أجمع الناس على أنه كان موهوباً، يحب القراءة والاطلاع، ويتجاوز أقرانه برجاحة عقله، وتعلقه بوالده، ورغبته في أن يسير على دربه، مهندساً ميكانيكاً مرموقاً؛ فكانت أول عتبات النجاح التي خطاها؛ بامتحانات مرحلة الأساس التي أحرز فيها المركز الثالث. وهذا كان متوقعاً من الذين يعرفون أبو بكر الصديق محمود، فكانت ل«الأهرام اليوم» جلسة معه، ومع أسرته، لنستشف منه الطريق إلى التفوق. ماذا قال والده ابتدر والده الصديق محمود، المهندس الكهربائي بإحدى الشركات، الحديث عن ابنه أبو بكر، وما يتصف به من صفات تسبق عمره. قال إنه كان متفوقاً وذكياً، يحب الاطلاع، مما شجع الأسرة أن تقف بجانبه، لا سيما والدته، واعتبر أن أنجح الاستثمار أن تستثمر في أبنائك، وتعدهم لتحمل المسؤولية حتى تستفيد منهم في زمن الكبر. أما والدته أماني محمد عمر فقالت إن «أبو بكر» لم يخذلها إطلاقاً، وأنها تشكر أسرة مدارس القبس التي اجتهدت في تعليم طلابها، وأنها كانت مع المدرسة أولاً بأول وتتلقى تقارير عن مستوى ابنها لتقوم بتقوية دروسه. وقالت «لذلك لم أفاجأ به عندما أذاعوه في المرتبة الثالثة، وهذا ما كان متوقعاً منه، فلم يخيب ظن الأسرة إطلاقاً، ونحن نشكره على هذا». أبو بكر يتحدث: «كان لا بد لي من النجاح والتفوق وأنا أشاهد والدتي تقاوم التعب والإرهاق لتذاكر معي دروسي لأوقات متأخرة في الليل لم تكل ولم تمل، من ذلك يومياً فكيف أجازيها إذا لم أحرز لها نتيجة مشرفة؟». هكذا بدأ أبو بكر حديثه، قبل أن يقول إن والده نعم القدوة التي اقتدى بها، وتعامله معهم أعطاه الثقة في نفسه حتى أنه تمنى أن يكون مثله تماماً وأن يتخرج في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم كما تخرج والده تماماً، لذا فهو يعتبر تفوقه أقل هدية يمكن أن يقدمها لوالديه. ألعب الشطرنج: يقول إن هوايته المفضلة لعبة الشطرنج؛ لأنها لعبة تعتمد على الذكاء والحسابات الدقيقة، وكل خطوة فيها مدروسة، ويمكن فيها التضحية بالأقل مقابل الربح أكثر. وأعتبر أنها الحياة في لوحة صغيرة. علاقتي بالتلفزيون لست ميالاً لمشاهدة التلفزيون، فقط عندما أضيق، وكنت أشاهده أثناء المذاكرة عندما أجلس لمدة طويلة أقفل كتبي وأستريح قليلاً لأشاهد التلفزيون فأروح عن نفسي قليلاً ثم أعود للمذاكرة. أحب الاطلاع: من الهوايات المفضلة لدي الاطلاع، واستفيد من الكتب التي يحضرها والدي لأقرأ فيها فلا بد أن يكون الإنسان مثقفاً، وآخر كتاب قرأته لإبراهيم العبادي وكان مسرحية المك نمر واستفدت منها لأنها تحكي عن التاريخ وكيف كان المجتمع السوداني. هذا ما شدَّني فيها أكثر ما شدني في المسرحية أبيات الشعر التي تقول: مَا دَامْ ضِيفْنَا ما نْعَشِي ونَدَافِع عَنّو نَرْمِي سِيُوفْنَا ليهْ تَانِي الحُصَانْ سَاعِنّو وهي أبيات تدعو للشجاعة والكرم والمروءة وهي صفات مطلوبة للرجل. الشكر لهؤلاء أشكر أسرة مدرسة القبس، بالتخصيص الأساتذة إبراهيم إلياس وعبد العال وداعة وشيخ الدين، والأستاذتين انتصار ونجلاء، وكل أسرة المدرسة على وقوفهم بجانبنا، والشكر أجزله لوالدتي ووالدي وكل الذين ساعدوني، والشكر لأسرة «الأهرام اليوم».