محمد وداعة: الجنجويدي التشادى .. الأمين الدودو خاطري    شركة توزيع الكهرباء تعتذر عن القطوعات وتناشد بالترشيد    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق صديق محمد إسماعيل الأمين العام لحزب الأمة القومي في حوار الماضي والحاضر والمستقبل (2-3)

الفريق صديق محمد اسماعيل النور، الأمين العام لحزب الأمة القومي، شخصية سياسية لمع نجمها إثر انتخابه في منصب الامين العام لحزب الامة القومي في المؤتمر العام السابع للحزب، وقد أثار انتخابه جدلا كثيفا وانقسمت ساحة الحزب الداخلية بين مؤيدين له ومناوئين داعمين لمنافسه في منصب الامانة العامة (محمد عبدالله الدومة)، الذين أطلقوا على أنفسهم مسمى (مجموعة التيار العام ) والرافضين للاعتراف بشرعية انتخاب الامين العام والمكتب السياسي بسبب ما اعتبروه تجاوزات دستورية بزيادة عدد أعضاء الهيئة المركزية للحزب. التقت (الاهرام اليوم) بالفريق صديق وطرحت عليه العديد من الأسئلة منها المتصل برؤية الحزب للانتخابات الماضية والأموال التي استلمها الحزب من الحكومة وموقفه منها فضلا عن علاقة حزب الأمة بحركة العدل والمساواة واعتقال زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي علاوة على مساعي توحيد فصائل حزب الأمة وبروز الاثنية والجهوية في الحزب ورؤيته، لحل قضية دارفور والاستفتاء على حق تقرير المصير إضافة الى ما آلت له المعارضة السودانية ومستقبل السودان على ضوء مجريات الواقع السياسي الراهن. وطرحت (الاهرام اليوم)على الفريق صديق محمد اسماعيل الاتهام الذي ظل يوجهه له خصومه السياسيون دائما بأنه كان جزءاً من الاجهزة الامنية في نظامي (مايو والإنقاذ) وأجاب الرجل علي جميع الاسئلة بكل طيبة نفس وأريحية وقدم إفادات جديرة بالاطلاع وكانت حصيلتها هذا الحوار:
{ الى أي مدى تسير الجهود التي يقوم بها حزب الأمة القومي لتوحيد فصائل الحزب؟
مشروع لم الشمل في حزب الأمة القومي مشروع بالنسبة لنا استراتيجي، كرّسنا له كل الوقت والجهد، وحسناً فعل السيد رئيس الحزب بأن أصدر نداءات في يناير الماضي وقدم تنازلات سياسية وقيادية وتنظيمية لكل الإخوة لكي يعودوا، وليس أدل من ذلك من أنه تحدث عن هؤلاء الإخوان بأنهم قوة سياسية موجودة كأحزاب وعليهم أن يحلوا هذه الأحزاب ويعودوا الى حظيرة حزبهم الكبير هذا. أفتكر أنه تنازل كبير جداً كان غير موجود.
وكذلك الأطراف الأخرى قدمت عربوناً وهامش جدية، بمعني أنها جاءت وجلست مع الأجسام التي كوّنها رئيس الحزب، وهذا يعبّر عن الاستجابة القوية من القيادات لأشواق جماهير حزب الأمة، ونحن في حزب الأمة مستمرون في هذا الأمر ونواصل جهدنا فيه ومستعدون لأن نصل بهذه المسألة الى نهاياتها المنطقية. والأخوة في الأجسام الأخرى مطالبون بإسراع الخطى لنقدم للشعب السوداني نتاج عمل متميز قائم على إجماع وتراضٍ داخل مؤسسة كبيرة اسمها حزب الأمة القومي.
