قطع مسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين بخطل استرضاء الحركات المسلحة للحاق بمفاوضات الدوحة واختزال سلام دارفور في بند التفاوض فقط، واعتبره تبسيطاً للقضية وللسلام، في وقت طالب فيه عدد من النواب البرلمانيين بعدم اليأس من استجابة خليل إبراهيم وعبد الواحد نور خوفاً من مغبة حدوث سلام جزئي على غرار سلام أبوجا في 2006م. وحذر غازي - في التنوير الذي قدمه أمس الأربعاء أمام جلسة البرلمان - مما أسماه اجتزاء العملية السلمية في التفاوض مع حركات وصفها بأنها منقسمة باضطراد، وقال: لا يمكن أن يكون هناك سلام دون أن يشتمل على إبراء الجراح وتعويض المتضررين والنازحين. وشكا غازي من غياب قادة حقيقيين وسوء التنظيم الذي قال إنه يعتري الحركات المسلحة، وأشار إلى التنظيم والرؤية السياسية التي قال إنها كانت متوفرة لدى الحركة الشعبية مما ساعد على إنجاز السلام على حد تعبيره. وأعلن غازي رفضه أية مبادرة جديدة لحل أزمة دارفور، وقال إنها ستواجه بفقدانها للمشروعية الدولية والداخلية التي تتمتع بها مبادرة الدوحة الحالية، وحذر من تعريضها لأي اختبار من شأنه أن يضعفها. وشكك غازي في نوايا بعض الدول ذات الصلة بأزمة دارفور وقال: «لا أعتقد أن كل العالم ملائكة»، واستبعد في الوقت نفسه ضلوع الحكومة السودانية في طرد خليل من الأراضي التشادية وقال: «إن الأمر أعقد من أن تطلب الحكومة طرد خليل». وجدد غازي موقف الحكومة الداعي لنقل ثقل المفاوضات للداخل دون عزل المكون الخارجي، وطالب بإشراك المؤسسات المنتخبة من أبناء دارفور على المستويين القومي والولائي في المفاوضات واعتبرهم الممثلين الحقيقيين لأهل دارفور، واستنكر اختزال الحل في إعطاء أهل دارفور منصب نائب رئيس الجمهورية وطالب بتشخيص الأزمة في حقيقتها.