٭ قال لي وبدون مقدمات (أوعى تكون مؤتمر وطني)، قلت له أنا صحفي ولا أصلح أن أكون حزبياً، ولكن قل لي أنت؟ قال أنا مستقل، قلت (أنت مستقل أم شيوعي)!.. قال (كيف عرفتني)، قلت لأن كثيراً من الشيوعيين لا يمتلكون الجرأة للإعلان عن شيوعيتهم، قال.. وكل ذلك بسبب الدين الذي (دخلتوه) في أي حاجة، فكان الرجل (شيوعي ثلاثة صلايب).. هذا جانب. ٭ قال لي آخر وأنا أثق به وبقربه من أوساط الاتحاديين، قال لي (إن المرشح حاتم السر ذو أصول فكرية يسارية)، وكنت قد سألته عن برنامج السر الذي لا يعبِّر عن أشواق الطريقة الختمية الدينية والتي تطرح خيار وشعار (الشريعة السمحاء)، وفي المقابل أن خطاب الأخ حاتم السر يتشكل دائماً من عبارتين، عبارة الحرية والتحوُّل الديمقراطي، يفتأ الرجل يذكر هاتين العبارتين حتى يكون حرضاً أو يكون من الهالكين، لكن مؤخراً أدركت كُنه الحقيقة، فالرجل يساري المضمون اتحادي الشكل، والأحزاب الطائفية لا تعمل بمبدأ اليسار واليمين، والأستاذ حاتم السر حاول مبكراً الالتحاق بركب اليسار الذي قاطع الانتخابات، لكن مولانا - حسب ذات المصدر- كان يستخدم الهاتف في كل مرة ليثني الرجل عن تلك الأفكار، ثم قال حاتم السر - قبل الانتخابات- .. قال إذا لم أفز فمعنى ذلك أن الانتخابات مزورة ، وحاتم الآن يرفض الانتخابات ومآلاتها! ٭ والأستاذان ياسر عرمان وباقان أموم، ينطلقان في ثورتهما الباهظة من (بركان الماركسية الملتهب)، والسودان الجديد هو في واقع الأمر يتشكّل من (ثأرات فكرية) ضد اليمين الإسلامي العربي في السودان، والرجلان ، فاقان وعرمان، هما من ابتدرا (أزمة المقاطعة) هذه، والسيد حاتم السر الذي لم يتمكن من اللحاق بقطارهما عند محطة (قبل الانتخابات) محطة الانسحاب والمقاطعة، يلحق بهما الآن. ٭ والحزب الشيوعي (الأصل) الذي يتزعمه الرفيق التاريخي محمد إبراهيم نُقُد، كبيرهم (الذي يعلمهم سحر) هذه التكتيكات، وهو الذي يرسم معالم الطريق لصناعة المقاطعة الخلاقة، الرفض ثم الاحتجاجات ثم الحريق الكبير، عليَّ وعلى أعدائي، لو لا أن في كل مرة يبطل الله هذا السحر، في كل مرة تتدخل السماء.. ٭ والرفيق الشيوعي عبد الواحد محمد نور يقود حركة مسلحة ليس من برنامجها وأجندتها الجلوس إلى (طاولة مفاوضات)، بل ربما هي الحركة التي صنعت أصلاً (لتحدث أزمة ومشكلة)، فلا يعقل أن تصنع يوماً سلاماً، فالداعمون لهذه الحركة بين تل أبيب وباريس، يدعمون لأجل (تفكيك وفلخة) هذا البلد، وإذا ما توقف الرفيق عبد الواحد عن النضال، سيتوقف لا محالة ذلك الدعم! ٭ (واليسار العروبي) ممثلاً في حزب البعث والناصريين ، وكل الأحزاب والتشكيلات الفكرية التي تبدأ بالديمقراطية وتنتهي بالحرية، كلها تذهب في ذلك الاتجاه، تصفية الحسابات مع اليمين الإسلامي المعتدل. فالحركة الإسلامية السودانية لم تؤسس إلى دولة طالبانية في هذا القرن الإفريقي، بل هي متهمة من قِبل الحركة السلفية بأنها (مفرّطة ومتسيبة). ٭ ولاننسى في وسط هذا (الزخم اليساري) أسماء رنانة مثل المحامي فاروق أبو عيسى، والحاج ورّاق، ورفاق كُثر يحومون حول موائد الأحزاب الطائفية وغير الطائفية. ٭ وتستطيع أن تقول في (خاتمة المطاف) أنها يا صاحي (حرب اليسار التاريخية) مع الإسلاميين، واليسار لا يملك أسلحة ولا جماهير لهكذا حرب، ولكنه وبعبقرية مذهلة قادر على أن يركب على (ظهر الطائفية والحركة الشعبية والنقابات)، والمفصولين عن الوطن، وعن الخدمة المدنية ، وشيء آخر يُدعى (منظمات المجتمع المدني)، وخلف المنظمة الرجل والرجلان .. المهم أن يملأ اليسار الدنيا ويشغل الفضائيات ويوهم العالمين بأنه صاحب الأغلبية التي أُقصيت على جني انتخابات غير حرة وغير نزيهة.. ٭ فيا أيتها الأغلبية الصامتة.. يجب أن تتحدثي .. فالله معكم .. ثم الشرعية والجماهير والأجهزة .. والله غالب على أمره..