من غير المنصف ولا من العدل في شيء أن نحكم على أي تجربة وليدة لأي عمل أو مشروع أو حتى فكره نضجت في مكوناتها ووضعت على أرض الواقع في أيامها الأولى. بهذا الفهم أرجأت الحديث قبلاً عن فضائية قوون الرياضية باعتبار أنها لا زالت في بداية الطريق تتلمس خطاها بين الفضائيات المختلفة بنفس سوداني مائة بالمائة وفكر سوداني خالص وجهد سوداني أسمر الملامح. وسبب آخر جعلني أترقب قوون بمنتهى الانتباه (لمحنة) في قلبي تجاه أبناء المهنة الواحدة وكلنا يعلم أن قوون يقف وراءها شاب عصامي هو الأستاذ الصحفي رمضان أحمد السيد الذي أستطيع أن أقول أنه بنجاحه في قوون الصحيفة واقتحامه ل(قوون) الفضائية هو مثال يضرب لكل الشباب السوداني ليعلموا أن النجاح لا يرتبط بمعاهدة أو إتفاقية مع من ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب إذ أن رمضان شاب بسيط من أسرة سودانية بسيطة لكنه إستطاع بعزيمة لا تلين أن يحقق ويكمل طريقه على الصعيد الأكاديمي واستطاع كذلك أن يزحزح نفسه بين الكبار رئيساً لتحرير صحيفة رياضية واسعة الانتشار وها هو يلج باباً آخر أحسب أنه يحتاج لقوة شكيمة وجرأة وقدرة على التحدي وذلك باقتحامه عالم الفضاء بفضائية قوون الرياضية. وعلى حسب مشاهداتي ومتابعتي حتى الآن أقول أن قوون وبمزيد من التخطيط والبرمجة المدروسة والشغل الاحترافي تستطيع أن تنافس فضائيات سبقتها بخطوات ومسافات. وإن كنت اهمس في أذن الأخ رمضان بأن ينأي ب«قوون» عن المجاملات ومنح الفرصة للإطلالة فقط لأنه فلان من الوسط الرياضي أو أن علاقة وطيدة تربطه ب«قوون» الصحيفة. وملاحظة أخرى لابد من الاهتمام بها وهي مسألة ديكورات البرامج المختلفة ومحاولة الاعتماد على أستديوهين على الأقل من أجل التنويع والتغيير لانه ما ممكن تكون جلسة الفترة المفتوحة وخلفيتها هي ذاتها (لوكيشن) برنامج (وجها لوجه) وهي ذاتها مسرح لسهرة الثلاثاء، فالفضائية الشاطرة تشعرك أنها تمتلك محطة بها عشرون أستديو بتغيير الديكورات والأثاثاث المستخدمة حتى لو أنها باستديو واحد لا غير.. بالمناسبة فكرة ذكية من (قوون) أنها تطعم برامجها الرياضية بفترات وفقرات غنائية متجددة. ولعلي هنا أشيد بالفترة التي أستضيف فيها الفنانون الشباب جمال فرفور وشكر الله عزالدين وحسين الصادق مع الأستاذ ابوهريرة حسين الذي هو الآخر (حكايته حكاية)، عارفين ليه؟ لاننا في أحيان كثيرة ندور في فلك التنظير ودائرة «بعْمل وأسوِّي» وهي لغة سمعناها من أفواه كثير من المسؤولين الذين يطلق بعضهم الوعود وهو فرحان بالمنصب الجديد لكن بمجرد أن يرفع يده عن القسم ينسى أو يتناسى ما وعد به ليخرج من وزارته (يا مولاي كما خلقتني) لكن أبوهريرة حسين يختلف إذ أنني ما سمعته يطلق وعداً إلا ونفذه وما سمعته يحكي عن أحلام إلا وحققها وهو أيضاً نموذج لشاب عصامي وثوري الأفعال والأقوال. ولو أن كل شبابنا كان بذات طموحه وقدرته على تجاوز المستحيل لكنا ألف مرة أفضل من الشعب الياباني الذي يضرب به المثل في التفاني في العمل إلى درجة اللا معقول!! في كل الأحوال أتمنى ل(قوون) الفضائية النجاح الذي يجعلها قبلة لكل الرياضيين لتكون مصدراً للأخبار الصحيحة ومسرحاً للإنجازات الرياضية المختلفة. على فكرة برامج (قوون) تخلو حتى الآن من نشرة رياضية إخبارية متكاملة ويا حبذا لو أنه ضرب لها موعداً ثابتاً حتى يستقي المشاهدون منها كل الأخبار الرياضية المهمة خاصة وأنها ستهتم بالتفاصيل وبالملاحقة لكل الأحداث الرياضية حول العالم. ولأخي رمضان أقول أن نجاحك يسعدنا لأنه نجاح لجيل بحاله وإن كنت أنا شخصياً أعتب عليك لانك مكتر (اللون الأزرق) شوية!! كلمة عزيزة لن أخفي زعلي وخيبة أملي من اعتذار الفنانة نانسي عجاج عن برامج (أغاني وأغاني) في رمضان المقبل لان دخول نانسي إلى السباق كان سيجعله حامي الوطيس ومولع نار، فنانسي صوت طروب إلى درجة إدمانه ونانسي إحساس مبالغ يجعلها تغني الكلمات بطريقة تجعلك تشعر بالخدر والوخذات تصيب جسد من يستمع إليها. ونانسي أيضاً وجه جميل يحفزك أكثر أن تنظر لها بتمعن وأنت تستمع. على كل لا زال في الوقت بقية أن تعدل نانسي عن قرارها وأنا بصفة خاصة أناشدها ألا تحرمنا من هذا الإبداع الذي كنا نترقبه على احر من الجمر، فهل تستجيب؟ كلمة أعز مذيعة زول اسمها ريم الملك سألت سؤالاً عن المثل السوداني «الما شاف النيل تخلعه الترعة» وعندما سألتها زميلتها في البرنامج وهي علي ما أظن سورية عن معنى المثل قالت لها ريم بالحرف الواحد المثل ده معناه زي المثل الخليجي البقول (الما ضاق العنب حامضاً عنه يقول) تخيلوا أن مذيعة لا تعرف معنى لمثل شافع في الروضة يعلم لماذا يضرب، والمصيبة أنها في فضائية تحمل اسم زول بكل مدلولاتها ومعانيها والمصيبة أنها تتمشدق بمعلومة غلط وعلى الهواء مباشرة (وصحي المالقى النيل الأزرق تخلعه زول»!!