سقط منتخب التانغو وودع بطولة كأس العالم على يد المنتخب الالماني الذي استفاق واستفاد من صدمة البداية والهزيمة التي تعرض اليها امام صربيا في بداية مباريات المجموعة الرباعة في الدور الأول.. ولعل كل من يدعي بأن فوز المانيا على الارجنتين من المفاجآت نقول اليه اصمت.. على الاقل لأن المنتخب الالماني يظل يثبت في كل مباراة بأنه الاجدر والأقوى والاكثر استفادة من السلبيات التي تظهر على اداء لاعبيه من مباراة لأخرى.. مدربه لوف عرف كيف يوظف امكانيات لاعبيه.. وفي نفس الوقت اجتهد كثيراً في سبيل إبطال مفعول العناصر الابرز في صفوف كل المنتخبات التي قابلها ولذلك كان من الطبيعي ان يتفوق ويفوز ويتقدم.. وعلى الرغم من معرفة الجهاز الفني لألمانيا بالمقدرات الهائلة لأفراد الفريق والامكانيات اللامحدودة لطاقة اللاعبين ودرجة استيعابهم الاّ اننا لم نلمح أو نقرأ اي استفزازت من جانبهم تجاه الارجنتيين قبل المباراة وحملت الكلمات التي قالوها، سواء المدرب او نجوم الفريق، كل الاحترام والتقدير.. ولا ابالغ اذا قلت بأن التصريحات المحترمة للألمان حيرتني وبالدرجة التي احسست فيها بأنهم مستسلمون للخسارة التي تنتظرهم امام التانجو.. وفي ذات الوقت وفي الاتجاه الآخر مارس مارادونا الافتراء وصدّر للمتابعين وكأن منتخب الارجنتين فائز وان مسألة عبوره الالمان لا تحتاج الاّ للوقت فقط..!! حذر الالمان انفسهم من الاستفزازات التي ظلوا يتعرضون اليها كلما قابلوا منتخب الارجنتين وفي ذلك اشارة اكدت حرصهم ورغبتهم في الفوز الذي لن يأتي، بلا شك، الاّ بعد تفويت الفرصة على الارجنتين داخل الملعب.. فكان الرد مستفزاً من جانب مارادونا الذي قال: انهم متوترون..!! راجع الالمان الدرس القاسي الذي صاحب بدايتهم بالدور الأول واستوعبوه تماماً ومن ثم شرعوا في اجبار منافسيهم، كل منافسيهم، على الاستسلام اليهم وحققوا الفوز بسهولة على انجلترا وبعدها الارجنتين بنتيجتين كبيرتين وبأسلوب يكاد يتطابق عنوانه الهجوم المرتد وبالدرجة التي جعلتنا نشفق على الارجنتين وانجلترا.. والاشارة المهمة هنا ان المنتخب الالماني يفتقد جهود قائده المهم بالاك بسبب الاصابة، اي ان الجهاز الفني نجح وبامتياز في تغطية غياب لاعب كبير ومهم مثل بالاك في بطولة كبيرة ككأس العالم.. وتجسدت مقولة ماتيوس الذي اكد بأن غياب بالاك صبّ في صالح المنتخب..!! ولعل الدروس التي قدمها الينا المنتخب الالماني غزيرة للحد البعيد فيكفي البذل والعطاء والاخلاص الذي ادى به كل رفاق كلوزه المباراتين الاخيرتين.. لكن يبقى السؤال الابرز الذي يفرض نفسه علينا هنا: هل يا ترى نحن مستعدون للاستفادة من الدروس التي قدمها لنا المنتخب الالماني..؟!! ولعل الدرس الأول الذي يظهر امامنا بأن المنتخب الالماني واذا سار على سياستنا الهدامة التي نتبعها في السودان عقب الانتصارات التي نحققها بالصدفة فإنه لا محالة سيودع الحلم ويغادر كما فعل اولاد مارادونا الذين اتبعوا ذات سياساتنا الهدامة..!! هيجواين وميسي وتيفيز كلهم طلعوا مواسير من النوع ابو كم بوصه او كما يقول (كبارنا) من كُتّاب الرياضة اصحاب النجومية والنفوذ والسطوة والرواتب العالية والنجومية المطلقة..!! أقول ليكم حاجة: لوف ذاتو ماسورة وما بيعرف يدرب والالمان ديل الحكم لو ما ساعدهم ما كانو وصلوا لهذه المرحلة.. بعدين مارادونا د افضل مدرب.. ولو كان احد المدربين السودانيين مسؤولاً مكان مارادونا لما قام بمصافحة لوف بعد نهاية المبارة لأن الالمان وقبل اللقاء المذكور ذهبوا الى (فكي) كارب في ضواحي فرانكفورت قال ليهم لازم تلبسوا اسود.. هم من متين الالمان ديل بيلبسوا اسود..؟ ده منطقنا ساعة الهزيمة للأسف..!!