تفاجأ مواطنو منطقة الصبابي الزراعية بحريق آخر التهم ستة منازل بالمنطقة وأدى لأضرار بالغة في ممتلكات وأموال المواطنين إلا أنه لم تسبب في أي خسائر في الأرواح. ويعد الحريق الثاني بالمنطقة خلال أسبوع حيث قضى الأول على 32 منزلاً. وقالت منى محمدين أحد المتضررين في الحريق الذي قضى على منزلها بالكامل إن مواطني الحي كانوا متواجدين بصيوان نصب لجمع تبرعات لمساعدة الأسر المتضررة وأثناءه شاهدوا دخانا كثيفا يخرج من المنطقة فأسرعوا لتقصي الحقائق فوجدوا النيران تلتهم منازلهم. وعضد حديثها آدم محمد أحمد ووصف نفسه بأنه شيخ المنطقة، موضحاً ل «الأهرام اليوم» إنهم قاموا بعمل «كرامة» للمتضررين وجلسوا يتناقشون حول أسباب الحرائق وكيفية مساعدة المنكوبين فتفاجأوا بالنيران تحرق الجزء الثاني من الحي، موضحاً أنهم كمواطنين لا يعرفون أي أسباب للنيران التي ظلت تشتعل من حين لآخر بالحي. وأضاف عبد الله ابراهيم صاحب أحد المنازل المحترقة أنه كان خارج الحي وعند عودته وجد منزله قد تحول لكومة من الرماد وأنه لا يدري أسباب ذلك وكذلك أسباب الحريق في منزل جيرانه. من جهته كشف رئيس اللجنة الشعبية بالساحل الزراعي بمنطقة بحري العمدة ابراهيم آدم أن المنطقة نشأت قبل عدة سنوات ويقيم فيها رجال يعملون في الزراعة لتغذية ولاية الخرطوم بالخضر والفاكهة وأن ظروف الحرب في دارفور دعت المزارعين لإحضار أسرهم والاقامة في المنطقة فنشأت كمجمع سكني لهؤلاء المزارعين في بيوت قائمة على المواد المحلية، موضحاً أن سلطات المحلية قد جهت لهم عدة إنذارات لإخلائها باعتبارها منطقة مخططة للسكن الاستثماري ثم راجت شائعات أخرى بأن المنطقة مكان لترويج المخدرات والخمور، وقد نفى تلك الاتهامات، موضحاً أن مشكلة المنطقة انها قائمة على المواد المحلية وتقيم فيها أسر بدائية تعتمد على النيران الكاشفة في أعمالها المنزلية وأن الحريق ليس الأول وإنما السابع منذ قامت تلك المساكن ويتكرر بصفة مستمرة. وكشف أن الحريق السابق أدى لالتهام متجر وركشة تعتمد عليهما أسرة في معيشتها بجانب الأموال التي يدخرونها من عملهم بالزراعة، موضحاً أن سبب الحريق نيران داخل مطبخ أحد المنازل اشتعلت فيه النيران وامتدت لبقية المنازل، موضحاً أن هناك اتفاقا قد تم مع معتمد محلية بحري لإيجاد سكن بديل لإيواء تلك الأسر وتم المصادقة عليه وناشد بإكمال تنفيذ الاتفاق قبل الخريف خوفاً من تعرض الأطفال والنساء للخطر. وفي السياق هبت عدد من المنظمات الانسانية لمكان الحادث وبدأت في تقديم المساعدات اللازمة للمنكوبين بينها منظمة نساء دارفور الخيرية والفرقان وكنوز الأمل والأصدقاء للتنمية. وناشد مناديب تلك المنظمات السلطات للاهتمام بالمتضررين.