بعيداً عن السياسة هذه المرة، التقى الإخوة الإعلاميون والخبراء في مجال الطفولة بالعاصمة اللبنانية المضيافة بيروت، ومن داخل فندق الريفيرا العتيق على شاطئ البحر الأبيض المتوسط؛ دار نقاش وتفاكر مستفيض حول حقوق الطفل العربي ومستقبله، وناقش ممثلو الوفود العربية وبشكل ضاف الخطة العربية الثانية للطفولة. المنتدى الذي نظمته إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية؛ جاء تحت شعار: (الإعلاميون أنصار حقوق الطفل)، وكان واضحاً أن ممثلي أجهزة الإعلام العربية، وأجهزة رعاية الطفولة؛ يحملون أثقال هموم الطفل العربي في ظل متغيرات دولية وإقليمية تأثرت بها المنطقة العربية، وظلوا خلال جلسات المنتدى - الذي استمر لمدة يومين - يتفاكرون خلال أوراق متخصصة ركزت على دور الإعلام العربي بوصفه شريكاً في دعم وحماية حقوق الطفل العربي. د. منى كامل، مدير إدارة الإسرة والطفولة، أكدت أهمية تفعيل مجالس الطفولة بالدول العربية، في تطبيق الخطة العربية الثانية للطفولة في تقييمها نصف المرحلي. ويذكر أن تلك الخطة وضعت في اجتماعات قمة تونس في العام 2004م كخطة عشرية يتم تقييم تطبيقها خلال يوليو القادم، حين انعقاد المؤتمر الرابع رفيع المستوى لحقوق الطفل بمراكش بالمغرب. الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بدأت تهتم بحقوق الطفل العربي عقب صدور اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل في العام 1989م، وعقب الإعلان العالمي لرعاية الطفل وحمايته ونمائه الذي صدر في العام 1990م. صدرت وقتها خطة عربية للطفولة في العام 1992م نشطت بعدها الدول العربية في وضع خطط قومية في إطار تلك الخطة، وتبلور الاهتمام العربي بالطفولة مع بدايات القرن الحالي؛ عندما اعتمد مؤتمر القمة العربي بعمان في مارس 2001 وثيقة «الإطار العربي لحقوق الطفل»، واعتماداً على تلك الوثيقة عقد المؤتمر العربي الثاني رفيع المستوى لحقوق الطفل في يوليو من نفس العام، لتفعيل آليات العمل العربي المشترك من أجل الطفولة، وصدر قرار بإعداد مشروع خطة العمل الثانية للطفولة، وهو ما أقره مؤتمر القمة العربي في مارس من العام 2002 ببيروت، الذي اعتمد على مرجعيات أساسية من بينها الميثاق العربي لحقوق الطفل للعام 1983م، واتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل للعام 1989، والإعلان العالمي لرعاية الطفولة للعام 1990م، وخطة العمل الأولى للطفولة للعام 1992م، وغيرها من المرجعيات. دكتور إيلي ميخائيل الأمين العام للمجلس الأعلى للطفولة بجمهورية لبنان، أكد في ورقته التي قدمها تحت عنوان: (دور الإعلاميين في مناصرة وحماية حقوق الطفل) أن الإعلام إذا ما فُعِّل يستطيع خلق بيئة تحمي تلك الحقوق. وفي رده على مداخلة صحيفة «الأهرام اليوم» حول حقوق الأطفال في مناطق النزاعات والحروب مسترشداً بحادثة اختطاف أطفال من إقليم دارفور بواسطة المنظمة الفرنسية؛ قال إن الاهتمام يجب أن يمنح لهؤلاء الأطفال في تلك المناطق. وأمنت د. منى كامل مدير إدارة الأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية على أولوية حماية الأطفال في مناطق الحروب، لا سيما في فلسطين ودارفور والعراق، وأكدت أن القضايا التي تتعلق بالطفولة أصبحت في دائرة اهتمام القيادات العربية، وأمنت على الدور المتعاظم للإعلام في هذا الإطار. ويذكر أن الخطة العربية الثانية للطفولة وضعت أهدافاً وإستراتيجيات من بينها تأمين الصحة، والحياة الآمنة، ورعاية الطفولة المبكرة، وحماية الأطفال المعرضين للمخاطر تحت وطأة الاحتلال والحروب والنزاعات المسلحة، وحماية الأطفال المشردين، وإبعاد كافة أشكال سوء المعاملة أو الانتهاك الجسدي والجنسي، بجانب القضاء على عمالة الأطفال وحماية العاملين منهم، ومعاملة الأحداث والجانحين المهددين بخطر الانحراف. أهداف الخطة العربية الثانية منطقية، وتواكب أوضاع الأطفال بالدول العربية، لكن يبقى الأمر العسير في متابعة وتقييم تنفيذها خلال السنوات الخمس الماضية، والدفع بآليات تنفيذها وتفعيل تلك الآليات خلال السنوات الخمس القادمة، وإلى ذلك الحين يبقى السؤال قائماً: إلى أي مدى يمكن أن تنجح الخطة العربية الثانية العشرية للطفولة، والمحدد أن تنتهي في العام 2015م؟