{ نشرت الزميلة «أخبار اليوم» أمس خبراً مترجماً عن وكالة أجنبية مفاده أن الجيش الشعبي لتحرير السودان قد أعد العدة لتدشين قواته الجوية قبل موعد الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب في يناير القادم. { وقال اللواء «كول ديم» الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي: (إننا سنقوم بتدشين القوات الجوية الخاصة بالجيش الشعبي لتحرير السودان قبل الاستفتاء على تقرير المصير). وأضاف «ديم»: (لقد قمنا بتخريج طيارين ومهندسي أرض)، لكنه لم يفصح عن عدد الطائرات التي ستستلمها حكومة جنوب السودان. { وقالت شركات أمريكية مسؤولة عن تنفيذ مشروع سلاح الطيران للجنوب - حسب الخبر -: (إننا نحدِّث الجيش الشعبي لننقله من مرحلة حرب العصابات إلى جيش حديث). إلى ذلك قال «ديم»: (إن تدريباً يجري للقوات الخاصة لتمشيط النيل الأبيض)..!! انتهى. { إذن ها هي مؤشرات اندلاع الحرب بين دولتي الشمال والجنوب عقب إعلان الانفصال وقيام الدولة الجنوبية، وهي دولة مدعومة - كما طالعتم أعلاه - بسلاح جو متطور يضم طائرات حربية أمريكية بإشراف خبراء عسكريين من الولاياتالمتحدةالأمريكية..!! { بدلاً من أن تعمل حكومة الجنوب على بناء الطرق والجسور، المستشفيات، المدارس، الجامعات ومجمعات سكنية ضخمة لاستيعاب ملايين النازحين الذين سيرحلون من الشمال والدول المجاورة إلى الجنوب عند إعلان الانفصال، تسعى حكومة الجنوب إلى تطوير الجيش الشعبي وتحديثه، والإنفاق عليه بمئات الملايين من الدولارات - حيث لا يتبرع الأمريكان بالطائرات - مما يؤكد أن قيادة «الحركة الشعبية» تستبطن (نوايا سيئة) تجاه الشمال، تخالف ما تقول به في الصحف من أن العلاقات بين دولتي الشمال والجنوب - إذا تم الانفصال - ستكون قوية وحميمة..!! { كيف تكون حميمة.. والحاكم الحقيقي لدولة الجنوب الوليدة سيكون الرئيس الأوغندي «يوري موسفيني»، وليس الفريق أول «سلفاكير ميارديت»..؟! { وهل امتلاك الطائرات (الحربية) الأمريكية هو - الآن - أولوية قصوى لحكومة الجنوب مُقدّمة على كل البنيات التحتية التي تفتقر إليها ولايات الجنوب العشر؟! { وإذا كانت القوات المسلحة السودانية قد غادرت الجنوب تماماً، وأخلته لقوات الجيش الشعبي - عدا فصائل القوات المشتركة - تنفيذاً لاتفاقية السلام الشامل، دون إطلاق طلقة واحدة، فهل يحمل هذا (الخروج السلمي) أي إشارات لاحتمال مواجهة أو عودة للحرب تضمرها القيادة السياسية والعسكرية في الشمال، مما يستدعي تسليح الجيش الشعبي بطائرات مقاتلة غير متوفرة حتى في الشمال.. وبعض دول الجوار..؟! { كل من يقول إن انفصال الجنوب سيكون، أو يستمر، ناعماً، واهم، لا يقرأ التاريخ. { شلالات الدماء بعد الانفصال ستطغى بحُمرتها على زرقة النيل.. سنواجه الطائرات الأمريكية في سماء الخرطوم، كوستي، الأبيض، كادوقلي، نيالا والدمازين، بينما كنا نواجه فلول من كتائب غير مدرّبة مبعثرة في «الميل أربعين».. وهناك في الطريق إلى «نمولي».. { أين نحن الآن من «نمولي».. وماذا يخبئ لك القدر يا سودان..؟ { انفصال الجنوب يعني اندلاع الحرب الشاملة في المنطقة.. يعني الانهيار الكامل للشمال والجنوب، والموت الجماعي للدينكا والنوير والشلك والاستوائيين.. الموت الجماعي للشماليين.