صدمة وفاة فقيد الصحافة سيد أحمد خليفة بدت في وجوه أفراد أسرته وأصدقائه وجيرانه بحي السجانة العريق وكان الحزن واضحاً والدموع على وجوه زميلات المهنة في جريدة (الوطن) اللائي اجتمعن في وجوم وتبادلن العزاء مع سيدات الأسرة.. المنزل اكتظ بالنسوة ولم يكن من الصعب الوصول إلى زوجة الراحل فقد أشارت إليها إحدى السيدات بقولها (ماما سكينة) بالداخل ولا أظنها تستطيع الحديث عن الراحل الآن، وبالفعل لم تكن ماما سكينة التي كانت بحق أماً للجميع في حالة تسمح لها بالحديث وإن لم يمنع الحزن الذي اكتسى وجهها أن «تدعو» النسوة حولها لتناول الطعام وهي تقول (ما في شي بيتخلى) اخت الراحل (ست البنات) كانت مشغولة بكريمتها زوجة الزميل (عادل سيد أحمد) والتي كانت في وضع حرج ومتأثرة بوفاة خالها وظلت حفيدته (إسراء) تردد بابا سيد أحمد (خلاّنا) وسط دموعها، أما ابنة أخ الراحل رانية فتحي فقالت وهي تغالب دموعها: «الراحل كان أباً للجميع وكل الصغار والشباب في الأسرة يعتبرونه الأب لهم لعطفه ورعايته ولا نعرف كيف نحتمل الآن غيابه وزادنا حزناً أنه سافر إلى القاهرة وهو بخير وجاءت وفاته مفاجئة لنا». والتقت (الأهرام اليوم) في سرادق عزاء الأسرة الثانية للراحل زملاء الصحافة السودانية وهم يتوشحون بالحزن فتحدثت إلينا الأستاذة هويدا الشويه «الوطن» وهي تغالب فيض دموعها قائلة «اليوم فقدنا أباً عزيزاً، تعلمت على يديه الصحافة منذ عام 1989 وبدايات (الوطن) الأولى فهو يعطينا الإحساس أن الصحيفة هي ملكنا وبيتنا وكلما نغادرها لصحيفة أخرى نعود إليه مرة ثانية فيستقبلنا من جديد بنفس الروح والترحاب». من جانبها قالت زينب محمد مصطفى:«(الخليفة) كان مدرسة لم أتعرف عليه لكن أعرف من زملائي الذين يعملون معه أنه يقدر الصحفيين وأيضاً أحسن بأني أعرفه عن قرب من خلال مقاله المشهور (صباح الخير) الذي يحمل هموم المواطن وللأسف سوف نشهد صباحات من دونه ومن المؤكد سوف يفقده المواطن الذي كان لسان حاله في الصحافة السودانية». كما أفصحت الأستاذة لبنى خيري عن حزنها لفقد الراحل فقالت هو مدرسة متفردة في الصحافة السودانية نسأل الله له الرحمة. وفي مشهد آخر تجسّدت فيه معاني الفقد كانت الأستاذ راقية حسان رئيسة القسم الاقتصادي ل(الوطن) تحدثت إلينا بعد فترات طويلة من الصمت لا يتخللها شيء غير الدموع: «اليوم هو يوم أسود أحس فيه باليتم، فقدت الأب الذي علمني صحافة الجرأة والاقتحام» وأضافت: «علاقتي به لم تكن علاقة رئيس ومرؤوس هو كان أباً لنا جميعاً، وكان رجلاً قلبه على البلد وكانت آخر وصاياه أن لا نشجع الانفصال فهو رجل يحب الوحدة وأوصاني أن نترك صحافة المؤسسات وننزل للأسواق وحياة الناس، وقال لي الصحافة هي قفة الملاح». أما نجلاء بادي فقالت: كان أباً حقيقياً يمتص منا العناء والتعب بالتقدير، فهو شخص محفز على الإبداع يعامل الصحفي باحترام يفسح له المجال ليبدع، ربنا يرحمه». أما الأستاذة سمية فقالت: «كان يتفهم ظروف الناس وعندما كنت حاملاً قال لي أكتبي من البيت ولا تنقطعي عن العمل الصحفي وإذا مللتي من العمل (اشتغلي بره) تعلمي خبرات وعودي للبلد، فعملت بنصيحته». الصحفية فاطمة غزالي قالت: «فقدنا الرجل الذي يحفزنا ويفتخر بنا في كل مجالسه والمنابر ويشيد بجهودنا ويضعنا في إطار ذهبي ويكتب عن كل واحد منا يعدد مواهبه تقديراً لنا وكان رجلاً موسوعة ألجأ إليه في كل حواراتي ليزودني بالمعلومات والسيرة الذاتية لأي شخص أريد أن أجرى معه مقابلة صحفية».