{ حسناً، لماذا فشل حزب الأمة والإصلاح والتجديد في تحديد مرشحين موحّدين لخوض الانتخابات قبل مقاطعتها؟ هل هذا الأمر يعني فشل الوحدة أو تعثرها؟
أولاً ليس هنالك فشل.. لم يفشل الحزبان أصلاً في هذا الأمر لأن إجراءات الانتخابات بدأت من يناير بدايةً بإجراءات الترشيح واستمرت الى مارس وبالتالي حزب الأمة القومي وحزب الأمة الإصلاح والتجديد هما كحزبين مارسا حقهما الدستوري والقانوني والانتخابي في أنهما قدما مرشحين ولذلك عندما التقوا هذا اللقاء السياسي في إطار التنسيق السياسي أصبح يتعذر قانوناً أن يفعلوا أي شيء لأنهم أصبحوا مرشحين معتمدين وأصبحت الشعارات معتمدة وأصبحت البرامج معتمدة وليس هنالك مجال للتراجع عن هذا الخط.. ولكنهم اتفقوا جميعاً على التنسيق على أعلى مستوى فيما بينهم في كل مستويات الترشيح وأخيراً جميعهم خرجوا من الانتخابات وقاطعوها. ولذلك مسيرة لم الشمل بين الحزبين أو بقية الأحزاب الأخرى مستمرة.
{ الى أين وصلت المساعي الآن؟ وهل هنالك مساعٍ لاستيعاب بقية أحزاب الأمة الأخرى؟
الباب مفتوح على مصراعيه لجميع منتسبي حزب الأمة وأجسامهم التي شُكّلت بعد صدور قانون الأحزاب، أخوانا في الإصلاح والتجديد وإخواننا في القوى السياسية الأخرى هم مرحّب بهم، ولكن طبعا بعضهم الآن تباعدت خطوطهم معنا، نحن قاطعنا الانتخابات وآخرين شاركوا في الانتخابات.. الزهاوي شارك وفاز، وأحمد بابكر نهار شارك وفاز، ومسار شارك ومازال مستمراً، وهؤلاء جميعهم خطوطهم تباعدت، والناس الذين هم أقرب لنا سياسياً وواقعياً هم إخواننا في الإصلاح والتجديد وهؤلاء مساعيهم ومساعينا متصلة وأشواقنا وأشواقهم متحدة ورغبة جماهيرنا وجماهيرهم متناسقة جداً وإن شاء الله ستكتمل الجهود والمشروع متقدم الى الأمام.
{ ماذا بشأن التفاوض مع مجموعة التيار العام التي أفرزها المؤتمر العام السابع للحزب، وهل ستعود الى الحزب قريباً أم أنها ستغادره؟
هم تيار الاحتجاجيين وليس التيار العام وهؤلاء الإخوة مضى الآن عليهم (14) شهراً تقريباً منذ أن أخذوا هذا الموقف الاحتجاجي وطُرحت لهم خيارات كثيرة جداً وفُتحت لهم كل الأبواب وحتى الآن الأبواب لازالت مفتوحة ولكنهم تنكبوا الطريق في الوصول لحل يستصحب معه الواقع السياسي والواقع الدستوري وواقع تنظيم المؤسسة داخل حزب الأمة. ولكن رغم ذلك لازال أمامهم الباب مفتوحاً ولازالت أمامهم الخيارات متاحة ولازالت رغبتنا وتطلعاتنا في أن نجدهم معنا وبيننا وفي مقدمتنا إن شاء الله.
{هنالك اعتقاد بأن الإثنية والجهوية برزت في حزب الأمة، كيف يُفسر هذا الأمر؟
«رد متسائلاً»: الإثنية والجهوية برزت في حزب الأمة؟
{ نعم الإثنية والجهوية؟
هذا ليس صحيحاً.. حزب الأمة تعافى من هذا المرض.. كان قد أصيب بعدوى مثل هذه قبل فترة وظل الحزب يعاني من هذا الداء لفترة طويلة ولكن تماثل للشفاء والآن هو تجاوز مرحلة النقاهة الى مرحلة التعافي الكامل وليس في حزب الأمة الآن جهوية وليس هنالك عنصرية كل الناس يعملون في تناغم وكل مؤسساتنا متكاملة ومبنية على واقع يستصحب معه كل معاني التنوع الجهوي والتنوع الإثني والتنوع النوعي والتنوع العمري، هذا جميعه يستصحبه حزب الأمة. ولذلك أنا أقول لك وأطمئنك بأن حزب الأمة الآن جسم معافى وخالٍ من أي نوع من الأمراض.. معافى تماماً وسليم تماماً.. الآن رئيس الحزب والأمين العام ورئيس المكتب السياسي ونواب الرئيس وأعضاء المكتب السياسي يشكلون التنوع السوداني جميعه.. تنوعنا الديني وتنوعنا الثقافي وتنوعنا الجهوي والعمري جميعه تجده داخل حزب الأمة الذي فيه (المسيحي والمسلم والأفارقة والعرب وغيرهم) وكل عوامل الأمراض التي تتحدث عنها الآن داخل حزب الأمة غير موجودة ولم تشكل مرضاً بل تشكل ظاهرة انصهار وعلامة تعافٍ داخل هذا الكيان.
