اسمحوا لي قبل أن أبدأ في كتابة الموضوع الذي من أجله حملت يراعي وأورقي إيذاناً بالكتابة أن أسرد طرفة و«العهدة على الراوي» كما يقولون.. كلكم تعلمون أن المغترب السوداني في الثمانينات كانت يأتي من الكويت ودول الخليج والسعودية بالعشرات من الشنط المحملة بالملابس والأحذية والعطور والكريمات لأفراد أسرته وذلك بخلاف الشنطة التي تأتي خصيصاً للهدايا من الجيران والأهل.. فالآن تدهور الحال أصبح المغترب يحمل شنطة أو اثنتين.. مغترب الثمانينيات هذا كان يعرف جيداً متى يقوم بفتح الشنط كما حكت الطرفة عن تلك الأسرة التي اعتادت على عودة والدهم محملاً بالشنط وكان أولاده ينتظرون بفارغ الصبر مواعيد فتح الشنط والتي كانت ما تتم بالليل وذلك في اغلب الأحيان إذا جاء رب الأسرة بالظهر أما إذا جاء صباحاً فإن مواعيد فتح الشنط في الظهر وذلك بعد أن «تنقطع الكراع» أي بمعنى أن هذه هي مواعيد عدم الزيارة لأن رسولنا الكريم قال «قيلوا فإن الشياطين لا تقيل».. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولكن كما قال الراوي فإن رب هذه الأسرة قد جاء مريضاً بداء الملاريا رغم انه جاء ومعه كمية من الشنط وانتظر اسبوعاً بحاله حتى تعافى تماماً من الملاريا وحينها هب لفتح الشنط بعد أن قرأ على وجوه أبنائه الكثير من التساؤل لأنهم يئسوا وكأن والدهم لم يأت بعد وبعد أن تم فتح الشنط هتف الأبناء «الحمد لله رب العالمين يا دوب أبويا جا» وباتوا يستقبلون المهنئين بالعودة ».. أقول هذه الطرفة وفي خاطري التخفيضات التي أعلنتها وزارة الكهرباء والسدود في رسوم عدادات وشبكات الكهرباء على لسان مسؤولها الأول أسامة عبد الله حيث أعلن هذه التخفيضات عقب أدائه القسم مباشرة ونقول هنا كما قال ابن المغترب العائد «يا دوب خزان مروي جاء» ونقول كذلك خلاص خزان مروي قال كب مع القدام يساوينا هم لتعليمنا أقرب يعلمنا ويداوينا.. نعم يا دوب خزان مروي جاء بعد هذه البشريات التي أعلنها أسامة عبد الله الذي توج وزيراً للكهرباء والسدود وذلك بعد الإنجازات التي حققها بتنفيذه هو وطاقمه لمروي والآن تعلية خزان الروصيرص وقريباً جداً أعالي عطبرة وستيت وسدود الجنوب التي أعلنت مؤخراً. وعندما احتفلت الدولة في قاعة الصداقة بالخرطوم عن قرب اكتمال العمل بسد مروي وأن افتتاح «2» من التوربينات صار قاب قوسين أو أدنى بعد أن حدد مواعيد افتتاحها ودخول 250 ميقاواط للشبكة حينها طالب عدد كبير من الحضور بتتويج أسامة وزيراً وذلك بأن شهد الرئيس البشير هذا الاحتفال.. وقالوا إن المهندس الذي قام بتشييد والإشراف على خزان السد العالي بمصر عين وزيراً بعد الافتتاح مباشرة.. الآن عين أسامة وزيراً وجاءت مع الوزارة البشريات والتخفيضات التي تشمل القطاع السكني والزراعي والصناعي.. فالمواطنون بحاجة إلى تخفيضات أكبر وخاصة وأن 1250ميقاواط قد دخلت للشبكة فالمواطن يريد مزيداً من التخفيض كما يريد في نفس الوقت المزيد من الاستقرار الكهربائي فيتمنى أن يستمر التيار ولا ينقطع مدى العمر حتى يودع أهلنا الطيبون في الشمال اللمبة والرتينة التي غالباً ما تستخدم في الأفراح.. نضوق نعمك يا الكهارب لا لمبة ولا رتينة فعندما تستقر الكهرباء في كل ولايات السودان ستحدث بلا شك الهجرة من المدن للريف ويستقر المواطن في حواشته ومشروعه حيث لا جازولين ويودعون المدن وداعاً سكن البنادر وخلاص شادين لرحالنا وتبحر بكرة السفينة وداعاً كان مو الليلة باكر خلاص يا هم بيك رضينا فالسودان سيتوج بلد السدود بعد تنفيذ السدود المعلنة في جنوب السودان حيث يتوقع ان ينتج مشروع سد باوز بجنوب البلاد 540 ميقاواط وعندما تدخل هذه الميقاواط للشبكة القومية حينها سنصدرها وتصبح ضمن الدول المصدرة للكهرباء.. كل المنى أن يتحقق المزيد من التخفيض. وبالمناسبة أين اللجنة التي كونت من أجل تخفيض كهرباء القطاع السكني؟.