{ كثيراً ما تتشدق النساء بمطالبتهن بالمساواة مع الرجل، وهي لعمري دعوة حق أريد بها باطل، إذ أنها محاولة للالتفاف على الموضوع وكبح رغبة الرجل في المطالبة بالمساواة التي يفتقدها، فهي إذن مكيدة نسوية على غرار «نتغدي بيهم قبل ما يتعشوا بينا»، لعلم النساء التام بالظلم الذي يتعرض له الرجل في المجتمع الذي أصبح مجتمعاً نسوياً في الغالب، إذ أن الإحصائيات في بلادي تشير إلى أن هناك رجلاً واحداً في مقابل ثماني نساء، إذن فالرجل كائن مهدد بالانقراض، مثله مثل بعض الحيوانات، وهذه الحقيقة تذكرني بالمقولة الحكيمة التي تخلص إلى أن الرجل عبارة عن مجموعة من الحيوانات مجتمعة في جسد واحد، تدليلاً على العنف الجسدي الذي يتعرض له، فهو: (يصحى الصباح زي الديك، ويمشي الشغل زي الحصان، ويشتغل زي الحمار، بعد داك يرجع البيت زي الكلب، يأكل زي القرد، ويرقد ينوم زي الضب، وبعد دا كلو عايش ليهو مع بقرة!!). { أما بالنسبة للعنف اللفظي فدعونا نتأمل في مورفولوجية الإنسان ثم نطرح هذه الأسئلة المنطقية: لماذا يقال إن للبنت (أنف) و(أذن)، بينما للولد (نخرة) و(أضان)؟! لماذا يقال إن لدى البنت (شفايف)، بينما للولد (شلاليف) أو (تلاليش)؟! أين العدل في أن توصف البنت بأن عيونها (نعسانة)، في حين يوصف الولد بأن (جفونو ناصلة)؟! هل يرضيكم أن يقال إن البنت عندها (رأس)، بينما للولد (فاخورة) و(نافوخ) و(صنقور) و(داقوس) و(دقنوس)؟! لماذا عند البنت (ثغر) أو (فم)، وعند الولد (خشم) أو (قدوم)؟! كما نجد للبنت (رجل) و(ساق)، وللولد (كراااع)؟! ولها (أنامل)، بينما له (أصابعين) و(شناتر)؟! للبنت (قدم)، وللولد (كُدر) و(درّاشة)؟! كما أن لها (رقبة) و(جيد)، في حين أن له (فِقرة) و(عنقرة)؟! وللبنت (معدة) و(رئة) و(طوحال) بينما للولد (كرشة) و(فشفاش) و(أب دمام)؟! { ما لكم كيف تحكمون؟! كل هذا العنف اللفظي يستعمل ضد الرجل، ثم تريدون هضم حقه في المطالبة بالمساواة؟! بالله عليكم انظروا ماذا يقال مثلاً: (البنت دخلت المطبخ، أكلت، وشربت كباية موية، وطلعت).. بينما يقال: الولد (انقشط) في المطبخ، (لهط) و(رمرم) و(قرطع) أو (اتجوغر) بي كوز موية، و(اتخارج)...!! كما يقال: (البنت رقدت في السرير، واتغطت بالبطانية، ونامت).. أما الولد فهو قد (انبطح) أو (اتجدع) في السرير، و(اتدمدم) بالبطانية، و(اتخمد) نام!! أما آن لرجال السودان المساكين أن يتحدوا ضد (بعاعيت) السودان من النساء؟! «منقول» { تلويح: وصلتني هذه الرسالة الطريفة والموضوعية من أحد القراء، واستوقفتني براعة الكاتب في قوة الملاحظة والتدقيق، وكدت أشعر للحظة بالتعاطف مع الرجال من فرط تأثري بمنطقه السليم، ولكني تذكرت صوراً أخرى من صور الظلم الرجالي والقهر الاجتماعي الواقع على النساء، ولا ضير من اتحاد الرجال ضدنا، ولكن علينا بالمقابل أن نسعى حثيثاً من أجل الوحدة ضد قهر الرجال، وهي إذن الحرب، والحرب خدعة، وكلنا يعلم أن كيدنا عظيم و(الحشَّاش يملأ شبكتو).