أبلغت مصادر مطلعة (الأهرام اليوم) عن اتجاه لتشكيل تحالف سياسي عسكري معارض لحكومة الجنوب التي يرأسها سلفاكير ميارديت بدعم عسكري سري لأبناء الجنوبشرق النيل (أعالي النيل الناصر أكوبو فنجاك) في إطار حلف قبلي متعدد بقيادة الفريق جورج أطور واللواء قبريال تانج تمهيداً لاستلام السلطة بالقوة. ورجّحت المصادر التي تحدثت للصحيفة أن يتولى رئيس الحركة الشعبية للتغير الديمقراطي د. لام أكول الخط السياسي المعارض للتحالف في إعادة لمشهد مجموعة الناصر في العام 1991م التي قادت انقساماً داخل الحركة الشعبية والجيش الشعبي مما أدى إلى إصدار الراحل جون قرنق وقتها لجملة من القرارات التي اتّخذتها القيادات الميدانية والسياسية. ويسعى التحالف الجديد، الذي تجري مشاورات لاختيار اسم له يعبّر عن التوجهات المعارضة للنوير ودينكا بور ودينكا نقوك ونوير فنجاك، يسعى لاستغلال الحساسية القبلية وإثارة نعرات اضطهاد الاستوائيين بالجنوب. وأبدت المصادر خشيتها من اندلاع حرب ضروس قبل الاستفتاء المزمع إجراؤه في يناير المقبل خاصة بعد أن بدأت القوات العسكرية المنفذة للتحالف المعارض لحكومة الجنوب في التجمع في (خور فلوس) جنوبملكال ومناطق أخرى فضّلت المصادر عدم ذكر أسمائها للضرورة الأمنية. غير أن مدير مكتب رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي «كارلو جيمس» نفى صحة تلك المعلومات التي تحصّلت عليها (الأهرام اليوم) وقال: «نحن حزب سياسي لا يؤمن بالعمل العسكري ونخضع للمحاسبة بقانون الأحزاب، وجورج أطور فريق في الجيش الشعبي ولا صلة لنا به». ووصف مدير مكتب أكول تلك المعلومات بالمغرضة التي تسعى للتشويش على حزبه، واستدل بمنعهم من قبل حكومة الجنوب عن ممارسة نشاطهم السياسي بحجة أن لديهم مليشيات عسكرية، ونبّه كارلو الى أن حزبه ظل يلجأ للمؤسسات القانونية ليشتكي لها من الانتهاكات التي تحدث له، وأضاف بالقول: (جنوب السودان ما عاد يحتاج للحروب التي لا تحل مشاكله بل تزيدها تعقيداً). إلى ذلك أبلغت مصادر الصحيفة أن اللواء قبريال تانج يتلقى تعليماته من قيادة عسكرية منضبطة وليس لديه صلة بهذا التحالف السياسي العسكري الجديد بالجنوب. وفي ذات السياق نقلت وكالة (رويتر) أمس الثلاثاء عن الفريق جورج أطور قوله إن قواته اشتبكت مع الجيش الشعبي للمرة الثانية، وهدد بشن هجوم على بور عاصمة ولاية جونقلي، وأضاف: «الجيش الشعبي هاجم قاعدتي العسكرية يوم الاثنين بعد الظهر ودمرنا عدداً من السيارات واستولينا على سيارة واحدة عليها مدفع مضاد للطائرات»، وذكر أن ثلاثة من أفراد قواته أصيبوا وقتل سبعة بينما عثرت قواته على (36) قتيلاً سقطوا من قبل الجيش الشعبي. وأشار جورج بأنه مستعد للتفاوض لكن إذا استمرت الهجمات فإنه سيهاجم مدينة بور، وأماط اللثام عن انضمام جنود له من جميع مناطق الجنوب الأخرى.