حوار : محمد كامل سعيد عبدالله قانون أكثر من ساعة ونصف الساعة قضيناها مع وزير الثقافة والشباب والرياضة الإتحادي محمد يوسف عبدالله في حوار ساخن متعدد الزوايا والاتجاهات لم يتم في المرة الأولى لمشغوليات الرجل المسئول عن الثقافة والشباب والرياضة في السودان حاصرناه بالأسئلة الساخنة في العديد من الملفات والقضايا وأجاب عليها بكل وضوح ، وقبلها استقبلنا الرجل بابتسامته المعهودة في باحة مكتبه الوزاري المطل على النيل الأزرق. تحدث الوزير عن إتحاد الناشئين الجديد والمغزى من تكوينه وأسهب في الحديث عن المدينة الرياضية وما أدراك ما المدينة الرياضية، والتي ظلت لعقدين من الزمان على حالها ( محلك سر) وتحدث عن استضافة البلاد لبطولة أمم افريقيا للمحليين العام المقبل ولم نغفل التطرق لأمر الثقافة بكل مكوناتها ولا نود إطالة التقديم فلنترك القارئ الكريم يبحر في ثنايا حوار الاتجاهات المتعددة مع الوزير محمد يوسف في الحلقة الأولى خلال المساحة القادمة: { «الأهرام اليوم» ولدت عملاقة في مستهل حديثه أشاد الوزير محمد يوسف بصحيفة «الأهرام اليوم» وقال: نرحب بهذه الصحيفة في وزارة الثقافة والشباب والرياضة وهذه الجلسة مع «الأهرام اليوم» لها قيمة ووضعية فهي ولدت قوية بأسنانها وبدأت بداية موفقة وجيدة بتنوع في كل المواضيع وفيها اتجاه واضح جداً للتأثير على الأحداث بالتركيز على قضايا حيوية في قطاعات عريضة للشعب وأتمنى التوفيق لهذه الإصدارة القوية. { تكوين اتحاد الناشئين: سألنا الوزير عن آخر قرار أصدره وهو تكوين إتحاد جديد للناشئين وما إذا كان ذلك يتعارض مع مهام واختصاصات الاتحاد السوداني لكرة القدم أجاب الوزير: اتحاد الناشئين هو إتحاد شامل لكل الأنشطة الرياضية التي تضم كل الاتحادات المختلفة بالسودان لها دور داخل اتحاد الناشئين وهو إتحاد معني بقضايا وهموم الناشئين في مجالات الرياضة الأوسع شعبية ككرة القدم والرياضات الجماعية والفردية الأخرى في بقية المناشط والغرض من هذا الاتحاد هو العمل على تنظيم البطولات بالتنسيق مع الاتحادات وترتيب أمر الناشئين بالصورة التي تجعل الحراك يتسع من القاعدة إلى القمة وستكون هناك منافسات على مستوى الولايات ونحن في الحكومة الاتحادية تهمنا المنافسات القومية ولكن لابد من التأكد من إقامة منافسات على مستوى الولايات وهي منافسات تقوي الحراك الرياضي وسط الناشئين وسيكون ذلك في كافة المناطق حتى التي لايوجد بها اتحادات يمكن التنسيق معها. وقال الوزير هناك منافسات للناشئين في مجال كرة القدم بحكم العمر وهناك تجربة مهمة وهي قيام البطولة القومية للناشئين والتي شاركت فيها (16) ولاية وهذه المنافسات أفرزت نتائج إيجابية ومن ضمنها اختيار اللاعبين الذين سيغادرون إلى البرازيل. وكانت هناك مفاجأة في البطولة تمثلت في إحراز ولاية (بحر الغزال) المرتبة الأولى وولاية الجزيرة المرتبة الثانية وتأتي الولاية الاستوائية في المرتبة الثالثة وتجيء ولاية القضارف في المرتبة الرابعة وهو يعطي مؤشراً قوياً لوجود خامات جيدة في الولايات