لعل من الصدف الغريبة أن تكون شجرة «البرازيليا» هي إحدى العلامات البارزة أمام منزل الأسرة بسنار.. سنار وارفة الظلال وجنة الطفولة والصبا.. ثم فوجئت بأن الشجرة المقابلة لباب منزلنا بالعاصمة «السجمانة الرمدانة» هي شجرة «برازيليا» .. فيا مرحى بأن تكون تلك الشجرة حلقة وصل الحنين ما بين سنار والخرطوم. { ومنذ أعوام الدراسة بالمرحلة الوسطى أو الثانوية انطلق سهم عشقي نحو البرازيل من خلال جوهرة كرة القدم «بيليه» أو عبر «البن البرازيلي» وتواصل العشق إلى يوم الناس هذا. كيف لا، والبرازيل تعد الدولة الأكبر مساحة والأكثر سكاناً في أمريكا الجنوبية، بل وخامس دولة في العالم من حيث المساحة. تقول بعض الدراسات إن اسمها مشتق من لغة «كلت» أو ربما أتى من شجرة «باو برازيل» . أعلنت البرازيل جمهورية بدءاً من العام 1889م عقب إلغاء الرق حيث كان الرقيق يجلب من أفريقيا بالملايين بواسطة المستعمر البرتغالي. مطربنا يغني «قصب السكر قصقصوا .. قص .. قص» أو فص .. فص .. ما فارقة!!» فأتذكر قصب سكر البرازيل ومنتجاتها الزراعية الأخري من ذرة وقمح وقطن.. ويا حسرة على مشروع الجزيرة وطويل قطنه وقصيره!! والبرازيل معروفة بأنها مزيج من الحضارات والثقافات حيث يعيش فيها سكانها الأصليون إضافة إلى الأفارقة والايطاليين والألمان والأسبان. ولن ننسى «عرب البرازيل» كما يسمون هناك، من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين . يفتخر ذاك البلد بتسامحه العرقي الثقافي وهي الدولة الوحيدة التي بها وزارة لتعزيز المساواة العرقية. والبرازيل جمهورية فيدرالية رئاسية وبها ما يقارب العشرة أحزاب أهمها: حزب العمال والديمقراطيين والحركة الديمقراطية البرازيلية والحزب الديمقراطي الاشتراكي، ويفتخر البرازيليون برئيسهم ابن العائلة الفقيرة لولا دي سيلفا وقد انتهت فترة ولايته الثانية والاستعدادات تجري للاقتراع في أكتوبر 2010م لانتخاب الرئيس الجديد. ولأن البرازيل بلد الجمال ففيها رائد الجراحة التجميلية في العالم ايفو بيتانغي والذي يلجأ إليه المشاهير الراغبين في عمليات التجميل، كيف لا نعشق البرازيل وقد اختير منتخبها لكرة القدم كأفضل منتخب في العالم خلال القرن العشرين وهو المنتخب الوحيد الذي نجح في التأهل لجميع نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1930م وقد فاز بالكأس خمس مرات وإن شاء الله «السادسة جاية» . كيف لا نعشق البرازيل وبها الكاتب المعروف باولو كويهلو وهو من أشهر الكتاب والروائيين في العالم وكتب أكثر من ستين أغنية لكبار مطربي البرازيل. من أشهر رواياته «الخيميائي» التي وصلت أعلى المبيعات في 18 دولة وترجمت إلى 62 لغة؟. كيف لا نعشق البرازيل وهي التي أنجبت الكاتب الراحل ذائع الصيت جورج آمادو ومن أهم أعماله «كاكاو» و«العرق» و«أراضي بلا نهاية»؟ وتعتبر روايته «السيدة فلور وزوجاها» قمة أعماله الأدبية وصورت فيلماً سينمائياً، يعتبر من أهم الأعمال السينمائية التي تم انتاجها في البرازيل. فإن كنا قد رددنا في شبابنا مع المطرب الكبير سيد خليفة «المامبو السوداني» فقد رددنا أيضاً أغنيته «سامبا» وهي من كلمات الشاعر الشامل اسماعيل خورشيد.. وها نحن وصلنا مشارف الشيخوخة ولكننا سنظل نطلق من حنجرتنا «سامبا.. سامبا» برازيل.. يا .. يعيش!! { مسطول له عدة محلات لبيع قطع الغيار وله خمس بنات. جاء صديقه ومعه واحد ساعاتي فاتح محل قصاد مكتب المسطول وقال له فلان هذا يطلب يد بنتك فلانة.. فرد المسطول: علي بالطلاق لو أفكها اسبيرات لأخواتها ما أديك ليها!!