قبل ان تجف دموع الحزن الهلالي، الذي فرض نفسه على كل الاهلة، اذا بالرئيس يطل وكأنه لا يعترف بالاسى الذي سكن الديار الزرقاء منذ اليوم الاول لاستلامه زمام الامور في النادي والذي يفترض انه، اي النادي، كبير وقيادي على المستويين المحلي والاقليمي والقاري، قبل ان تجف تلك الدموع فإذا به يعيد ويكرر ذات الاسطوانة المشروخة التي اصبحت (ما جايبه حقها)..!! اطل عبر الاذاعة نفسها، ومع ذات الشخصية التي لا تلم بقواعد تحريك دفة الحوارات ليقول بأنه كاد ان يتنحى وبطريقة اوحت للمتابعين بأنهم يستمعون لخطاب جمال عبد الناصر الذي كان جاداً في التنحي عن حكم بلاده بعدما احس، مجرد الاحساس، بأنه لم يحسن التعامل في قضية واحدة فكانت الثورة التلقائية من كافة افراد الشعب المصري برفض التنحي..!! ومع الفارق الكبير والخرافي فإن الرجل عاد ليؤكد بأنه: ونزولاً لطلب اعزاء من المجلس وافق على العدول وقرر الاستمرارية بحجة انه يريد الاطمئنان على مستقبل الهلال.. مستقبل الهلال الذي زرع في حاضره الفرقة والشتات، ومزقه لفرق وجماعات، واصبح يديره وكأنه ضيعة تابعة له.. من اراده ابقى عليه.. ومن اختلف معه طرده..!! والاعلام الهدام من جانب الهلال لا يترك شاردة ولا واردة الاّ وقام بتوظيفها لمصالحه الخاصة.. فخرجت علينا الاصدارات صباح امس وهي تتحدث عن مفاجأة منتظرة من الرئيس للجماهير.. متى وكيف ولماذا..؟!! لا احد يدري ولا احد يملك الاجابة.. المهم الارباب قال في مفاجأة حتى ولو بالكذب يبقى في مفاجأة..!! إن السلبيات التي اودت بالهلال ووضعته في درجة السوء الحالية ليست وليدة اللحظة وانما هي نتيجة لتراكم العديد من السلبيات والسياسات العرجاء والمشاترة، وغياب المؤسسية، وتراجع دور الجماعة في كل الاعمال التي اتخذت جانب الرأي الواحد الذي مهما كانت مكانة صاحبه او درجة علمه في مجال ما فإنها بلا شك، اي السياسة، سيأتي عليها اليوم الذي يتأكد فيها الجميع من عدم جدواها..!! المشكلة في غياب التناغم، والانفراد التام من جانب الرئيس بالدفع، وبالتالي بالقرارات، حتى الفنية والمتعلقة بالتسجيلات والشطب والحوافز وغير ذلك.. ثم عدم الالتزام بتوجيهات الجهاز الفني الذي يجد نفسه يتحمّل مسؤولية الاخفاق من جانب الاعلام الهدام الذي لا يراعي الاّ مصالحه الشخصية بعيداً عن المهنية والشفافية والموضوعية والحيادية..!! يخسر الهلال ولا يزال بعض المحسوبين على المهنة يمارسون التطبيل للرئيس ولا يستطيع احدهم توجيه ولا حتى عبارة لوم واحدة لأنهم بُرمجوا على اتجاه واحد لا ثاني له التطبيل ثم التطبيل ثم التطبيل..!! اعلام لا يختشي ويخرج علينا ناقلاً تعهدات الرئيس دون اي تفكير اللهم الاّ السعى لتجاوز مرحلة الهزائم وبأي طريقة ولا يهم اذا كان هذا التجاوز سيفيد ام لا مع ان التجارب علمتنا بأن الإبقاء على الخلل لن يأتي الاّ بخلل آخر في قادم الايام.. ولم ينسَ الرئيس ممارسة تصفية الحسابات بذات الطريقة القاتمة مع الاعلام الرياضي.. وهنا لا ادري لماذا يتم خلط الاوراق بهذه الطريقة الغريبة فالهلال في محنة وبدلاً من الاكتفاء بالرد العملي على الاستفهامات التي حاصرت كل الاهلة وجدنا الرجل يزيد من دائرة المشاكل ويوسع من مساحتها.. لمن ولمصلحة من يا ترى..؟ لا احد يدرى. ويبقى الحال على ما هو عليه.. وحتى لو انتصر الهلال على المريخ فإن ذلك لا ولن يعني انتهاء المشاكل واسبابها في دوائر هذا النادي.. وسيتسبب الفوز الذي ينتظر ان يسعى اليه رئيس الهلال على المريخ وبشتى السبل في الابقاء على النار متقدة تحت الرماد الى ان يأتي اليوم الذي يكيل فيه هذا الرماد.. حماد..!! الفوز في مباراة واحدة لا يعني بأن الهلال عال.. والبحث عن الاسباب الحقيقة والاعتراف اولاً بمكان الخلل يسهل مهمة الوصول الى الحل الناجع له.. واذا كان للرجل خلافات فليعلم انها ضريبة العمل العام ما معناه ان الكياسة والحكمة من الثوابت التي يجب توافرها في كل من تقوده الظروف لتبوّأ مثل هذا المنصب الحساس. ويا (جميل ويا راقي احساسك).. خليك جميل ترى الوجود جميلا.. وب(منتهى الالفة) يمكنك ان تقود دفة الامور الى بر الامان وتأكد ساعتها سيأتيك الغريب قبل الصديق ليبارك ويهنيك فهل تسمعني..؟!!