{هنالك حديث يقول إن حزب الأمة يعاني من أزمة تنظيم داخلية، خصوصاً بعد الخلاف والانقسام الذي حدث بخصوص المشاركة في الانتخابات، كيف ترد على هذا الحديث؟
يؤسفني جداً أن يتحدث الناس بمفردات غير حقيقية.. وقرار المقاطعة هو قرار صدر بالإجماع.. رئيس الحزب أصر وحرص على ألاّ يكون هنالك انقسام حول هذه القضية ولابد أن يتم فيها إجماع.. ولذلك مرات صحيح قد أكون أنا غير مقتنع ولكن رأي الجماعة لا تشقى البلاد به.. رأي الجماعة أصبح هو الغالب. وحتى الناس الذين حضروا هذا الاجتماع وعندهم ملاحظات وإصرار في أن الحزب يستمر في الانتخابات تقبّلوا قرار الجماعة ولذلك خرج القرار بالإجماع وأي حديث عن أنه انقسام هذا غير صحيح، فقد تتباين آراء الناس وتختلف ملاحظاتهم ولكن في النهاية موقف الحزب هو موقف الجماعة وليس موقف الأغلبية وما حدث بشأن الانتخابات هو موقف الجماعة، بدليل أن كل قيادات حزب الأمة قاطعت هذه الانتخابات، وأي حديث عن انقسام بسبب الانتخابات هذا غير صحيح.
{ مقاطعاً: لكن هنالك أعضاء من الحزب شاركوا في الانتخابات؟
هنالك أعضاء شاركوا في الانتخابات في إطار تفويض رئيس الحزب لأن المكتب السياسي أعطى رئيس الحزب مساحة في أنه يستثني لأن القرار فيه مساحة للاستثناء وهذا من صفات القرارات لأن القرارات لازم تكون مرنة. فإذا كنت لا تريد انقساماً وتريد أن تعالج هذه المسألة لازم تستصحب معك أن هنالك أناساً يخضعون لرأي الجماعة لكن لابد أن تتيح لهم الفرصة. ولذلك أصبحت هنالك مساحة من المرونة أتيحت لرئيس الحزب في أن يُحدث هذه المعالجات فحدثت استثناءات لبعض المرشحين.
{ كيف تقيِّم نشاط حزب الأمة خصوصاً بعد الإحباط الذي حدث لجماهير الحزب بعد عدم المشاركة في الانتخابات، وخصوصاً أن الجماهير كانت قد تهيأت لها؟
نعم، جماهير حزب الأمة انتفضت واستجابت لنداء القيادة بتفجير الانتفاضة الانتخابية وساهروا وبذلوا من الجهد ما لا يتصوره أي من مؤسسات الحزب ولم يكن الناس يتصورون أن جماهير حزب الأمة يمكن أن تنتفض مثل هذه الانتفاضة وتدفع بكل ما لديها وتصرف كل غالٍ ورخيص في سبيل أن تتحقق هذه الانتفاضة. وعندما صدر القرار من قيادة الحزب القواعد لم تكن تعلم بالتفاصيل وحقيقةً أُصيبت بحالة إحباط، ولكن حينما شرحنا لهم الأمر وبأسبابه ومبرراته استجابت هذه القواعد لهذا الأمر واستعدت وتفهمت وقررت أن تتعامل مع هذه المرحلة بمتطلباتها وأن تستعد لمعركة أخرى وتستجيب لرأي القيادة وقت ما طُلب منها ذلك.
