{ درج حاكم ولاية «مايدوغري» النيجيرية على توجيه الدعوات لعدد من الفنانات «السودانيات» من حين لآخر، للسفر إلى نيجيريا والغناء في حضرته بقصره المنيف، وبثت بعض المواقع الإلكترونية تسجيلات «فيديو» لجانب من تلك الحفلات الساهرة والماجنة، والحاكم «علي الشريف» يراقص مطربات السودان، وينثر عليهن آلاف الدولارات تحت أضواء الكاميرات (الكاشفة) لحال البلد الطاهر العزيز.. سودان المساجد والخلاوي .. والقباب..!! { ولا تستحي بعض المطربات من الاعتراف جهراً على صفحات الجرائد بأن (شريف نيجيريا) قد وجه لهن الدعوة، وأن مندوبه الذي حل بأحد فنادق الخرطوم يجري (مفاوضات) أو (معاينات) لأولئك المطربات، وانه طلب من كل واحدة (صور بوستال)، و (سي. دي) يحوي أعمالها أو مشاهد من حفلاتها. { وتتلهف بعض المحسوبات على الغناء السوداني إلى الفوز باختيار (الشريف) ، والسفر إلى ولايته الثرية للتمثيل بالفن السوداني، وليس تمثيله، والمساهمة الفعالة في تشويه سمعة البلد، وتمريغ كرامته في الوحل المجون تحت غطاء التواصل الفني والثقافي بين البلدين الشقيقين.!! { ولا أدري هل تدري وزارة الثقافة والشباب والرياضة بهذه التعاقدات المشبوهة بين ذاك الحاكم (الأجنبي)، وأولئك المواطنات السودانيات ، أم أنها لا تدري.. ولا تدري أنها لا تدري..!! { وهل يعلم اتحاد الفنانين أو المهن الموسيقية بهذه الرحلات، وتلك الدعوات.. أم أنه لا ناقة له بها ولا جمل؟ { وهل تسافر المدعوات الفاضلات للغناء على مسارح عامة يرتادها الآلاف من مواطني نيجيريا.. أم أنها خدمة خاصة لسيادة الحاكم مقصورة على أحبابه وحاشيته في صالات مغلقة؟! { إنها فضيحة بل إهانة بالغة للسودان تسكت عليها وزارات الخارجية، الداخلية والثقافة، وماذا يفعل سفيرنا في «أبوجا» وقنصلنا في «كانو»؟! وماذا فعلت كل جهات الاختصاص المسؤولة عن الحفاظ على اسم السودان وسمعته.. كبريائه وكرامته..! { إنها مهزلة ومسخرة حتى ولو كان غرض السفر للغناء «فقط» مع أن المواقع الإلكترونية وثقت لرقصات (الشريف) مع مطربة سودانية مشهورة وهي ترتدي «بنطلون جينز» لا يناسب شحمها ولحمها.. وسودانيتها (الُمفترضة)!! { أطردوا مندوب هذا الحاكم الأجنبي، وامنعوا سفر أية مطربة سودانية إلى نيجيريا إلا للمشاركة في مهرجان دولي أو اقليمي أو رسمي، باشراف وزارة الثقافة واتحاد الفنانين، فسمعة السودان ليست رخيصة لتباع هكذا بعشرين أو خمسين ألفاً.. أو حتى ألف مليار دولار. { خارج النص: الأستاذ الكبير الإذاعي الرقم «عمر الجزلي» هو (ملح) نشرة التلفزيون السوداني الماسخة.. أنصتُ له، فيقشعر بدني من صوته النفاذ. لم تعجبني تعليقات وردت بهذه الصحيفة - أثناء غيابي بالقاهرة - تحاول التقليل من هذه القامة (المفرودة) على امتداد أثير فضائية السودان. من هي لينا زهر الدين مذيعة قناة الجزيرة لتتحدث بكل بجاحة وفي دارنا عن عجز الإعلام السوداني عن (الإبهار)؟! { أليس مدير إدارة الجودة في قناة الجزيرة المسؤول عن تقييم المذيعين والمذيعات سودانياً وهو الأستاذ جعفر عباس؟ من هو أهم وأبرز معد ومقدم للتقارير بفضائية الجزيرة؟ أليس هو السوداني الأستاذ «فوزي بشرى»؟ ومن يعد «ما وراء الخبر» كل يوم للمذيعات اللبنانيات والجزائريات والتونسيات؟ أليس هو الأستاذ «نزار ضو النعيم» سوداني الجنسية. { فاذا كانت محاور ثقل قناة الجزيرة يمثلها إعلاميون سودانيون فكيف لا يكون الإعلام السوداني باهراً ومبهراً؟ إلا إذا كان المقصود بالإبهار البشرة البيضاء والمساحيق الحمراء..!! { وعلى أية حال فإن الأستاذ «عمر الجزلي» ظل باهراً ومبهراً بالفضائية السودانية أكثر من مكتب «الجزيرة» بالخرطوم الذي تسربلت بظلاميته «لينا زهر الدين» أثناء وجودها بالخرطوم!!.