نفسح المجال في (مسارات) اليوم للصديق محمد حسن نصر الدين، إبن أخ الراحل العزيز صديقي الحبيب نجم الدين محمد نصر الدين الذي غيّبه الموت في الثاني من ديسمبر الماضي، وخلّف رحيله الفاجع فراغاً مهولاً في حياتنا، نسأل الله أن ينزل على قبره شآبيب الرحمة، ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والصالحين والشهداء. أخي الأسباط السلام عليكم شريكنا في الفقد والأسى هي كلمات متأخِّرات في حق حبيبنا الراحل فهل ستجِد مكاناً في مساحتك؟؟ الحمد لله على كل شيء فقد حزنا على نجم الدين كما لم نحزن على أحد فهو علامة فارقة وبنيان قومٍ تهدّما فهو جمل الشيل وحمّال التقيلة وأخو الأخوان والركيزة ربما لأنني لم أفِق من الصدمة بعد أنجم الدين مات؟؟؟؟!!!!! ولكن الله هو الحي الذي لا يموت زرتُ قبره لأكثر من مرة، ولا أستطيع أن أصِف لكم حالتي حالة من يقف وليس بينه وبين من يحب أكثر من متر رجل كان ملء السمع والبصر موسوعةً في كل شيء هل فعلاً فقدنا كُل ذلك الزخم؟ هل فقدنا كل هذه الذاكرة المهوووولة؟؟؟ هل فقدنا كل هذا العقل الراجح؟؟؟ فقدناه في وقتٍ نحن أحوج ما نكون إليه وبفقده فقدنا البوصلة التي تهدينا والناصِح الذي يقوِّم مسارنا والفاكهة التي تعطِّر مجالسنا ولكم أن تتخيلوا كيف لي أن أفيق من الصدمة وأنا الذي كنت ألتقيه كل يوم من أيام مرضه وأجالسه وأتشاجن معه كيف لي أن أحتِمل بعده وكلماته لا زالت تتردد على مسامعي وأنسى لا أنسى نصائِحه وعظاته وحكمه التي لا تنقطِع وقفشاته وتحمله لعنت المرض وشدته بالإبتسامة الدائِمة ولا أملك أن أقول إلا كما قال هو في نعيه لعمنا فضل السيد عباس: ((اللهم انزل عليه شآبيب رحمتك واسبغ عليه لطفك ومتعه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)) ولا أستطيع أن أصِف لكم دخول هذا الفقد على أبيه الذي كان له ابناً لا كبقية أبنائه. اللهم أرحم نجم الدين وألهمنا الصبر على تحمُّل هذا المصاب الجلل نجم الدين هو جرحنا الذي لا يندمل ودمعتنا عليه لا تكاد تجف حتى تعود للمآقي مرةً أُخرى كنا ندخره لأيامٍ قاتماتٍ قادِمات وفعلاً كان لا قولاً هو قدر التحدي ولكن أقدار الله اصطفته لتتركنا نتجرع كأس الحزن والأسى آهٍ ثم آهٍ ثُم آهٍ منك يا نجم الدين لقد بكاك الرجال وكم هي عزيزةٌ وصعبةٌ دموع الرجال الرجال ولعمري لم أرَ في حياتي كبواكيك وقد انهمرت دموعهم كما المطر حُزناً عليك وأسىً على فراقك ولوعةً على فقدك فقدوا صديقهم وفقدوا أخاهم وفقدوا زميلهم وفقدوا أستاذهم وفقدوا عرابهم وفقدوا وفقدوا ..... وفقدوك فقد كنت رجلاً بحجم قارةً كاملة فوا حر فؤادنا ووا كبر مصابنا بفقدك الذي فتح نافذةً للحزن يصعب غلقها أبداً لكل من عرفك والتقاك وكل من عرفك دون أن يلتقيك ولكل من سمع عنك ممن عرفك دون أن يلتقيك فكلهم في الحب سواء وكلهم في الفقد سواء وكلهم في الحُزن سواء لك الرحمة أخي النجم ولترقد في الخالدين بسيرتك السمحة وسريرتك الناصِعة البياض كما نيتك ولنا الحُزن الأبدي. محمد حسن نصر الدين