{ شكت الأخت الصديقة داليا الياس في زاويتها أمس عن إعجاب زوجها بالفنانة اللبنانية أليسا، رغم أنه (ما بائن عليه) من ذلك النوع الذي ممكن يفوِّر دم داليا، الذي يبدو أنه فار لمّن دفق، ولعل هذه الشكوى هي ليست الأولى التي أسمعها من صديقة أن زوجها لا يخفي أبداً إعجابه بمطربة أو ممثلة، وكأنُّه القاعدة جنبُه دي تمثال جليد، لكن طبيعتها وتربيتها تخلّيها من حزب أيوب الذي يرفع شعار الصبر أربعاً وعشرين ساعة، وحتى إن كان هذا الإعجاب بريئاً كما أفترض في حالة زوج داليا، إلا أنه يبقى شعوراً فيه شئ من الأنانية والإحساس بأن الرجل مصرح له أن يقول كل شئ عن أي شئ في أي شئ، وربما أن هذا السلوك مغذَّى منذ الصغر، لأننا تعودنا في البيت منذ أن كنا صغاراً أن للولد حظ الأنثيين في كل شئ، وبالطبع لا أقصد فقط الميراث الذي فرضه المولى عز وجل، لكنه دائماً مفضل ومقدم، بدلالة أن مولده يُستقبل بزغرودة كاربة، وميلاد البنات بالصمت التام، وغالباً ما نسمع كلمة (البركة في حلل أمها)، يعني زي: يا أخوانا أحمدوا الله في كل الأحوال. لكن الغريب والعجيب أن التغيير في النظرة والشكل والمضمون، الذي تسبّبت فيه أطباق الدش اللاقطة، لم يصل على حد علمي إلى خراب أسر عامرة، بل ظل مثاراً للمزاح، وهو غالباً ما يتحمله الطرف الأنثوي أو تقنع نفسها به. لكنني ولأول مرة أتفشّى عندما ردت صديقة لي الصاع صاعين لزوجها بذات طريقته التي غلّفها بظرافة، وهو يقول لي: عليك الله يا أم وضاح أي حفلة ل (....) عارفة مكانها كلميني بيها لأكون حضوراً لها. وبخبث أنثوي نظرت ناحيتها لأرى ردة فعلها ففاجأتني بقوّة لا أدري من أين استمدتها وهي تقول لي: وعليك الله أي حفلة ل (....) ورّيني محلها. وكدت أصفق وأقول: هيه قوون.. تعادل سريع، لكنني خفت أن أشعللها، خاصة وقد اشتممت رائحة الحريق طالع من كُم جلابيته! { في كل الأحوال لو سألتموني رأيي أقول إن كل واحدة زوجها يعلن إعجابه بمذيعة أو ممثلة تعمل بالحكمة القائلة (الإعجاب) أقصد الكلام كان داير تكمِّلوا همِّلوا، لأنّه الواحد حيمشي وين بهذا الإعجاب الذي سيظل حبيس صدره، إذ أن مسألة الارتباط بهؤلاء مستبعدة، وهن الغارقات في معاطف الغرور ونفيس المجوهرات، وطالما الوحد داخل مارق شايل كيس العيش أبو ألف وبتاع الإيجار زارِّيه وبتاع اللبن ساكِّيه ما في يعني عرس.. ناهي كاهي.. وعلى العموم يا داليا الحال من بعضه فأبو العيال كمان معجب بهيفاء وهبي! { كلمة عزيزة بثت أمس فضائية أبوني استطلاعاً مع مواطنين جنوبيين، ادعت فيه أن هؤلاء فارون من أبيي، قدموا إساءات بالغة وأكاذيب مختلقة عن الأحداث هناك، وواضح جداً أنها تقارير لإثارة الرأي العام الدولي ضد حكومة الخرطوم. وأعتقد أن مثل هذه الألاعيب القذرة لابد أن تواجهها هجمة مرتدة سريعة من إعلامنا المشاهد تحديداً، لأنه أكثر تأثيراً واندياحاً في أوساط المتابعين والراصدين والمهتمين بالأحداث في السودان، وأعتقد أننا محتاجون إلى أن تنتقل الكاميرات إلى أبيي لتوثق للحدث وتسمع إفادات من شهود عيان هناك، مع التذكير بتفاصيل قصة أبيي نفسها وأحقيّة قبائل المسيرية التاريخية فيها حتى لا تضيع الحقيقة في دخان الأكاذيب والافتراءات. بالمناسبة هل لفضائيّة أبوني مكاتب في الخرطوم؟ فإن كانت الإجابة بنعم فرجاء أقفلوا هذا السوس الذي ينخر في عظم الوطن من جوّه. { كلمة أعز غالباً أو دائماً لا نفقد متعة الأشياء الجميلة إلا عندما نفقدها أو تزول، فليجرب أحدكم إدمان النظر للقمر في كامل تمامه بدون كهرباء المدينة، وليخبرني بماذا يشعر عندما ينقضي ويحتجب. المذيعة هنادي سليمان هي الآن في إجازة سنوية خارج البلاد، ومكانها شاغر لن يستطيع أن يملأه أحد. نسأل الله سلامة السمع حتى عودة هنادي.