قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تغضب) وأيضاً (ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب). ولكن الزوجات في السودان يضيق بهن الحال أحياناً فيطلبن الطلاق لأتفه الأسباب فينلنه بسهولة، وبعد شهر أو شهرين يكتشفن أن ما طلبنه كان غالي الثمن وأن الحياة دون شريك هي ضرب من الجنون، وأن المرأة دون بيتها وأولادها في كنف أبيهم زورق من ورق يبحر في محيط متلاطم الأمواج وسط الرياح. (الأهرام اليوم) سألت عدداً من المطلقات عن الرغبة في الرجوع إلى بيت الزوجية، وعدداً من الأزواج عن إمكانية (الغفران) وإعادة المياه إلى مجاريها مع إفادات إختصاصية نفسية وباحث إجتماعي. فهل فاء الجميع إلى العقل وأذنوا بقراءة الفاتحة مرة أخرى؟ تابعونا في هذا الاستطلاع المثير. { تحكي (ر. ب) لم تكن تجربتي وحياتي مع زوجي سعيدة بل كانت سلسلة من الخلافات لا يكاد يمر يوم من دون خلاف مما جعلني أطلب الطلاق. ولكن شعرت بالندم لأن لديّّّّ أبناء يحتاجون إلى والدهم. { اتفقت معها (م.ع) وتقول تزوجني وعمري 12 سنة وكنت لا أعرف عن الزواج شيئاً. وزوجي هو أحد أقربائي وبعد الزواج انتقلنا إلى منطقة كادوقلي وعشت فيها أكثر من ثلاثة أعوام وبعد ذلك أنجبت ثلاثة بنات ولكن فجأة بدأ يشك فيَّ لأنه كان كثير الغيرة مما جعلني أطلب الطلاق وأرجع إلى منزل أهلي وكنت أحمل الطفل الرابع. شعرت بالندم بعد طلاقي وذلك خوفاً من بناتي اللاتي سينشأن بدون أب وهذا خطير. {أما (م.س) أوضحت لقد تزوجت زواجاً تقليدياً ولم أُكن أي مشاعر حب لزوجي. عشتُ معه بضع سنوات ولقد كان يعاملني معاملة حسنة ولم يسئ لي بشيء ولكني تسرّعت وطلبت الطلاق وبعدها ندمت لأنني اكتشفت أني أحبه وأرجع وأقول الشخص لا يدرك قيمة الشيء إلا بعد فقدانه. { وتقول (ك.ل) لقد تزوجت من أحد أقربائي عن قصة حب ومرّ على زواجي خمس سنوات أنجبت خلالها ثلاثة أولاد مما جعلني أنشغل عن أداء مهامي الزوجية تجاه زوجي وأهملته كثيراً مما جعله يتزوج مرة أخرى، وجعلني أطلب الطلاق وندمت بعدها لأنني ما زلت أحبه. { تقول (و.ق) إنها تطلّقت بعد خمسة أشهر من الزواج لأن زوجها كان حاد الطباع، حيث لم تبذل أي جهد لتعديل طباعه وطلبت الطلاق وندمت على ذلك لأنه كان هنالك الكثير من الطرق لتغيير هذا الطبع. { محمد الجعلي يقول: يمكن أن أقبل الاعتذار إذا نحن الإثنين أخطأنا في حق بعض. ونسبة الرجوع 80% إذا وافق الطرفان على الاعتذار ولا يمكن أن أغفر لها إذا خانتني. { وقال أحمد موسى يمكن أن أقبل اعتذارها لو اعتذرت لي عن الغلط الذي ارتكبته وأكدت لي عدم تكراره مرة أخرى. ونسبة الرجوع هي 70% ولا يمكن أن أسامحها إذا أخطأت في أمر يخص الشرف. { ويضيف على فرج بقوله: لا يمكن أن أقبل اعتذارها لأنها أساءت لي وأسرتي ولا أستطيع أن أرجعها مرة أخرى، فقد تشوّهت دواخلي ولن أثق فيها ما تبقى لي من عمر فلماذا الرجوع والبلد (مليانة نسوان كويسات دايرات عرس). { أما إختصاصية علم النفس الدكتورة هند تقول لابد للمرأة أن ترغب في العودة إلى حياتها الزوجية بعد الطلاق كأن تقدم بعض التنازلات حتى لو كانت على حسابها وأن تتكيّف مع الوضع بعد الرجوع ولابد من عمل جلسة جماعية تجمع أهل الطرفين لمناقشة أسباب الخلافات والعمل على لم شمل الزوجين مرة أخرى، ولابد للزوجين أن يتحاورا في الأمور المستقبلية لكي يتعايشا مع الوضع الجديد بعد الرجوع الجميل. {الباحث الاجتماعي وحيد الدين عبد الرحيم قال: (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) ونجد أن الطلاق مؤلم جداً بالنسبة للمرأة ويسبب لها صدمة نفسية لأن سعادتها في الأسرة وهي لم تقبل بهذا الزوج إلا لأنها وضعت في بالها أن تكوّن أسرة سعيدة وتعتبر الزوج والأخ والأب والصديق.. هو محور تعاملها في المجتمع وبعد الطلاق رجوعها يكون معاناة كبيرة ويكون هنالك نزاع في داخلها لأنها لا تكون بنفس السعادة ونادراً ما تعتذر المرأة وذلك تحت ما يسمى بالكرامة. و90% من الرجال ليس لديهم النظرة الإنسانية للمرأة أي تقوم بخطوة الاعتذار أولاً بالرغم من أن هذا الاعتذار هو نوع من التحضر وخطوة طيبة من المرأة نحو أسرتها. والمرأة تخاف من لحظة الرجوع ولو كانت نادمة على ما بدر منها سابقاً.