٭ سألتني الأخت الزميلة الأستاذة داليا إلياس سؤالاً، لم تكن هي المرة الأولى التي أُسأل فيها عنه، إن كان ذلك من القراء المتابعين، واللصيقين جداً ب«عز الكلام»، أو من أولئك الذين يرصدون ما أكتب بين الحين والآخر. لكن السؤال هذه المرة اهتممت جداً بالإجابة عليه علناً، لأنه جاء من «صحفية» مؤكد أن سؤالها بنته على معطيات مهمة «وتلويحات» لا بد أنها وجدت عندها الاهتمام. وقبل أن أطرح السؤال دعوني أحكي لكم كيف ومتى كان، إذ أننا أمس الأول تحلقنا حول واحدة من مناضد النادي العائلي الذي احتفل بإيقاد الشمعة الثانية «لصحيفة فنون»، وبالطبع كنت واحدة من المدعوين لهذا الحفل رغم أنني لم أكن مهتمة كثيراً بأن تصلني رقعة الدعوة لأنني كنت حريصة على الحضور لأشارك زملاء وزميلات أعزاء الاحتفال بعيد مولد الصحيفة الثاني، والغريب أن دونما تنسيق؛ كان كل من يجلس على هذه المنضدة هم من أسرة صحيفة «الأهرام اليوم» إن من كتابها ومحرريها، أو من المؤلفة قلوبهم نحوها، إذ كان على يميني الأستاذ عزمي عبد الرازق رئيس القسم السياسي، وعن يساري الأستاذة داليا إلياس، والأخ الأستاذ عثمان شبونة، والأخ طارق الأمين، ويبدو أن داليا التقطت بحسها الصحفي التحايا والسلام الذي كان متبادلاً بيني وبين كثير من الموجودين في الحفل من فنانين أو إعلاميين أو مهتمين بالشأن الفني، والفنانة ندى القلعة تسلِّم عليّ سلام معرفة ومحبة وبالأحضان، وكذلك الفنانة حنان بلوبلو، والواعدة نهى عجاج، ولم تفتر يدي وهي تمتد بالتحايا والسؤال عن الصحة والأحوال للفنان صاحب الصوت الرهيب شكر الله، والأستاذ عبد القادر سالم، والأستاذ المخرج شكر الله خلف الله، والأستاذ أمير أحمد السيد، والأستاذ أسامة بكلو، والأستاذ خالد الوزير، والفنان الأخ القلع عبد الحفيظ، والواعدة منار صديق، والفنان الشاب أحمد البنا، وغيرهم من الموجودين في الحفل من الزملاء؛ فكان أن باغتتني داليا بالسؤال المهم «إنتي يا أم وضاح البتكتبيه ده ما بعمل ليك مشاكل؟»، ورغم أنني فهمت السؤال (على طول)، لكنني أردت توضيحاً أكثر، لتكون الإجابة أكثر وضوحاً، فقلت لها «وما الذي أكتبه؟»، فقالت لي «أنت تكتبين بصراحة شديدة ونقدك أحياناً يكون لاذعاً، وبالأسماء». فقلت لداليا إن هذا الوسط الفني رغم ما يقال عنه، هو وسط في أكثره يحمل مقداراً معتبراً من المجاملة والمحبة، (وعلى فكرة، الزول «البجامل» العشم دائماً في الخير لا ينقطع عنه. وقلت لها إن كثيراً ممن نوجه إليهم نقداً قاسياً ومؤلماً يأتوننا موضحين للصورة، أو ربما يحاولون ما استطاعوا تعديل الصورة إن كانت مقلوبة دون أن يظهروا ضغينة أو بوادر عداء أو كراهية، لا سيما تجاه من يشعرون أنه يكتب دون أجندة، أو دون أن يكون (قاصد «يهدم» زول أو يكسر مجاديفه). وقلت لداليا أيضاً إن الوسط الفني ورغم سياط النقد التي تنهال عليه أفضل بكثير من الوسط السياسي الذي لا يقبل معظم المنتمين إليه توجيه النقد وإن قبلوه فإنهم «يخندقونك» في اتجاه معين فتكون إما منتمياً للحزب الفلاني أو موالياً للسيد العلاني، لكل ذلك فإنني أظن أن رغم ما يطفو على السطح من خلافات يبقى الوسط الفني «بحجم» المنتمين إليه، مثالياً إلى درجة كبيرة في تقبل النقد وأحياناً الهجوم الكاسح . على فكرة، الأخ عزمي داعب الأخت داليا قائلاً «شايفك مهتمة بحضور هذه الفعالية الفنية»، فقلت له «يبدو أنني سأجذب طاقم الأهرام اليوم للاهتمام بالشأن الفني»، لا سيما أن الأخ عزمي نفسه كان مهتماً جداً ببعض الحضور من الفنانين! «أقول يا عزمي شلت تلفون منو؟». .. في كل الأحوال، ورغم ما يظنه البعض هجوماً كاسحاً وله دخان؛ أسعد جداً أن يتقبله من نوجهه إليهم بصدر رحب، وتقبل كبير، لأننا والله لا نقصد إلا أن يتلمس الكثيرون ممن ضلوا الطريق وذهبوا في الاتجاه الخاطئ أو المعاكس؛ أن يتلمسوا خطاهم نحو الأفضل، لأنهم يستحقون شارة التميز!! كلمة عزيزة .. قال لي الدكتور عبد القادر سالم رئيس اتحاد المهن الموسيقية مبشراً إن القانون الجديد على وشك أن يرى النور ليفعل وينفذ. وقال لي مستبشراً كمن يتلقى التهانئ بنجاح أو زواج أولاده «خلاص يا أم وضاح موضوع نيجيريا ده انتهينا منه». وبالطبع فرحتي بقدر فرحته إن لم تكن تزيد. كلمة أعز .. فرقة تيراب الكوميديا تعيش على سنام نكات واسكتشات سمعناها قبل عشرة أعوام، (والبقول نكتة مسموعة ومكررة يكون شنو يا فخري؟)!!