وليس الخرطوم وحدها التي بها مواهب. وفكرة قيام منافسات بين الولايات تعطي مؤشراً قوياً لإبراز المواهب وتفتح باباً للأندية كي تختار من قطاعات الناشئين والخامات موجودة وقال الوزير: سيتم إختيار منتخب الناشئين المسافر إلى البرازيل من (76) الف متنافس من مختلفة الأندية والغرض من ذلك هو توسيع قاعدة الاختيار لتكون هناك نتائج إيجابية. وأضاف محمد يوسف أن هناك محاولات لإيجاد تنسيق مشترك بين اتحاد الناشئين والاتحادات المعنية وهذه العلاقة تساعد الاتحاد المعني في التنسيق مع الوزارة لتتم قراءة واضحة لوضع الناشئين في السودان. وعلى ضوء هذه العلاقة والروابط الموجودة يمكن أن تكون الخطوة الأولى وجود سجل كامل لكل الناشئين بالبلاد في ضروب الرياضة المختلفة وبعد تسجيل الناشئين في مناطقهم وفق الأعمار والشهادات تكون البداية صحيحة لقاعدة أساسية ويمكن أن نسميها (القاعدة القومية للناشئين بروابطها المختلفة وفي كل مجالات الرياضة لكرة القدم، السلة، الطائرة، والعاب القوى)، ويفترض إكتمال هذه الترتيبات بإشراف طبي للتأكد من أن أي لاعب ملائم لأنواع الرياضة من حيث المميزات والتكوين الجسماني والناشئين في ضروب الرياضة المختلفة، ويأتي بعد ذلك التدريب القوي للناشئين وهذا يحتاج لانفاق من الولايات المختلفة للتفاعل مع هذا العمل القومي الكبير وبعد ذلك تأتي الترتيبات بالنسبة للنشاط على المستوى الولائي وبعد ذلك تأتي أندية الدرجات الثالثة والثانية والأولى وأندية الممتاز ويكون هناك ربط مباشر للنشاط وخامات جيدة تتيح الفرصة لاختيار الأفضل ونحن على المستوى القومي في إطار تطويرنا للرياضة في ضروبها المختلفة نساعد الاتحادات لاختيار العناصر التي سيتم تدريبها لتكون هناك رعاية كاملة للصغار لدخول المنافسات. - وفي رده على سؤال إن كانت تلك المنافسات تحتاج لإمكانيات ضخمة قال الوزير : النشاط الرياضي يحتاج لموارد كبيرة ولكن في إطار توفير البنيات التحتية ويحتاج منا كحكومة إتحادية لإصدار التوجيهات والسياسات التي تعين على إقامة المنافسات وتوفير متطلباتها خاصة وأن رئيس الجمهورية وبعد أن تأهل منتخبنا الوطني لنهائيات أمم افريقيا في غانا كان قد وجهنا لكي يستمر وصول المنتخب السوداني كل عامين مما يحتاج منا لتنشيط وتفعيل قطاع الناشئين وكانت هناك لجنة لدعم المنتخب الوطني برئاسة الوزير هاشم هارون وكان هناك توجيه بأن تكون ولاية الخرطوم كتجربة في مجال الناشئين. وأعتقد أن الخرطوم نجحت في إقامة تجربة قوية للناشئين وشجعت الولايات الأخرى والآن النشاط موجود في «17» ولاية ونحن نبدأ من شيء موجود وملموس وبه نتائج، وتوجيه الرئيس كان في محله وفي وقته وفي فترة قليلة من 2008 إلى 2009م وكان هناك نشاط للناشئين في «17» ولاية وهذا عمل كبير وهناك «8» ولايات متأخرة لابد أن تجتهد للحاق بالولايات الأخرى التي قامت بهذا العمل ويكون الأساس موجوداً وأرى أن الدول المتقدمة وضعها جيد في البنيات التحتية وفي كل حي توجد ملاعب لمختلف ضروب الرياضة ونحن يمكننا كإتحادات إستغلال