{ كيف يرى حزبكم مستقبله بعد الانتخابات التي فشل في خوضها وماهي خططه المستقبلية؟
نحن حزب لا يعرف الفشل ونحن لم نفشل ولكننا نتعامل مع القضايا حسب ما يحيط بها من ظروف وقد أحاطت بهذه الانتخابات ظروف واتخذنا فيها قرارنا وقاطعنا الانتخابات، ولحسن حظنا المؤتمر الوطني أساء التقدير في التصرف والتعامل مع من تبقى معه داخل هذه الحلبة وألحق بهم من التجريح ومن الأذى ومن (المرمطة) ما لا يتصوره العقل، لذلك أضفى على موقفنا صواباً أكثر ولذلك نحن لا نظن أننا فشلنا بل نجحنا جداً في أننا خلصنا نفسنا من هذه (المرمطة) التي تعرضت لها القوى السياسية التي شارك فيها إخواننا في (المؤتمر الشعبي والاتحادي الديمقراطي) شاركوا على أمل أن الحزب الحاكم يعطيهم روح التقدير لهذه المساهمة ولكن تمّت معاملتهم بطريقة وضعتنا في الموقف الذي جعلنا أصبنا عندما أخذنا الموقف ورفضنا.
{ هنالك حديث عن قيام مؤتمر استثنائي للحزب لمعالجة خلافات الانتخابات والخلافات الأخرى، ماهي صحة هذا الحديث؟
أولاً يا أخي الكريم حزب الأمة القومي لديه دستور ونحن حزب راسخ ولم نكن حزباً جديداً، نحن حزب منذ عام 1945م نحترم مواثيقنا وعهودنا. والمؤتمر العام السابع اجتمع وأقر دستور يتحاكم اليه الناس ويرجعوا اليه حينما يختلفوا في أمرهم، والآن كل هذه الخلافات يحكمها الدستور والدستور لم يتحدث عن مؤتمر استثنائي إطلاقاً بل الدستور يتحدث عن مؤتمر ينعقد كل أربع سنوات ولذلك أي حديث عن مؤتمر استثنائي هذا دستورياً غير وارد، ثم ثانياً ليست لدينا مشاكل نحن لم يكن لدينا مشاكل تستحق قيام مؤتمر دستوري وإذا أخذت الإخوان المحتجين هؤلاء الذين احتجوا على مخرجات الهيئة المركزية والهيئة المركزية ستنعقد إن شاء الله خلال الفترة القريبة القادمة ولهم أن يأتوا داخل الهيئة المركزية ويقولوا قولهم ويصححوا داخل الهيئة المركزية، وإذا كنت تظن أن الانتخابات أحدثت خلافاً فإن الانتخابات لم تحدث بيننا أي خلاف. والآن المكتب السياسي في الأسبوع الماضي جميعه في انعقاد بكامل عضويته واتخذ إجراءات وظل يناقش في الانتخابات ومستمر في عمله وليس هنالك أي خلاف حول هذه الانتخابات ونحن قد يكون لدينا ملاحظات هنا وهناك عندنا مواقف من الانتخابات ولدينا بعض الإخوان بيفتكروا أنهم لأسباب منطقية جداً والتزامات اجتماعية ومجتمعية وتنظيمية وجماهيرية وأخلاقية استمروا في الانتخابات حزب الأمة لم ينظر في معاقبتهم ولا مساءلتهم لأنه بيفتكر أن هنالك أسباباً منطقية وموضوعية خلقت هذا الواقع، ونحن كما قلت لك نحن واقعيين نتعامل مع الواقع ونتجاوز سلبياته وننتقل بإيجابياته الى مرحلة أخرى.
