غداً الخميس 6 مايو 2010 موعد الإنتخابات العامة في بريطانيا .. وفي مقدمة خائضيها الحزبان الكبيران .. حزب العمال الحاكم بقيادة رئيس الوزراء جوردون براون وحزب المحافظين المعارض بقيادة ديفيد كاميرون والحزب الثالث الذي اثار أيام الحملة الإنتخابية والمناظرات التلفزيونية كثيراً من الاهتمام وهو حزب الديمقراطيين الأحرار الذي يقوده الشاب المتألق نك كليج. وكنا الأيام القليلة الماضية كتبنا عن هذا الحزب الثالث وعن زعيمه الشاب كليج أكثر من مرة ونكتب اليوم عن حزب العمال الذي يحكم بريطانيا الآن وقد تأسس عام 1906م. وكان السودان في ذلك الوقت تحت الحكم الثنائي.. البريطاني المصري وكانت السلطة الحقيقية في يد البريطانيين وكان المصريون مغلوبين على أمرهم فقد كانوا منذ عام 1882 خاضعين للاحتلال البريطاني. ويعتمد حزب العمال أساساً على النقابات وأصبح بعد إضمحلال دور حزب الأحرار نهاية العقد الثاني وأول العقد الثالث للقرن العشرين هو أكبر حزب يساري في الساحة البريطانية. ويقولون إنه بعد هبوط أداء حزب العمال في إنتخابات 1983 تم تحديث سياسات الحزب وأجهزته في عهود زعمائه نيل كينوك وجون سميث وتوني بلير. ووصل حزب العمال إلى السلطة لأول مرة عام 1924م وكان رئيس الوزراء هو ماكدونالد وكان عمر الحكومة قصيراً عشرة شهور فقط من يناير إلى نوفمبر. وفي سنة 1945م حقق حزب العمال فوزاً معتبراً وشكل الحكومة بقيادة كليمنت أتلي وكان من أهم إجراءاتها تأمين بنك أنجلترا وصناعة الحديد والصلب ومناجم الفحم والسكك الحديدية. وأستمر العمال يحكمون حتى أكتوبر 1951م وعادوا مرة أخرى للحكم في الفترة من عام 64 إلى عام 1970 ثم من 74 إلى 1979 ثم من 1997 حتى الآن. وبالإضافة إلى النقابات التي إرتكز عليها حزب العمال منذ نشأته عام 1906 وطوال تاريخه كانت هناك الجمعية الغابية التي تعد واحدة من أهم مكونات حزب العمال، وقد تأسست الجمعية في لندن عام 1884م وهي منظمة تعليمية إشتراكية إستهدفت تغيير المجتمع بالإصلاحات الديمقراطية وليس الإجراءات الثورية العنيفة. وكان من أعضاء الجمعية المرموقين الإقتصادي سيدني ويب وزوجته بياتريس ويب والكاتب المسرحي بيرنارد شو ورامزي ماكدونالد الذي أصبح رئيساً للوزراء فيما بعد والروائي ه.. ج. ويلز. ولقد أسهموا جميعاً في إقامة لجنة تمثيل العمال عام 1900 التي أصبحت في ما بعد أي عام 1906 حزب العمال الذي يحكم بريطانيا الآن بقيادة جوردون براون.