يبدو أن راس السوط قد وصل اللحم الحي لدى الأستاذ عمر الجزلي حينما وجهت المذيعة بقناة الجزيرة لينا زهر الدين من خلال السهرة التي استُضيفت فيها وعدداً من زملائها الإعلاميين الذين حلوا ضيوفاً على بلادنا لتغطية الانتخابات حينما وجهت إتهاماً مباشراً للإعلام السوداني بأنه المقصِّر الأول في عدم التعريف بالهُوية السودانية وعكس الثقافة والتراث السوداني الزاخر لدى المتلقي العربي، مما جعل الأستاذ عمر الجزلي (يحتد) إلى درجة مبالغة في رده على هذا الإتهام ويحاول أن يرمي بالتهمة في ملعب المشاهد العربي، ويقول بالحرف الواحد (ليه ما تدير كمشاهد عربي الريموت كنترول نحو الفضائية السودانية وتشاهد ما فيها)؟ لترد لينا زهر الدين الإتهام بصيغة تهرّب من الرد عليها الأستاذ الجزلي حينما قالت له ما تقدمونه ينقصه عامل الإبهار. ويبدو أن الضيفة الكريمة احترمت وجودها بيننا ولم تسترسل في الحديث لتعطينا درساً في كيف يكون الإبهار والجذب! وللحقيقة أن أسلوب المكابرة الذي انتهجه الأستاذ الجزلي في رده، هو واحداً من الأسباب التي تجعلنا لانرى الحقيقة مجردة وندفن عنها رؤوسنا في الرمال، وإن كُنّا بالفعل نريد أن نسوِّق بضاعتنا في سوق الفضائيات، فلابد لنا أن نأخذ بمعطيات التجديد لأنه ليس كافياً أن ننتظر قدوم الإعلاميين إلى بلادنا في مهمة لنستضيف فرقة البالمبو مثلاً. وأسال الأستاذ الجزلي متى تم في الفضائية السودانية مثلاً آخر مرة استضافة حقيقية وتعريفية لما تقدمه البالمبو؟ ثم حتى متى تظل البالمبو هي حصرياً على كل السهرات التي بها ضيوف عرب وكأننا نختزل كل مخزون الطرب السوداني في ما تقدمه البالمبو التي تتناول بعض الثقافات واللهجات ربما هي غير مفهومة (لأولاد الخرطوم) ناهيك عن الزوار الناطقين بالعربية وكأننا نؤكد دائماً لمفهوم أن أغنياتنا صعبة وغير مفهومة! وكم كنتُ أتمنى لو كان ضيفاً على السهرة الأستاذ عبدالكريم الكابلي، أو شرحبيل أحمد، أو صلاح بن البادية، أو جمال فرفور، مثلاً خاصة الكثير من الضيوف قالوا إنهم تذوّقوا النغم السوداني ووجوده على أروع ما يكون. في كل الأحوال جاءت السهرة حافلة بضيوفها وجميلة بفكرتها، وإن كانت من ملاحظة تستحق الإشادة فهي دون شك موجهة للأخت غادة عبدالهادي التي قدمت السهرة بتمكُّن كبير وكانت أكثر عُمقاً وحضوراً من الأستاذ عمر الجزلي. ولعلي أنا متحيزة بصفة خاصة للحشمة والأناقة السودانية التي كانت غادة رمزاً لها، (برافو غادة وأوعي تخذليني)!! { كلمة عزيزة والله تصيبني الحسرة والألم عندما أشاهد أفكار عظيمة تتداعى أمامي ويصيبها التصدُّع كما حدث في الفترة المفتوحة على فضائية النيل الأزرق الإثنين الماضي خاصة الفقرة التي استُضيفت فيها الشاعرة الإعلامية روضة الحاج والأستاذ استيفن مؤسس وعضو فرقة أورباب تحت عنوان (عشق الوطن) حيث أن الفكرة ضاعت بسطحية مقدمتيها رشا الرشيد وسهام عمر اللتان ثارتا في الأسئلة المكررة القشرية لدرجة أن الأستاذة روضة عندما أدركت أن زمن الفترة انتهى اعتذرت للمشاهدين وقالت هذه مجرد إشارات. (إشارات شنو يابنت الناس لوقعدتي لبكرة لن تخرجي ولن نخرج بمفيد) أخي الشفيع ضيّعت على المشاهدين فرصة كبيرة وأنت تستضيف مبدعة من الشمال ومبدع من الجنوب كان بالإمكان أن يبحرا في عشق الوطن ليلبسا في النهاية ثياب الوحدة ولاداعي لأن أذكرك بأنه لكل مقامٍ مقال. { كلمة أعز في السهرة التي استضاف فيها سعد الدين حسن الكابلي غنى الكابلي وتكلّم، وتكلّم سعد الدين وكأنه يغني!!