{ المشاركة الأفريقية في احتفال تنصيب «البشير» رئيساً للجمهورية أمس بقاعة المجلس الوطني، كانت مشرّفة، وجديرة بالتقدير والاحترام، فقد شارك رئيس دولة ملاوي، وهو رئيس الاتحاد الأفريقي، كما شارك رؤساء تشاد، أريتريا، أفريقيا الوسطى، جيبوتي، موريتانيا، ورئيس وزراء أثيوبيا، بالإضافة إلى نائب الرئيس الكيني بصحبة الرئيس السابق «دانيال أراب موي»، والنائب الثاني للرئيس الأوغندي، ومثّل وزير الدفاع المصري الرئيس مبارك، كما جاء الفريق «أبوبكر يونس جابر» ممثلاً للزعيم الليبي معمر القذافي. { التمثيل العربي جاء ضعيفاً، بما فيه مشاركة وزير الدفاع المصري، وعضو القيادة التاريخية في ليبيا، وممثل أمير قطر، أما السعودية فقد أنابت سفيرها بالخرطوم!! وكذلك فعلت المملكة الأردنية الهاشمية التي يحج إليها المواطنون السودانيون، وعلى رأسهم الوزراء والمسؤولون الحكوميون.. بالآلاف، لتلقي العلاج بملايين الدولارات سنوياً..!! { ما الذي منع العقيد «القذافي» من الحضور والمشاركة مع أن الرئيس البشير لم (يقصَّر) في تلبية جميع الدعوات للمؤتمرات المهمة وغير المهمة، واحتفالات طرابلس بأعياد الفاتح من سبتمبر.. وقد أشار «القذافي» بنفسه إلى حرص «البشير» على حضور مؤتمرات تجمع (س.ص)، بينما غاب عن الاجتماع الأخير عدد من الرؤساء الأفارقة..! { أما عن الجانب المصري، فإنه إذا كان الرئيس «مبارك» متوعكاً أو مشغولاً ببرنامج آخر، وقد كان في زيارة إلى «روما» الأسبوع المنصرم، فقد كان الأوْلى أن يشارك رئيس الوزراء «أحمد نظيف» في الحد الأدنى، خاصة وأن القيادة المصرية تتحدث دائماً عن أهمية السودان، خاصة هذه الأيام، في ظل التوترات في ملف حوض النيل، وقرب موعد الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. { الحضور السعودي أيضاً كان باهتاً، ولا أدري هل له صلة بالتقارب (السوداني القطري) من جهة، والتقارب (السوداني الليبي) من جهة أخرى، أم أنها تقديرات وأعراف سعودية خاصة بمثل هذه المناسبات. وعلى أية حال، فلا القطريون ولا اللييبيون قدموا حتى الآن شيئاً ذا قيمة في ملف دارفور، وأشير هنا إلى موقف حركة العدل والمساواة الأخير من الدوحة، وهي - بلا شك - الحركة الأكثر تأثيراً في الميدان، وكل ما عداها من حركات مجرد تجمعات إعلامية وسياسية.. فما علاقة «التيجاني السيسي» بالتمرد في دارفور، ومتى زار «السيسي» دارفور آخر مرة؟ علماً بأنه - في الأصل - عضو قيادي بحزب الأمة القومي، وقد كان أحد المرشحين لمنصب الأمين العام للحزب قبل عدة أشهر..!! { التحيّة والتجلة للقائد المحترم «مليس زيناوي» رئيس وزراء أثيوبيا. يعجبني هذا الرجل كثيراً.. وقد ظللت أتابعه وأرصد حركاته وسكناته على هامش مؤتمر القمة الأفريقية الأخير بأديس أبابا، فازددت قناعة بأنه زعيم حقيقي، ورئيس يستحق الاحترام. { ومع رأيي الثابت، والراسخ، بأن الدولة الأقدر على مساعدة السودان في ملف (الوحدة) هي أثيوبيا، سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً، وتأثيرها واضح لكل زائر لمدينة «جوبا»، فإن موقف الرئيس الأريتري «أسياس أفورقي» من السودان خلال الفترة الأخيرة أيضاً يستحق الإشارة والاشادة والتقدير. فليختلف «مليس» و«أفورقي»، ولكن فليتفقا على السودان، وهذا ما يحدث الآن. { كنتُ واثقاً أن الرئيس الأوغندي «يوري موسفيني» لن يحضر احتفال التنصيب، ليس لأن «أوغندا» من الدول الداعمة للمحكمة الجنائية واستضافت مؤتمراً لها الأسبوع الماضي، إذ لديها (مصلحة) مع الجنائية للقبض على زعيم «جيش الرب»، ليس هذا هو السبب، فقد شارك النائب الثاني للرئيس الأوغندي في احتفال الأمس، وبالتالي شاركت الدولة، ولكن مستوى التمثيل مهم جداً لارتباط أوغندا (اللصيق) بالحركة الشعبية وحكومة الجنوب، وتأثيرات هذا (الالتصاق) تحتاج إلى الكثير من العناية والمراقبة لمعرفة الموقف الأوغندي من وحدة السودان. { على أية حال، «موسفيني» شارك - بنفسه - في حفل تنصيب «سلفاكير» قبل أيام، بينما لم يشارك «مليس زيناوي»، أو «أفورقي» أو أي رئيس أفريقي آخر.. والرسالة واضحة..!! { مبروك يا (ريس).. ولاية جديدة وسعيدة.. ولا نامت أعين الجبناء.