} ولأن لكل فعل رد فعل فأنا دائماً ما أسعد بتفاعلات القراء الاعزاء وكتاباتهم المتواصلة عبر هذه الزاوية على الاقل ولو من باب ان الاشكالات التي نتناولها تخص القطاع الرياضي العريض المحب للرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص.. ومن بين الرسائل الجادة العديدة التي تلقيتها في الايام الاخيرة الرسالة التالية: } الأخ / محمد كامل } تحية طيبة وبعد } لقد تابعت باهتمام ما خطه يراعك في عمودك المقروء (كرات عكسية) بالعدد رقم (146) بتاريخ 15 مايو 2010 غير أني أختلف معك قليلا في بعض التفاصيل التي أرى، في تقديرى، بأنك قسوت فيها على اللاعب وارغو وبقية المحترفين الأجانب وذلك للأسباب التالية: } أولا:- معلوم بأن كرة القدم لعبة جماعية ولا يمكن لفرد مهما علت مهاراته أن يغير شيئا وسط مجموعة من اللاعبين الذين يفتقرون للمهارات الأساسية للعبة كرة القدم حيث أن معظم لاعبينا المحليين انضموا لفريقي الهلال والمريخ، مثلاً، بمواهبهم الفطرية وبعد أن يتجاوز عمر الواحد منهم العشرين عاما، والأدهى وأمر أن جلهم فاقد تربوى، وليس لديهم القدرة على استيعاب خطط المدربين سواء أكانو محليين أو أجانب. فقل لي كيف للاعب الأجنبي أن يبدع ويظهر مواهبة مع مجموعة كهذه..؟! وهذه حقيقة ذكرها أحد مدربينا الوطنيين فيما اذكر (المدرب جعفر درار) حيث قال إن اللاعب السوداني قد يلتزم بتوجيهات مدربه لكن ليس لأكثر من الربع ساعة الأولى ثم سريعا يعود للخرمجة..! } ثانيا :- وبناءً على ما تقدم دعنا نتفق أولا بأن اللاعب السوداني لاعب موهوب بالفطرة، والفطرة تحتاج للصقل والتدريب وفق مراحل سنية اتفق عليها علماء التدريب الحديث.. وهذا ما يفتقده لاعبنا المحلي (وفاقد الشيء لا يعطيه).. ومن ثم أرى في تقديرى أن الهجوم والنقد القاسي للاعب الأجنبي غير مبرر( لأن اليد الواحدة لا تصفق). حتى لو استجلبنا ميسي وكرستيانو رونالدو وواين روني وغيرهم من أفذاذ اللاعبين.. } ثالثا : -إن العلة الكبرى، يا عزيزى، تكمن في كل المؤسسات المسؤولة والمشرفة على كل الالعاب الرياضية بمختلف ضروبها حيث لا خطط ولا برامج ولا مدارس تشرف على تنمية النشء وتطور مواهبهم. ولذلك أنا اتفق معك تماما في أننا نحتاج فعلا لوقفة ولكن للأسف مع من؟؟؟؟ } رابعا:- إن رياضة كرة القدم السودانية في محنة حقيقية فالدولة وأدت الرياضة المدرسية واتحادنا العام قتل، مع سبق الإصراروالترصد، تجربة الأشبال التي كانت بالرغم من بعض أخطائها بؤرة ضوء في نفق كرتنا المظلم بحجج واهية كان في مقدوره، اي الاتحاد، أن يعالجها وفق صلاحياته غير أن كبر وعناد كبيرهم أجهض التجربة وفشل في إيجاد البديل.. أخيرا وليس آخرا إن الهجوم على اللاعبين الأجانب ليس له ما يبرره في ظل هذا الوضع المائل ولن يغيروا شيئا ما لم نغير ما بأنفسنا وللأسف لا أرى أى بصيص أمل للتغيير في ظل وجود تلك الديناصورات الجاثمة على صدر مؤسساتنا الكروية والرياضية وكان الله في عون الجميع. عوض الله حمد عبدربه أمبدة } من المحرر: } قبل كل شيء نتقدم بالشكر للأخ العزيز عوض الله حمد على اهتمامه وطرحه الرائع الموضوعي الذي اكد وبصورة عملية ان الاختلاف في وجهات النظر لا ولن يفسد العلاقة بين الناس وذلك لعمري من الثوابت التي تفتقدها رياضتنا السودانية عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص.. } واتفق مع الاخ عوض في ان غياب المدارس السنية يؤثر سلبا على المسيرة لكت ذلك ليس بالضرورة ان يبعدنا عن غياب الفائدة من سكة الاحتراف التي طرقت انديتنا بابها منذ سنوات ولو بالحد الادنى خاصة وان هذه التجربة لم تثبت فشلها فحسب وانما زحفت بسلبياتها لتساهم في المزيد من التراجع والتقهقر الى الوراء. } وما طرحته لا يقتصر على وارغو فقط وانما على كل الاجانب الذين فشلوا عملياً في ايجاد الفارق للفرق السودانية في المباريات الخارجية ويحدث هذا في وقت نتابع فيه العديد من الفرق العربية وهي تطبق الاحتراف على اصوله وتتعاقد مع لاعبين بأسعار متواضعة جداً وهي بذلك تؤكد بأننا نحتاج لوقفة ووقفة عاجلة من انفسنا قبل المسؤولين في الاتحادات والاندية. } نكرر الشكر للأخ عوض مع وعد لكل القراء الذين لديهم رسائل بطرفنا بأننا سنقوم بنشرها تباعاً بإذن الله.