{ عمل الإمام المهدي على أسس موضوعية تتعلق بالكفاءة والشعبية وعلى أن يتولي الحكم (من تقلد بقلائد الدين ومالت له قلوب المسلمين) وليس أن يكون الحكم بالوراثة، أين أنتم من هذه الحكمة وهل هذا مبرر لأن يكون الصادق المهدي رئيساً لحزب الأمة لفترة (46) عاماً؟
بنفس المنطق الذي تحدثت به في مدخلك لهذا السؤال أنا أجيب عليك، أولاً السيد رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي إذا أخذنا هذه المقولة التي تؤسس عليها أنت استهجانك لاستمراريته لفترة (46) عاماً هو تقلد بقلائد الدين وأكثرنا عطاءً في مجال الدين وأكثر السودانيين إسهاماً في حماية الدين الإسلامي بأطروحاته التي يقدمها على مستوى العالم الإسلامي وعنده الآن مساهمات كبيرة جداً لتبرئة الإسلام من ما علق به من تشوهات بفعل بعض المسلمين وما تعرض له من اتهامات بفعل عداء الصليبية والصهيونية العالمية الحديثة، وإسهاماته في هذا المجال لا ينكرها أحد وجميعها إسهامات كانت صائبة، وما تحدث في محفل من المحافل إلا وكان حديثه هو الحديث الذي أنهى كل جدل حول القضية التي تثار عن الإسلام. وما تعرض الإسلام في أية لحظة من اللحظات لهجوم وإلا كان الدفاع الذي يصدر من السيد الصادق المهدي إمام الأنصار حول هذه الهجمة قوياً وكان هو الترياق المضاد والمعالج لهذه المسألة.. إذاً هذا رجل لديه إسهام في مجال الدين، رجل يتصف بالصدق. وأنا أقول هذا الحديث ليس لأنني الأمين العام للحزب ولا لأنه هو رئيسي وإمامي ولكن لأن الآخرين يعترفون له بهذه الحقيقة لأنه رجل اتسم بالصدق وبالموضوعية وبالأمانة وبالسمو الأخلاقي لا يسيء، يعفو عن كل من أساء اليه، وهذه الصفة كل السودانيين يعرفونها، رجل يترفع عن الصغائر ولا يحبها ويحضّنا على هذه المعاني (والتجريح والإساءة التي تعرض لها السيد الصادق المهدي) بالإمكانيات التي كان يمتلكها إذا توفرت للآخرين كان يمكن أن يحرقوا بها السودان ولكن لأنه متمسك بالدين لذلك يفعل هذه المعاني، رجل عُرف بتواضعه ومن تواضع للناس رفعه الله وعُرف بهذا التواضع وأي واحد من الصحفيين لا أظن أنه ينكر هذه الصفة في السيد الصادق المهدي ودائماً ظللتم تجدون منه الباب المفتوح والقلب الصادق والإرادة الصادقة والجدية في التعامل معكم بدون أي استخفاف، كما يتفاعل ويتعامل مع (الهندي عزالدين وعثمان ميرغني وعادل الباز وسيد أحمد خليفة يتعامل مع جميع الصحفيين هكذا) وهذه صفات أنا أفتكر أنها هي قلائد الدين. ثم بعد ذلك فإن السيد الصادق المهدي لم يصل الى هذه المواقع بانقلاب عسكري ولم يمهد الى هذا الوصول بانقلاب عسكري، كل هذه المسائل جاءت بانتخابات حرة ونزيهة أول اختيار له لرئاسة هذا الحزب تم من شخص ليس له معه أي صلة وهو جد (ياسر جلال) وهو الذي رشح السيد الصادق المهدي لرئاسة حزب الأمة مع وجود مرشحين آخرين وبالرغم من أنه لا توجد أي علاقة بين السيد الصادق المهدي والسيد (عبد العزيز حسن) ليس بينهم أي علاقة ومنذ ذلك الحين لم يجلس السيد الصادق المهدي في أي مقعد قيادة الا بالانتخاب فليس غريبا أن يظل هذه الفترة الطويلة رئيساً للحزب، وإرادة الجماهير هي التي أتت به ونحن في هيئة شؤون الانصار حينما رُشح لمنصب الإمام طلب من الناس أن يوقفوا هذا الأمر وطلب من الناس أن يعفوه واعتذر وبكى ولم تشفع له كل هذه المعاني الى أن وقف الناس بالإجماع ونصّبوه إماماً للأنصار بعد أكثر من ثلاثين عاماً من غياب الإمام الشهيد (الهادي المهدي).
وأيضاً في المؤتمر العام شهد الناس وكل الفضائيات كانت موجودة وشهدت كيف أن الناس بالإجماع وحتى الذي ترشح سحب ترشيحه ومزكيه سحب تزكيته وفاز الحبيب الإمام بالرغم من إصراره أن يستمر هذا الشخص في الترشيح وأنا أوكد أن ما قلته ينطبق على هذا الرجل في ولايته لأمر الناس ولذلك ليس غريباً أن يستمر إذا كانت هذه المعايير التي يستند عليها في ولاية أمر الناس.
