كبري الحرية أصبح شكلاً من أشكال معاناة مواطني جنوبالخرطوم فإذا أردت أن تصل إلى عملك أو زائرك، فلا بد لك أن تخرج قبل موعدك بساعتين على الأقل.. هذا الشارع رغم رجال المرور الذين يملأون مساحات مقدرة حول (الصينية) إلا أنه أصبح معضلة وحجر عثرة أمام حركة المرور. فمشهد السيارات المكدسة بصورة ملفتة للنظر وكأن السودان يخرج من هذه المنطقة!!.. (الأهرام اليوم) شاهدت وكانت لحظة بلحظة مع آهات المواطنين الذين يزفرون رحاء من أجل أن تطأ أقدامهم إلى فسحات الوصول بأقل ما يمكن ولكن! أجرينا هذا الاستطلاع وخرجنا بهذه المشاهد: مشهد أول: وسط السيارات المكدسة وعلى متن إحدى الحافلات المتوجهة إلى الإستاد التقينا(عثمان المبارك فضل) الذي قال في ضيق: كما ترى نعيش «يومياً» هذا السيناريو «البايخ» أمام أعين حكومة ولاية الخرطوم. أعتقد أن هذا السيناريو يرضي القائمين على أمر الولاية. فمنذ سنتين ونحن نسمع الوعود والتصورات الخيالية لتحويل الخرطوم إلى واحة. وعلى ذات السياق أكد يسن محمد عبد الله بأن الشكل الذي عليه هذا «الكبري» صار مشهداً مكروراً مما صرنا لا نتحدث كثيراً حتى لا يحسبنا من نتكلم بأننا «مجانين» وقال: تصور معي كيف تصل عملك وسط هذا التكدُّس من السيارات؟ مشهد ثانٍ: مشادة كلامية بين مواطن (زهجان) مع (كمساري) وتدخل السائق، المواطن يؤكد أن السائق يقصد أن يؤخر الحافلة ليذهب خلف السيارات البطيئة. سألنا أحد ركاب الحافلة فأوضح لنا أن الضيق وسط هذا الزحام والحر اللاهبة إضافة إلى موضوع الكبري الذي لا يُحل هو السبب، مشيراً أن الاختناق المروري يهدر الزمن مما لا يسمح لنا بالوصول لأعمالنا أو قضاء حاجتنا في زمن وجيز. فكبري الحرية أعتبره عائقاً لابد أن يُزال ويحتاج إلى قرار شجاع من حكومة الولاية. وأبان أننا نعلّق موضوع تأخيرنا في (رقبة الوالي) عسى أن يحل هذا الأمر. مشهد ثالث: اختناق أمام الكبري من الناحية الجنوبية رغم وجود رجال المرور الذين يبرعون في تنظيم الحركة، إلا أن حجم تدفُّق السيارات صار يشكِّل صورة تصعُب قراءتها. أحد الركاب قال لي: إلى أين ينتهي بنا هذا العذاب؟! فقد صار هذا الكبري مشكلة كبيرة والحل عند حكومة الولاية، مسترسلاً في الحديث معي: أعتقد جازماً بألا أحد من مسؤولي الولاية يمر بهذا الكبري فحتماً لو مرّ لتغيّرت الصورة ولارتاح الناس من هذه المشكلة التي تؤرق مواطني جنوبالخرطوم. الصورة التي نراها في كبرى الحرية تحتاج إلى جرأة لكي تعيد ترتيب الأوضاع حتى تستقيم حركة المرور بانسياب. والكرة في ميدان حكومة الولاية وأمام والي الخرطوم فكيف يرمي بها في الشباك؟