المساحات الموجودة داخل الأحياء لتوظف كساحات للرياضة وكل ولاية عليها توجيه أي محلية لتوفير طبيب متخصص للطب الرياضي لإجراء كشف طبي متكامل للناشئين كما أننا نحتاج لتنسيق كامل مع الولايات والاتحادات التي تقع على عاتقها مسؤولية الإشراف وتقوم بواجبها في المتابعة الدقيقة على مستوى الأحياء. { بطولة أمم أفريقيا للمحليين: { المحور الثاني عن إستضافة السودان لبطولة أمم افريقيا للمحليين مطلع العام المقبل وكيف تجري الإستعدادات لها؟ اعتدل الوزير في جلسته قليلاً وقال: في تقديري هذه البطولة مهمة جداً وأشكر الاتحاد السوداني لكرة القدم الذي أقنع الاتحاد الأفريقي (الكاف) بإقامتها في السودان وهو ليس حديث عهد في هذا المجال وسبق أن نظمنا بطولات عديدة وتنظيم هذه البطولة لن يكون استثناء وأعتقد أن المطلوب توفير البنيات التحتية والسكن والترحيل للبعثات والإعلام وهو متوفر لدينا عبر وسائطه المتعددة وبعد ذلك تبقى الجوانب الفنية والتي يعني بها الاتحاد العام والجهد المطلوب في النواحي الأمنية وأرى أن بلادنا نجحت بدرجة امتياز في تنظيم المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر ولا نخشى التنظيم وصدر مؤخراً قرار بتشكيل لجنة عليا للبطولة ورئيس الجمهورية يرعى هذه البطولة وهو يعطي الترتيب والتنظيم وضعية معتبرة وقوية ويثمن مجهود كل الجهات المعنية بهذا الشأن واستعدادتنا بدأت بانطلاقة قوية وعقدنا الاجتماع الأول وهنالك اجتماعا آخر يوم الاثنين المقبل لتشكيل اللجان الفرعية ونتوقع حضور لجنة من الاتحاد الأفريقي (الكاف) خلال الشهر القادم للجلوس مع اللجنة العليا والتشاور حول المتطلبات المتعلقة بتنظيم البطولة ونسعى لمعرفة كيف ستتلقى اللجنة العليا الدعم من (الكاف)؟ وما هو الدور المطلوب منها من ترتيبات أعتقد أنها تسير حتى الآن بصورة طيبة لسبب جوهري هو أن ولاية الخرطوم بدأت تجهيز نفسها للبطولة وشكل الوالي لجنة للتنظيم وأيضاً والي ولاية البحر الأحمر رتب ولايته جيداً وخلال الأسبوع المقبل ننتظر رد ولاية الجزيرة لاستقبال إحدى مجموعات البطولة. { المنتخب الوطني والبطولة القادمة: { كيف تنظر للمنتخب الوطني في المرحلة المقبلة والاهتمام به حتى يتوج بلقب أمم افريقيا للمحليين؟ أجاب الوزير: هذا سؤال مهم ونحن حقيقة نواجه إشكالات في أن السودان لا يشارك في التصفيات حالياً على أساس أننا ننظم البطولة وذلك يضعنا في موقف حرج إن لم نبذل الجهد المطلوب للمنتخب ولكن الإخوة في الاتحاد السوداني ليسوا غافلين فاختاروا كلية المنتخب وبدأوا في الترتيب مبكراً وستكون هناك مباراة إعدادية بين منتخبنا الوطني والمنتخب الفلسطيني في الرابع من يونيو وكنا نتوقع زيارة المنتخب الجزائري للخرطوم لكنه اعتذر عن الحضور وأعتقد أن المباريات الدولية سوف تستمر ولكن أخشى حدوث فراغ في فترة الراحة من (15) نوفمبر إلى 15يناير في الوقت الذي نحتاج فيه لإعداد مكثف ومستمر مما يتطلب إجتهاداً حتى يكون صقور الجديان في قمة الجاهزية نفسياً وبدنياً. { المدينة الرياضية: { سألنا الوزير