{ على صعيد ملف دارفور كيف تنظر الى التنازع بين القاهرة والدوحة على ملف دارفور وكيف تنظر الى حل القضية؟
أنا شخصياً أقول إن الدوحة منبر مشترك (دولي وإقليمي عربي وأفريقي) لمعالجة قضية تقع في هذين المحيطين (العربي والأفريقي) وأقر بأن الدوحة وقيادة قطر بذلت جهداً مقدراً جداً ومحترماً جداً وأنا بهذه المناسبة أشيد بدولة قطر عبر (منظمة قطر الخيرية) في أنها كانت أكثر المنظمات العربية والإسلامية إسهاما في دارفور منذ وقت مبكر ولكن (مصر) أنا لازلت أقول إن إخوتنا في مصر لم يبذلوا الجهد الذي كان ينبغي أن يُبذل منهم منذ البداية خاصة وأن العلاقة بين (مصر ودارفور ومصر والسودان) كانت أقوى وأعمق من علاقة السودان بقطر وأقوى وأعمق من علاقة السودان ودارفور بأي دولة أخرى. والعلاقة بين (مصر والسودان) هي علاقة تمتد منذ القرن الثامن عشر وقبله وهي علاقة متصلة وكان ينبغي أن يأخذ المصريون بزمام المبادرة لحل قضية دارفور من هذه الناحية ولكنهم تقاعسوا عن لعب هذا الدور بالرغم من مناشدتنا لهم، نحن ناشدناهم وأنا كنت الأمين العام ل(منبر أبناء دارفور للحوار والتعايش السلمي) ناشدنا القيادة المصرية عبر جامعة الدول العربية وعمرو موسي شخصياً في أن يتدخلوا ويسرعوا الخطى وهذا الحديث كان في عام 2003م لكن لم تجد هذه المسألة استجابة. والآن أنا لا أعتقد أن مصر تنازع قطر في مسألة إدارة هذا الملف ولكن مصر يطلع أن يكون لديها دور وهذا شيء مشروع لها وحتى وإن جاءت متأخرة ويمكن أن يكون لها دور في أن تساهم. ولكن أنا رأيي الشخصي أن قضية دارفور الحل النهائي والنهاية المنطقية لها يجب أن تتم في (ليبيا) لأن ليبيا هي أول الدول التي بادرت بإتاحة الفرصة لمكونات دارفور (مجتمع مدني وحركات مسلحة وحكومة) في أنهم يلتقوا ويتحاوروا وأسست ل(الحوار الدارفوري الدارفوري) والحوار الذي تم بين الحركات المسلحة والحكومة أُسس له من طرابلس والقيادة الليبية كان لديها اهتمام منذ وقت مبكر جداً بدارفور، فضلاً عن أنها من دول الجوار، ووجود التداخل السكاني ووجود أكثر من (800,000) مهاجر من دارفور في (ليبيا) هذه جميعها عوامل تمكن الليبيين من أن يلعبوا هذا الدور، إضافة الى أن تشاد نفسها هي مدينة لليبيا لأن النظام القائم الآن في تشاد ساهمت ليبيا في قيامه وبنائه وفي تأمينه وفي احتواء عناصره مثل (جيكوني) وغيرهم ووفرت لهم ليبيا المأوى والملاذات في ألاّ يتصاعد هذا الوضع. ولذلك أنا شخصياً أعتقد أن ليبيا لديها دور، والمحطة النهائية لحل أزمة دارفور يمكن أن تكون في (ليبيا) أو عبر البوابة الليبية والمساهمة الليبية والدعم الليبي. وأتمنى للأخوة في قطر كل النجاح ولكن أعتقد أنهم إذا أغفلوا الدور الليبي ولم يعطوا الدور الليبي دوراً كاملاً لن يتحقق السلام الشامل في دارفور لأنها ستظل ليبيا هي النافذة والمدخل للعلاج النهائي لقضية درافور.
نواصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.