تناول برنامج الشباب على فضائية الشروق في حلقته هذا الأسبوع موضوعاً في غاية الأهمية وأحس أنه لم يجد حظه حتى الآن من المداولة والنقاش والبحث عن الأسباب وهو موضوع (النيو لوك) أو المظهر الذي بدأ يمارسه بعض الشباب من خلال (التقليعات) إن كان في استايل اللبس أو من خلال تسريحات الشعر. وتعالوا نتفق بدءاً أن لكل جيل طلباته ومتطلباته ولكل جيل لغته ومفرداته ومسألة اختلاف الفهم بين الأجيال هي مسألة طبيعية وغير مقلقة لكن المقلق حقيقة هو أن تحدث قطيعة أو يحدث شرخ في العلاقة ما بين الجيل الماضي والجيل الحاضر إن صح التشبيه. وبالعودة لموضوع (النيو لوك) أقول إن بعض الشباب بصراحة (مزوِّدا حبتين) وبعض البنات زوّدنها اربعة حبات، يعني مثلاً في نوع يلبس البنطلون بطريقة عجيبة وهو كالمتبرع بكنس الشارع بأسفل بنطلونه وتجد حزامه قريباً من ركبته وبسؤالي عن هذا السلوك قيل لي دي اسمها «داقي سيستم» والأصح كان نقول «داقي الدلجة» لأنه بين أعلى البنطلون والأرض بضعة سنتمترات ليس إلا. وآخرون ابتدعوا أنواعاً من الحلاقة تجعل الواحد كالمضروب كهرباء ألف ڤولت وليس بها أية مسحة جمالية ولكنها مجرد تقليد أعمى لثقافة ربما تقبل المظهر كمظهر في حين أن الكثير منا، وخاصة كبارنا، ينظرون إلى الجوهر من خلال المظهر وعندهم من يمارس هذا الأفعال مجرد «ولد ما منه فائدة». أما «نيو لوك» بعض الفتيات فهو يحتاج إلى وقفة من كثير من الأسر خاصة أن بعضهن لا تقوى على النظر إليها مرتين إحراجاً وكسوفاً ولا أدري كيف لا تحس هي بذات الإحساس..!! في كل الأحوال أوكد أن ظاهرة (النيولوك) هي ثقافة وردتنا مثلها مثل كثير من الثقافات التي جاءتنا تسعى مع الفضائيات وعوالم البث المفتوحة، لكنها مؤكد ستجد الانحسار والحصر متى ما قامت الأسر بدور المصدات التي تمنع عن أبنائها دخول مثل هذه الرياح. أما ما قدمته (الشروق) بمثل هذا الطرح عبر برنامج شبابي تستحق عليه الإشادة لأننا بالفعل محتاجون أن نناقش الكثير من الظواهر في المجتمع السوداني، وهي إن كنا نريد أن نمنع شبحها من دخول بيوتنا فعلينا مواجهتها والاعتراف بها بدلاً عن السكوت عنها وادعاء أن كل شيء تمام. .. كلمة عزيزة على الإخوة في الفضائية السودانية أن يعملوا على تكريس مفهوم الوحدة من خلال ما يقدمه أبناء السودان جميعاً وعليه أن يصبح ماعون المشاركة لكل المبدعين والموهوبين في هذا البلد، وأظن أنه قد الأوان أن يعمل التلفزيون على البدء في تغيير حقيقي يمس من خلاله نبض الشارع السوداني من خلال برامج تشرح وتعكس هذا التمازج الفريد، وأعتقد أيضاً أن السادة الذين يبرعون في دور «الهتّيفة» وحارقي البخور ما عاد لهم مكان في مساحة يجب أن يشغلها المبدعون فقط. .. كلمة أعز يا جماعة الانتخابات انتهت كفاية سياسة.. معقولة حتى برنامج بيتنا انتخابات ومرشحين.. الحكاية حدها لمتين؟!!