيد لإنفصال الجنوب, قال صلاح الدين أنه لم يلمس من السياسيين الأمريكيين ميلا نحو تأييد إنفصال الجنوب, لأنه سيؤثر على أفريقيا عموما ، مشيرا إلي أن حزبه سيعتمد على تحريك الإرادة الشعبية فى الفترة المقبلة بإتجاه الوحدة ،وأضاف :لسنا محايدين فى قضية الوحدة ،التى يجب أن تكون طوعية . وأكد أنه كانت هناك فرصة سانحة للعدل والمساواة لتوقيع اتفاق قبل الانتخابات ولكن قادة الحركة رفضوا ،وقال :إن المؤتمر الوطنى أثبت أنه الحزب الأكثر تنظيما وإقناعا ،بينما أحزاب جوبا إجتمعت فقط لإسقاط حزب المؤتمر الوطنى ،لكنهم فشلوا فى ذلك ،مؤكدا أن حزبه واثق من النصر ،وقال : لكننا ننتظر بالضرورة النتيجة. وشدد علي أن إعادة انتخاب البشير ستعطي سندا شعبيا إضافيا في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية التي تطالب باعتقاله ،"وعلى من يؤيدون تلك المحكمة السياسية أن ينظروا إلى هذا التأييد الجماهيري للبشير "،وعبر صلاح الدين عن ثقته في أن تحسن العلاقات مع تشاد سوف يستمر وأن المصالحة الأخيرة معها لن تكون كسابقاتها، موضحا أن الخرطوم قد إستضافت جولة من المفاوضات بين الحكومة التشادية ومعارضيها مطلع الشهر الجارى, وأنها سوف تستكمل لاحقا بعد الفراغ من الإنتخابات, وأبدى تفاؤله بإمكانية إحراز نتائج طيبة فى هذا الصدد.