اعتبر نفسي من الذين أثارت انتباههم «قمصان» الزعيم الأفريقي مانديلا «88 عاماً» تلك القصمان الشبابية العصرية كعلامة فارقة في عالم الموضة، إن كان مانديلا في قمصانه سعى إلى التميز مستهلماً فيها السحر الأفريقي الذي يتلاءم مع قناعات الرجل منذ أن كان متوهجاً داخل سجنه وبعد أن أصبح رئيساً إلى أن تقاعد.. وحينما تجتذب نظري قمصان مانديلا العجوز «الشاب روحاً» تعود بي الذاكرة إلى قمصان الرسام الشهير الراحل بابلو بيكاسو فأجد تناغماً بين قمصان العجوزين.. وإن كان بيكاسو يختار تشكيلات قمصانه وفقاً للعصارة الفنية التي أنجزها طوال حياته، فإن مانديلا على حد زعمنا يختار قمصانه من استحقاقه لقب زعيم القرن العشرين الأفريقي عن جدارة، محافظاً على شخصيته والنواحي الإيجابية فيها، منسجماً ومتوازناً مع تحوُّلات وتغيُّرات الواقع.. فكم سمعنا وشاهدنا وقرأنا عن القناع الأفريقي ودوره في الفن وفي الحياة العامة.. وهاهو مانديلا يلبس أقنعة أفريقية وإن تمثلت في قمصانه فقط. { إن من يشاهد مانديلا في قمصانه المزركشة لن يحس بأن هناك نشازاً بين الرجل وقمصانه، بل هي لائقة عليه.. جذابة وأنيقة وكما قيل فإن الثياب «بشرة» ثانية تحدد شخصية الإنسان؛ فهناك حيمية شديدة نلمسها بين مانديلا وقمصانه، وربما تكون قمصانه تعويضاً عن ال«18» عاماً التي قضاها في زنزانته.. إن قمصان مانديلا ليست إلا تعبيراً عن شموع الحرية التي يضيئها على جسده.. ومع كل قميص يضيء شمعة للآخرين.. وكما قالت الكاتبة السورية لارا العمري: «كان قميصه طويلاً وفضفاضاً على الدوام حتى يتسع لكل الألوان، وكان يدع لأصحابه أن يتلمسوا منه حافة ليظن كل منهم أنه وحده صاحبه». فلنجعل هذا الوطن مثل قمصان مانديلا .. لنقترب منه أكثر. { أصحاب المزاج الشاطح: هي ظاهرة تبدأ أولاً بالرغبة والفضول ثم تتحوّل إلى عادة ثم نذير وقوع في فخ إدمان، نعني بذلك التدخين. أين دراستنا الاجتماعية الحديثة حول هذه الظاهرة؟ كم من المليارات تهدر على السجائر، مع ضياع سنوات عمل وعلاج لأمراض؟ المزاج العادي يهرول فقط نحو السجائر المعروفة والمتداولة «على عينك يا تاجر» أما المزاج المحلّق والشاطح فهو الأخطر، ونعني به مزاج المخدرات التي انتشرت وسط قطاعات عريضة في مجتمعنا حتى أنها اخترقت جدران الجامعات والمدارس وأصبح الطلبة مستهدفين من قبل تجار المخدرات. كم دفع هذا الوطن خلال العشر سنوات الماضية فقط لعلاج المدمنين ولمكافحة المخدرات؟ إنها بلايين الجنيهات، أين أعمالنا الدرامية من هذه الكارثة؟ أين الغناء الذي يحاربها؟ وتجيء الشيشة كطامة أخرى حيث ارتفع معدل تدخينها حتى لدى البنات. فمع تشديد الرقابة لابد من تكاتف الجهود مع الجهات المختصة والجمعيات الأهلية وكل منظمات المجتمع المدني، للحد من انتشار تعاطي جميع أنواع المخدرات وحتى التدخين العادي، فهل من حملة قومية متواصلة يشارك فيها الإعلام المرئي والمسموع والمقروء؟ لقد أشارت الدراسات الحديثة الى أن أغلب جرائم السرقة والقتل والاغتصاب يرتكبها المدمنون. { من هو أكثر إنسان صابر في الدنيا؟ مسطول ينتظر ظهور هيفاء وهبي في قناة «اقرأ»!!