تأخرت انطلاقة الجلسة الرسمية لاستئناف مفاوضات الدوحة حول دارفور بين حركة التحرير والعدالة والحكومة السودانية عن موعدها المضروب أمس «الأحد» لتأخر وصول الوفد الحكومي المفاوض للدوحة لأسباب تتعلق بسوء الأحوال الجوية في الخرطوم بحسب مصادر مقربة. وأكدت ذات المصادر ل(الأهرام اليوم ) وصول الوفد في الساعات الأولى من صباح أمس «الأحد» وأنه تقرر انطلاق جلسة المفاوضات الرسمية صباح اليوم الاثنين. في الأثناء كشفت حركة التحرير والعدالة عن ملفات التفاوض مع الوفد الحكومي وقالت إنها ستتناول (5) ملفات تتمثل في ملف السلطة والوضع الإداري للإقليم، توزيع الثروة، القضايا الإنسانية، الترتيبات الأمنية، وملف العدالة والمصالحة. وأكد المتحدث الرسمي لحركة التحرير والعدالة عبد الله مرسال من مقر التفاوض بالدوحة ل(الأهرام اليوم) أمس أن الحركة انخرطت في مباحثات مغلقة طيلة يوم أمس مع الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والوسيط القطري حول المسائل الفنية والرؤية التفاوضية وملفات التفاوض والجدول الزمني وجدول أعماله والأسس والمبادئ والمنهجية التي ينبني عليها التفاوض تمهيداً للأجواء للدخول في مفاوضات رسمية مع وفد الحكومة، وأكد مرسال انطلاقة المفاوضات بالملف الإنساني لكون أنه أكثر حوجة لارتباطه بالوضع المأساوي للمواطنين على الأرض في الإقليم، وأردف سيتم مناقشة التعويضات وعودة النازحين وترتيبات ما لحق بهم من أضرار في الجوانب الإنسانية، ونفى وجود سقف زمني وأضاف ليس من المنطق أن يرتبط التفاوض بسقف زمني، ونبّه الى إمكانية التوصل الى سلام خلال شهر فقط إذا توفرت الإرادة السياسية في المفاوض الحكومي، وأردف إذا اعترضت التفاوض صعوبات فمن شأنها التأثير على إطالة التفاوض للوصول لحل، وقال إن الحركة تفاوض للوصول الى 100% ولكنها ستقبل إذا وصلت الى 95% من تحقيق المطالب. واعتبر مرسال أن غياب حركة العدل والمساواة وتحرير السودان عن منبر التفوض له تأثيرات سلبية على التفاوض، وقطع بعدم انسحاب الحركة من التفاوض بسبب عدم لحاق حركة أو حركتين بالمفاوضات. وأعلن رئيس حركة التحرير والعدالة د. التجاني سيسي عن انطلاقة المفاوضات اليوم الاثنين بعد وصول وفد الحكومة السودانية من الخرطوم ووفد حركة التحرير والعدالة قادماً من الجماهيرية الليبية. وفي ما يتعلق بشكل التفاوض قال التجاني سيسي إن هناك مسألة إجرائية سنتفق عليها مع الوساطة وأنه لا يعلم بالتحديد إذا كانت مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وأضاف ستكون هناك لجان وكل لجنة مختصة بملف، وستكون الوساطة موجودة في كل لجنة وستعمل الوساطة على تدوين نقاط اللقاء والاختلاف، وأردف أن المسألة إجرائية وسنبدأ بترتيب القضايا التي سنناقشها، الغرض هنا أن نتباحث بتفاصيل كل الملفات ثم تجمع بالنهاية لتشكل الاتفاق. وأضاف السيسي أن حركته وقّعت وقف إطلاق النار وأن مفعوله ينتهي بعد ثلاثة أيام وأن من ضمن الملفات الترتيبات الأمنية النهائية. وقال: نحن حركة مسلحة أتت إلى الدوحة لتحقق السلام، سنلتزم المنبر وسنتفاوض مع الحكومة لتحقيق مطالب أهل دارفور عبر العملية التفاوضية وإذا لم يتم تحقيق المطالب سيكون لنا بحث آخر. وشدد سيسي على أن الحركة تضم فصيلاً واحداً وهو التحرير والعدالة وكل العضويات الأخرى تم حلها، وقال: تمّ تشكيل الوفد التفاوضي على أساس الأهلية للتفاوض، وشروط الأهلية أن يكون له التجربة والدراية والخبرة لا مسألة التفوق العسكري وغيره، وفي الجانب الأمني ستضم العسكريين ولكن اللجان الأخرى لن يكون فيها عسكريون.