عن المدينة الرياضية وعدم إكتمالها حتى الآن فقال: المدينة الرياضية مشروع كبير وخلال الأعوام الماضية بذل مجهود كبير لإكمالها وتبقى منها 30% من الجسم الخرصاني إلى جانب التشطيب. وجلسنا مع رئيس الجمهورية وأصدر توجيهاً بدعم المدينة ونحن الآن نبحث عن جهات تتولى تكملة المرحلة المتبقية وهناك جهود مع عدد من الجهات والشركات منها (روسية وعربية وصينية) وهناك مؤشرات تؤكد استمرار العمل في المدينة ونسعى لإكمال الملعب قبل نهاية العام ليكون جاهزاً للاستخدام وكان سيكون الأمر جيداً لو اكتملت المدينة الرياضية وأقيمت على ملاعبها بطولة أمم افريقيا للمحليين. وأضاف الوزير «العمل أخذ وقتاً طويلاً في المدينة وقبل سنوات كان الصرف السنوي عليها (500) الف دولار في العام»، ولكي تكتمل هذه المدينة كانت تحتاج إلى قرابة المائة مليون دولار». - محمد كامل يتداخل- هناك العديد من الدول من حولنا تبني وتشيد الإستادات في شهور قلائل لكن موضوع المدينة الرياضية أخذ وقتاً طويلاً؟ الوزير: الدول من حولنا متقدمة لكن السودان عانى من الحروب ودائماً الدول التي تواجه بمثل هذه الظروف نرى العديد من المشروعات الإستراتيجية فيها لا تنفذ ومن هنا يصعب أن نستمر بالرياضة في ظل الظروف التي مرت بها البلاد لكنني أعتقد أن هناك عملا كبيرا أنجز بالمدينة الرياضية، خلال (4) سنوات وتكلفة المرحلة الثانية حوالى(20) مليون دولار في أربعة أعوام بواقع خمسة ملايين دولار في كل عام وهي في إعتقادي نقلة جيدة ونشكر الأخوة في وزارة المالية ونقول لهم (الفضل ما كتير) ويمكن أن يكتمل العمل بمنحة أو عون وتمويل خارجي والرئيس وجه بهذا الخصوص. { الجمعية العمومية واستثناء شداد: في رده على سؤال حول اقتراب موعد الجمعية العمومية للاتحاد السوداني لكرة القدم في يوليو المقبل وهل من إستثناء بتمديد أجل الاتحاد الحالي الى ما بعد بطولة أمم افريقيا للمحليين قال الوزير: الاتحاد هو سيد نفسه ولا نتدخل في عمله ومهامه وهو الذي يختار الوقت الذي يناسبه لتجديد الدماء واختيار قيادته، ونحن كوزارة نقدم لهم المساعدات للقيام بواجباتهم وهناك طلبات من بعض الاتحادات الولائية لاستثناء الدكتور كمال شداد من قبل (17) اتحاداً من أصل (53) اتحاداً ونحن كوزارة وجهنا الجهات المختصة لدراسة المقترح المقدم من الاتحادات من نواح قانونية. وللحقيقة فإن شداد لم يقدم طلباً والأمر سابق لأوانه وقانون الرياضة يطالب بتجديد الدماء والخبرات في كل فترة ويهدف المشرع لإتاحة الفرص لكوادر أخرى والوزارة ملتزمة بالقانون التزاماً كلياً والاستثناءات الواردة وردت بنص حقيقي وارتبطت بالإنجازات الحقيقية والملموسة، فالوزارة لا يمكنها التدخل لتصبح طرفاً في نزاع ولكن طالما تقدمت العديد من الاتحادات بطلبات لاستثناء شداد فلزام علينا في الوزارة أن ندرس الطلب ولا يهمنا عدد الاتحادات وننظر للموضوعية والأسباب المصاغة، وحتى لو تقدم شداد بطلب الاستثناء سندرس طلبه من الجوانب الموضوعية والجوهرية وسنعطي الفرصة للاتحادات الفنية لدراسة الأمر.