{ جاء في أخبار صحف الأمس، أن حكومة الجنوب اشترت (10) طائرات عسكرية روسية من طراز «أم . آي . 17». الطائرات وصلت عن طريق مطار «عنتبي» الأوغندي الشهر الماضي حسب مؤسَّسة «بلومبيرغ» الأمريكية. ونقلت المؤسسة الإعلامية على لسان المتحدث باسم الجيش الشعبي «كوال ديم» قوله: (نريد أن تكون لدينا قوات جوية قبل الاستفتاء)!! وقال ديم: (إن القوات المسلحة السودانية وافقت على هذه الصفقة وتم إبلاغها مسبقاً)..!! { أما «هلمود هايتمان» خبير الأسلحة الدولي من جنوب افريقيا، فقال: (أعتقد أن شراء حكومة جنوب السودان هذه الأسلحة، سواء طائرات هيلكوبتر أو دبابات، يعني أنها تريد تحذير حكومة الخرطوم من شن هجوم أو القيام بتحركات عسكرية لعرقلة الاستفتاء)!! { وقال خبير في مجموعة «كرايسيز انترناشونال» يدعي «إي. جي. هو غندورن»: (إن شراء هذه الطائرات يمكن أن يكون خرقاً لاتفاقية السلام..) { وبعيداً عن آراء الخبراء العسكريين، فإن تصريح المتحدث باسم الجيش الشعبي: (نريد أن تكون لدينا قوات جوية قبل الاستفتاء)... يبدو غريباً.. ومزعجاً.. { لماذا قبل الاستفتاء؟! المنطق يقول: إن حكومة الجنوب في حاجة إلى توفير بيئة سياسيّة مناسبة لمواطني الجنوب كي يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم بحرية كاملة، وشفافية تامة، في الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المزمع إجراؤه العام المقبل. { شعب الجنوب يحتاج إلى المزيد من الحريّات.. إلى المزيد من الأمن.. والخدمات.. وليس في حاجة إلى المزيد من الطائرات الحربية.. والدبابات.. والمدافع.. والأسلحة الأمريكية.. والروسية.. { هل يريد جنرالات الجيش الشعبي أن يمارسوا قهراً إضافياً على مواطني الجنوب بأن يغلقوا عليهم المنافذ أرضاً.. وسماءً..؟ { أم يريدون أن يتهيأوا لحرب قادمة مع الشمال بعد أن يعبثوا بصناديق الاستفتاء، كما عبثت قوات من أوغندا والجنوب بالصندوقيْن الأسوديْن عقب تحطُّم الطائرة الأوغندية التي حملت الراحل «جون قرنق دي مبيور» في 29 يوليو عام 2005م؟! { لماذ تهدر حكومة الجنوب مئات الملايين من الدولارات على التسليح إذا كانت حقاً تضمر (نوايا حسنة)، وترغب في السلام، علماً بأن القوات المسلحة قد خرجت من الجنوب، وأخلته تماماً بموجب اتفاقية السلام دون حاجة إلى طائرات روسية أو أمريكية؟! { من يحاسب الحركة الشعبية وحكومتها في الجنوب بتهمة إهدار المال العام لشعب الجنوب.. ثم إهدار آماله وأحلامه في الأمن والسلام بالاستعداد لحرب أخرى..؟! { وهل حقاً وافقت القوات المسلحة على صفقة الطائرات الروسية العشر كما زعم «كوال ديم» في تصريحاته لمؤسسة «بلومبيرغ» الأمريكية؟! { الأسئلة مرفوعة.. والدهشة مشروعة.. والله الحافظ..