-دعونا نلقى نظره على هذا التنافس الحامى بين قنواتنا الفضائيه والذى نراه خلال شهر رمضان الكريم وتحرص فيه كل القنوات على العمل الجاد لجذب المشاهدين الى برامجها وماتقدمه فتجتهد ايما اجتهاد للوصول الى ما يقدم الينا الان ونستمتع به فى هذه الايام.-تبذل كل القنوات الفضائيه مافى وسعها لتنال رضاء المتابعين من اهل السودان وهذا شئ نقدره لها ولكننا فى نفس الوقت نسأل كل القائمين فضائياتنا السودانية المختلفه لماذا دائماً يرتبط تميزكم ببرمجة شهر رمضان المعظم والعيدين وكأن هذا الشعب فى غير هذه المناسبات لا يملك الحق فى ان تتنافسوا لارضائه.-ان كان القائمون على ادارات فضائياتنا المختلفه يعتبرون انهم قد نجحوا فى جذب المشاهدين الى قنواتهم عبر ما يقدمونه من برامج خلال فترة رمضان والعيدين،فان عليهم ايضاً اعتبار انفسهم قد فشلوا فى جذب هؤلاء المشاهدين طوال العام عبر برمجه مقنعه ولذلك فان نجاحهم الحالى والاشادات التى يجدونها من اهل الصحافه هو نجاح مؤقت مرتبط بشهر محدد وتوقيت معين.-انظروا الى كل البرامج التى تقدم خلال هذا الشهر عبر فضائياتنا المختلفه ان كانت غنائية او ثقافية او رياضية او كوميديه،وتابعوا الاجتهاد الذى بذله كل العاملون لتقديم مواد جاذبه من خلال السهرات المتميزة والمتنوعة، وشاهدوا كيف ستختفى كل هذه الابداعات وسيتراجع هذا المجهود المبذول بعد انتهاء شهر رمضان والعيد مباشرة.-لماذا لا تهتم هذه القنوات بمواصلة هذا التنافس طوال ايام العام مثلما تتنافس فى شهر رمضان؟؟،ام ان هذا الاجتهاد الحالى هو لجذب الرعاة والمعلنين وليس لجذب المشاهد السودانى البسيط الذى صار يهرب من قنواتنا المحلية الى القنوات المصرية واللبنانية وقنوات الخواجات التى تملأ الفضاءات؟؟-ان الحقيقة التى لا يجب انكارها هى ان التنافس بين قنواتنا السودانيه المختلفة هوتنافس (موسمى) تحرص فيه هذه القنوات على ابتكار الافكار وتقديم الجديد والمدهش من اجل جذب الرعايات والاعلانات مما يعطينا انطباعاً العقلية التجارية لهذه القنوات تتفوق على العقلية الاعلامية التى تحرص على تقديم الجميل الى اهل السودان.-اننا لا نلوم ادارات القنوات السودانية فمنها من له صبغة تجارية،ومنها ماهو موجه وهذا حقها،ولكننا فى نفس الوقت نسأل اين حق اهل السودان فى ان تقدم لهم القنوات السودانية ما يجعلهم يشاهدونها ويتنازلون عن حقهم فى البحث عن الترفيه والتسلية والمعرفة فى القنوات العالمية الأخرى؟؟.- ونردف سؤالنا هذا بسؤال وهو اذا كانت القنوات السودانيه غير قادره على تمييز نفسها من خلال ما تقدمه طوال العام باستثناء برمجة (رمضان والعيدين) فلماذا نلوم ابناءنا الذين لا يشاهدونها ويفضلون متابعة القنوات العالمية الأخرى ونأتى لنشكو تأثير هذه الفضائيات على سلوكهم وتصرفاتهم ومعرفتهم ولغتهم وثقافتهم و..و..و..و.-ان احدى مشكلاتنا الكبرى اننا نهتم بقضايانا على طريقة رزق اليوم باليوم ولذلك فاننا نجد ان الجميع يركز على تشريح ما تقدمه القنوات خلال هذا الشهر فتجدنا نثنى على هذاالبرنامج،وننتقد ذاك دون ان نفكر فى سبب هذا الحراك (النقدى) ولماذا صار مرتبطاً بفترات محددة فى السنه حاله حال برامج الفضائيات المتميزه والتى نشاهدها فقط فى شهر رمضان والاعياد؟؟.- صدقونى ان مشكلة المشاهدين ليست فى تميز النيل الازرق او الشروق،ولا فى سعى الفضائية السودانيه الى تقديم ما يجذب الناس اليها،ولا فى ما تقدمه القنوات الفضائية الاخرى من برامج متميزه وافكار جديده ان كانت قنوات قوون او هارمونى او زول،ولا فى دخول قنوات جديده مثل قناتى الخرطوم وام درمان الى المنافسه،ولكن المشكله فى ان هذه المنافسه هى منافسه مرتبطه بفترة زمنية (محدده) ستنقضى لنعود بعدها الى واقع مرير يفرض على المشاهدين برمجة غير جاذبه طوال ايام السنة المتبقيه.-ان على كل القنوات الفضائيه اعادة حساباتها وعدم الاحتفاء ببطولات مؤقته تجعل الناس يتحدثون عنها لفترة محدودة وهى فترة رمضان والاعياد ومن ثم يتناسون امرها تماماً ويعودون الى (الريموت) بحثاً عن المصريين واللبنانيين والاتراك وغيرهم.-يحتاج الناس الى اكثر من برمجة خاصه فى ايام محدوده ولذلك يجب على كل ادارات القنوات السودانيه تغيير نهجها وتفكيرها الذى يهتم ببرمجة شهر رمضان والاعياد دون سواها فى باقى ايام السنه والتى يعانى فيها المشاهدون من غياب البرامج الجاذبه ولا يجدون فيها شيئاً سوى برامج مكرره،وضيوف مكررين،وافكار يغيب عنها الابتكار والتجديد.-ان كانت ادارات بعض القنوات تعتبر ما تقدمه خلال شهر رمضان هو انجاز يحسب (لها)،فان من حقنا ايضاً اعتبار ان ما تقدمه طوال ايام السنه من برامج باهته وغير جاذبه هو اخفاق يحسب (عليها) ودليلنا ارتباط المشاهد السودانى بقنواته فى شهر رمضان دون باقى شهور السنة. -ان نجاح بعض القنوات الفضائية السودانية فى هذا الشهر الكريم والذى يحتفى به القائمون عليها هذه الايام ويملأون به الصحف كل يوم هو دليل اخفاق وليس نجاح لانه صار يرتبط بشهر محدد وفترات مؤقته وهذا ما لايريده المشاهد السودانى ان كنتم تعلمون .