قبل 13 سنة تحديداً في يوم 13 يوليو 1997م وفي هذا العمود وتحت عنوان فرعي هو «الرئيس الكاتب» كتبت الآتي نصه.. بكتاباته ومواقفه وصل الكاتب المسرحي الشهير فاتسلاف هافل الى رئاسة الجمهورية في براغ وبالاثنين معاً.. الكتابات والمواقف وليس بأحدهما فقط. لقد قدم نفسه للناس بالكتابة وعبّر عن تطلعاتهم وأشواقهم الى الحرية والى الانعتاق من الشيوعية البغيضة. ومن مواقفه أنه في سنة 1968م هاجم وأدان غزو الاتحاد السوفيتي لوطنه الذي كان اسمه تشيكوسلوفاكيا. وفي موضع آخر جاء ما يلي: وفاتسلاف هافل هو أحد الذين صاغوا ميثاق 1977م. وكان عملاً شجاعاً لأن الشيوعية الدولية كانت في ذروة قوتها ولم يكن أوسع البشر خيالاً يتصورون أنها بعد 13 سنة من ذلك التاريخ سوف تختفي من الأطلس ولن يكون لها وجود حاكم إلا في كوريا الشمالية وكوبا، ونعم الصين شيوعية لكن شيوعية الصين منذ ماو كانت مختلفة عن الشيوعية السوفيتية وهي النموذج الذي ساد في العالم الشيوعي المنهار. وفي الشهر الماضي كرمت جامعة أوكسفورد فاتسلاف هافل بمنحه الدكتوراة الفخرية في القانون المدني..الخ. ثم ختم قائلاً: ما أروع الكتابة وما أنبلها وما أحلاها عندما يكون من زملائها وفرسانها الأستاذ فاتسلاف هافل. وما أعادني الى ذلك العمود الذي يرجع تاريخه الى 17 يوليو 1997م خبر نشرته جريدة (ذي إندبندانت اللندنية) في عددها الصادر أمس الاول الموافق 4 يوليو وكان عنوانه: هافل يحقق حلم عمره فقد أصبح مخرجاً سينمائياً. وفي التفاصيل أن الرئيس التشيكي السابق والكاتب المسرحي المنشق هافل سوف يخوض تجربته الاخراجية السينمائية الأولى. والفيلم الذي سوف يتولى إخراجه هافل هو أصلاً كوميديا تراجيدية سياسية مُثلت على المسرح في كل من لندن وفيلاديلفيا عام 2007م وهي من تأليف هافل واسمها المغادرة أو الرحيل وسوف يبدأ تصوير الفيلم هذا الاسبوع في موقع يبعد مائة ميل عن العاصمة التشيكية براغ. وقال الرئيس هافل: «طوال عمري كنت أصبو الى أن أكون مخرجاً لكن سنوات الاعتقال في العهد الشيوعي أخرّت تحقيق هذا الهدف. وفي الفيلم ظلال من حياة هافل الشائكة التي أمضى بعضها منشقاً معتقلاً في السجون الشيوعية ثم مقيماً في منزله تحت الإقامة الإجبارية ثم كأول رئيس لتشيكوسلوفاكيا بعد انهيار الشيوعية. وبعد،، لقد أشدنا قبل 13 سنة بالرئيس الكاتب فاتسلاف هافل، واليوم نتمنى للرئيس المخرج السينمائي كل التوفيق.