ما عادت تجارة الخردوات حصراً على حوانيت الأحياء أو بدكان البرقاوي أو دكان ود الجزيرة الموجود في كل أحياء الدرجة الثالثة بالعاصمة الخرطوم. فقد تفتقت أذهان البعض في حمل الخردوات من بصل وثوم وزيوت طعام وبهارات وأوانٍ منزلية أساسية واحتياجات ربات البيوت من حنة ومحلبية وسرتيه ومجموع وغيرها على ظهر عربة أو كارو والطواف بها بين الحارات والمربعات وأحياء معالجات السكن العشوائي لتحقيق معدل بيع عالٍ وربح وفير لانعدام الندية أو كثرة المعروض. وفي ميدان باحد حارات الثورة غرب أم درمان عوّد هذا البائع نساء الحارة على زيارتهن مرتين في الأسبوع مع انبلاج الفجر فيتجمهرن حول عربته المتهالكة ويشترين كل ما يجود به وباقي الأيام (يغزو) فيها حارات أخرى. إحدى النساء قالت ل«الأهرام اليوم»: إنه يبيعنا الخردوات بأسعار لا علاقة لها بدكان البرقاوي أو (ود الجزيرة) ويأتي الينا بالأغراض الصغيرة مثل مصافي الشاي والبراريد والملاعق والكبايات وحلل الطعام و(الصيجان) الكبيرة والصغيرة بجانب صابون الغسيل الذي يعطينا إياه رخيصاً وثقيل الوزن خاصة (البودرة). ولكن المواطن سيف جامع قال إن هذا البائع سبق أن باع بعض النسوة زيوت طعام فاسدة وكاد أن يتسبب في كارثة. ومضى إلى إن الذي يحمل مواد تموينية ويأتي ويبيعها داخل الأحياء لربات البيوت يجب أن يُتابع من الجهات المختصة، وأضاف أنه حتى بميدان جاكسون بقلب الخرطوم وما جاوره يفترش العديد من الباعة المتجولين و(الفراشة) أصنافاً من المعلبات والبسكويتات والحلويات إما فاقدة للصلاحية أو على وشك فقدانها ببضعة أيام. وأردف: أن الزيوت المعبأة في الجركانات والطحنية والجبنة المعبأة في جرادل بلاستيكية ليس عليها ديباجة صلاحية ويستغل هذا الوضع كل الباعة الذين يقتحمون الحارات بحثاً عن الربح السريع. وختم بقوله: إن الخردوات من بهارات وبصل وأرز وعدس وفاصوليا لها تاريخ صلاحية أيضاً ولكنه لا يُعرف لأنها تباع للزبائن حتى في الأسواق المتابعة صحياً بالميزان لأنها تأتي إلى السوق معبأة في جولات خيش أو بلاستيك. التاجر المتجول بالثورة رفض أن تصوره كاميرا «الأهرام اليوم» بالحرف الواحد: «عليك الله ما تصورني وما داير أظهر في جريدة) وتابع البيع للنسوة اللائي تجمهرن حول عربته في هدوء وثقة. وفي مناطق كثيرة تأتي عربات الكارو حاملة الأواني المنزلية لتعلن لربات البيوت حضورها عبر (بوري هوا) أو (جرس) أو (صفارة).