المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتفق مع الجميع وأهنئك بعمودك «اندياح» في الجريدة الناجحة دوماً بإذن الله «الأهرام اليوم»، فأنا من المداومين على قراءتها لا سيما عمودك الشيق؛ لمناقشته مواضيع حياتية اجتماعية مهمة، ولفت انتباهي في الأعداد الأخيرة موضوع فوائد (نقة) المرأة للرجل، وكذلك موضوع الصداقة. اسمحي لي بأن أدلي برأيي في موضوع (نقة) المرأة للرجل، كنت أود أن تكتبي عموداً مرادفاً بالنسبة ل(نقة) الرجل ليكون المردود الفعلي على المرأة عندما تكون هذه الأشياء صادرة من الرجل، تتطرقين فيه لمعاناة المرأة عندما يكون الرجل عديم المسؤولية من جوانب كثيرة، مثلاً افتعال المشاكل وعدم الإنفاق على منزل الزوجية والأولاد، وإذا أراد حل هذه المشاكل من جانبه تجدينه يهرب للزوجة الثانية إن وجدت، أو الهروب أيضاً من المنزل وترك الأولاد بدون رعاية ومصاريف، مما يدفع المرأة إلى الخروج للعمل، وكيف تراها تعمل وتكد حتى في الأعمال الهامشية البسيطة، وتعاني ما تعاني في سبيل توفير لقمة العيش الكريم لأبنائها وتعليمهم وعلاجهم وحتى كسائهم، وبعد كل هذا تجد المجتمع ينسب نجاح الأولاد إذا تمّ إلى والدهم بالمقولة الشائعة (أولاد فلان نجحوا) وحتى هو دون خجل يقول ابني نجح، والآن أصبح كذا. وهو لا يدري عن مراحل هذا الابن شيئاً. أما موضوع الصداقة، وهو الموضوع الذي تمت مناقشته المبتورة بقناة النيل الأزرق، أستميحك عذراً بأنك تتحدثين عن أسرة مثالية جداً يكون فيها الرجل هو الحبيب والزوج والصديق وحتى الأب، وهذا لا يتأتى إلا في القليل جداً من الأسر السودانية. الرجل السوداني عزيزتي لا يستشير المرأة أصلاً في أحوال كثيرة، ولا يقدر عمل المرأة ومعاناتها في داخل المنزل أو خارجه، أما أغلب الأزواج عندما تحدثه زوجته عن عمل ما قامت به، وتتوقع منه مدحها وتدليلها يقول لها بكل بساطة (هذا واجبك). فالرجل السوداني أصبح حضوره إلى المنزل في المغيب، ثم يغفو لفترة، وبعد الغداء والصلاة - إن وجدت - لديه المشاوير الشللية إن كانت، أو كرة قدم يحب مشاهدتها تلفازاً أو حضوراً في ملاعبها الكثر، لذا يصبح النقاش الهادئ والموضوعي الخاص بالمنزل ومتطلبات الأسرة نادراً جداً، مما يوسع الفجوة بين الزوجين في التواصل والرباط الأسري. كم زوجة جلست مقابلة لزوجها وشكت له همها، أو هو سألها عن دواخلها ومشاعرها ومعاناتها حتى يخفف عليها؟ لذلك عندما تشتد الضغوط تلجئين إلى الصديقة لتحكي لها لتخفف عنك هذا الجمود. وربما تجدين عندها السلوى أو تفاجئك بمشاكلها التي تستمعين إليها وتنسيك همومك عطفاً عليها. عليه نرجو أن نقوم بعمل إحصائيات لمعرفة كم زوجة تكون خارج هذا الإطار وهي سعيدة، لا، لا أظنهن كثر في عالمنا هذا، وإلا لكانت هناك الأسرة المثالية التي تبحثين عنها في عالمنا هذا بعيداً عن عالم آخر بخلاف مجتمعنا. أتمنى أن يتم التواصل بيننا وأن تردي عليّ بقدر المستطاع في الأعداد القادمة ولك حبي ولزوجي ولأسرتي كل تقدير واحترام والسلام.. أم أيمن { تلويح: شكراً للعزيزة «أم أيمن» وأعجبني جداً أن تنبري إحدى القارئات المتزوجات لتدلي بدلوها في قضايانا النسائية وأرجو أن أكون عند حسن ظنها وأن يدوم التواصل بيننا.