{ في خطوة مفاجئة وغير متوقعة أعلنت أوبرا وينفري، أشهر مقدمة برامج شهدتها الشاشات الصغيرة ربما في الخمسين عاماً الماضية، وأقصد العنصر النسائي تحديداً، حيث أنها بصمت لنفسها في سفر إعلامي كبير وآلية ضخمة هي آلية الإعلام الأمريكي التي لا تمنح فرص الظهور في شاشاتها إلا للدجاج الذي يبيض ذهباً. وكانت أوبرا واحدة من الذين صنعوا الذهب وزيّنوا به لوحة عامرة بالعطاء والمواقف الإنسانية، في خطوة غير متوقعة على الأقل بالنسبة لي أعلنت أوبرا أن العام 2011م سيكون هو آخر مواسم حلقات برنامجها الناجح الذي يتابعه الملايين من عشاق فقراته الدسمة والجريئة. { ولعل هذا التلويح بوقف البرنامج من قِبل مقدمته نفسها جعلني أسأل متى يعتقد الشخص أو الإعلامي تحديداً أنه يجب عليه أن يتوقف؟ ومتى عليه أن يعيد حساباته، ومتى وكيف يراجع مسيرته ليكون أول من يحاسب نفسه ويقيّم عطاءه وأداءه؟ { وبما أنني لا أحلم أو أتوقع أن ينبري أحد مقدمي أو مقدمات البرامج لدينا لتقول أو يقول يا جماعة أنا جرابي ما فيه حاجة وبالتالي سأتوقف من هنا إما من أجل العودة بجديد أو بإطلالة شكلها مغاير ومختلف، فإنه على إدارات الفضائيات نفسها أن تقيّم بشكل منطقي ومدروس وعلمي أداء بعض مقدمي البرامج فيها، بل مستوى بعض البرامج التي فقدت صلاحيتها بفعل التكرار فأصبحت مملة وطاردة وغير جاذبة. { بالمناسبة ليس بالضرورة أن يكون التغيير في جسم البرنامج بكامله لكن بعض السمكرة والطلاء قد تمنحه مظهراً جديداً وتجدد الروح فيه، وواحد من هذه البرامج برنامج مساء جديد على فضائية النيل الأزرق؛ إذ أن البرنامج تتوفر له واحدة من أهم عوامل نجاحه وهي الفترة المسائية عالية المشاهدة التي يتحلّق فيها أفراد الأسرة على أجهزة التلفزيون باعتبار أن هذا الوقت هو ما بعد القيلولة وبالتالي يكون استعداد الناس لمواد منوعة وخفيفة استعداداً أكبر وأوسع والملاحظ أن (لوكيشن البرنامج) أصبح تقليدياً للحد البعيد لدرجة أنك ممكن تغمض عيونك وتشاهد الحلقة وتتوقع أن إسراء جالسة على اليمين ومحمد عثمان على الشمال والضيوف في ذات المقاعد (الكل يوم معانا وما قادرين نقول ليك). { على فكرة النيل الأزرق رغم إمكانياتها المتواضعة إلا أنها كانت تتميز بتميز الديكورات فيها، مع ملاحظة أنه في الآونة الأخيرة أصبحت الديكورات مكررة، الكراسي ذات الكراسي والخلفية ذات الخلفية لدرجة أن السجادة واحدة (يا كافي البلاء) وهذا ما يُدخل برامجها في المحظور باعتبار أن العمل التلفزيوني بصري أكثر من أن يكون سمعياً ومعلوماتياً، لذلك أتمنى أن يفعّل الأخوة في النيل الأزرق قسم الديكور خاصة ورمضان على الأبواب وعليكم الله طيّروا (تربيزة) سهران يا نيل الطويلة ديك إن شاء الله تدوها بتاع الخرد!! { وواحد من البرامج التي تحتاج الى إعادة النظر فوراً شكلاً ومضموناً هو برنامج بيتنا؛ حيث أنه يتضمن فقرات مستهلكة في برامج أخرى كثيرة أو لنقل أنها فقرات نمطية زي فقرة المطبخ والتجميل وغيرها من الفقرات التي أصبحت بضاعة من لا بضاعة له. { ولعلّي بمنتهى الصدق أقول إن فقرات البرنامج لو أنها كانت عشرة فإن ما يستحق منها المشاهدة ربما يكون فقرة أو اثنتين لأن الباقي معظمه يتناول قضايا مستهلكة ومكررة والبرنامج الذي لا يحمل جديداً في مضمونه أخير عدمه. { في كل الأحوال أقول إنني ضربت مثالين فقط لأن التحليل بصورة أكبر يحتاج إلى مساحة قد لا تغطيها المساحة الممنوحة لهذه الزاوية لكن ما يهمني بصفة أكثر أن يراجع الأخوة المذيعون والمذيعات أنفسهم وينظروا إلى أقدامهم ليتبينوا في أي مربع تقف بهم، وخسارة أن تظل مقدمة برامج تكرر ذات العبارات لمدة عشر سنوات من شاكلة «حابّه أعرف، وتقوم تسأل سؤال» وما إلى ذلك من العبارات الهلامية التي لا شكل لها ولا طعم ولا رائحة وكمان ما عندها لون! كلمة عزيزة { أتمنى أن تلتقط إحدى الفضائيات فكرة برنامج شبابي دسم بإنتاج محترم لكن على شرط أن يختار طاقمه بعناية بدءاً من عمال الإضاءة وحتى المخرج ولحدي الضيوف، يستعرض من خلاله المواهب في كافة المجالات ليعكس بذلك نماذج مشرفة تكون قدوة لغيرها من الشباب. كلمة أعز { والله مرات المعدين ديل عندهم حاجات تغيظ وفهمهم براهو بدليل في مساء جديد أمسية الثلاثاء كان الحديث عن توتي فأهدوا للمتحدث، وهو أحد أبناء الجزيرة، أغنية لأدروب من الشرق.. واستضافوا اثنين «لذيذين» جداً تكلموا عن بيتهم الفخم والحقوهم بأغنية عشة صغيرة.. «هو الحاصل شنو؟!