• نودع اليوم المونديال العالمي بالمباراة النهائية التي تجمع هولندا مع اسبانيا على كأس البطولة.. وكم انا حزين على النهاية السريعة التي وصلنا اليها مع العرس العالمي الذي تابعنا فيه كل ما هو جميل ورائع ومختلف في فنون الكرة وعلى عكس ما تعودنا في المنافسات المحلية التي شوّهت المعاني الجميلة لكرة القدم..!! • ينتهي العرس اليوم والدروس الغزيرة تزحم المكان في كل شيء له علاقة بكرة القدم.. خاصة المستويات الرفيعة، والتناول الاعلامي، والنقل التلفزيوني، والتعليق، والتحليل، والروح الرياضية، والتشجيع وغيرها من الاحداث التي لا وجود لها عندنا في السودان.. وتمر مباريات الكأس بكل لحظاتها الجميلة والحزينة لتؤكد بأن هذه الساحرة تستحق درجة الجنون التي يتعامله معها العشاق..!! • وعلى مدار اربعة اسابيع لم نتابع واحدة من وسائل الاعلام التي نقلت الاحداث بكل الدقة تتحدث عن تألق زيد من النجوم في التدريبات، او كما تمتلئ صحافتنا الرياضية التي خرجت عن المألوف وصارت الاهداف التي تحرز في التمارين هي المادة الرئيسية فيها..!! • سنتابع لقاء اليوم الذي يتطلع من خلاله المنتخبان الاسباني والهولندي للجلوس على عرش الكرة العالمية لأول مرة في التاريخ وسنعرف كيف يدير الجهازان الفنيان دفة الحوار المشترك بين العملاقين الكبيرين..؟!! • ولن يخرج احد النجوم عن المألوف وبالتالي فإننا لن نتابع اي سقوط او تهور فالجميع يفهمون الكرة على اصولها ولا مكان بينهم لمرضى النفوس او اصحاب العاهات الذين تمتلئ بهم ساحاتنا الرياضية والاعلامية وبالدرجة التي لا تفرق فيها بين الاعلامي والمتعصب المشجع..!! • ينتهي الليلة الدرس لكن هل يا ترى اننا استفدنا منه.. هل يا ترى اننا حاولنا النظر للأحداث وطريقة التعامل والاساليب التي يتعاملون بها.. هل فكرنا في النظرة التي ينظرون اليها للكرة سواء اداريين او مدربين او لاعبين او حتى اعلاميين وجماهير ونقاد ومعلقين ومصورين ومحللين..؟!! • اننا بالجد امام تحديات عديدة أولها الشروع في ترجمة ما شاهدنا عبر الشاشات الي الواقع الكروي عندنا على الاقل ولو من باب انها الرياضة وكرة القدم التي يبنى التنافس فيها على اساس الروح الرياضية السمحة البعيدة عن التعصب والبغضاء والكراهية..!! • نتطلع لنتابع الاعلام يقوم بدوره بعيداً عن المكايدات والتنافرات والشائم والمساجلات واللامبالاة التي يتحمل السواد الاعظم من ما يطلقون علي انفسهم اعلاميي الهلال والمريخ على عاتقهم مسؤولية التراجع الحالي والدرك السحيق الذي وصلنا اليه..!! • حتى التعليق على المباريات والنقل التلفزيوني والتعامل بالشفافية في نقل الاحداث والمواكبة وملاحقة الاخبار ونقل التفاصيل كل التفاصيل بروح المهنية والصدق والتجرد وبدون مراعاة للاداري الفلاني او القطب العلاني..!! • حتى لاعبونا الذين نطلق عليهم الالقاب ونعاملهم وكأنهم اباطرة لابد لهم من الاستفادة من الدروس الغزيرة على الاقل لأن الذين تابعناهم عبر الشاشات لا يملكون حواسا خارقة ولكنهم عرفوا السكة التي بواسطتها يمكنهم الوصول الى غاياتهم..!! • نأسف والله على اننا سنعود لمتابعة العك والتناحر الذي تمتلئ به الصفحات الرياضية والشتائم والعبارات الخرافية التي يوصف بها لاعبونا الذين لا يملكون ادوات التألق ولا مجاراة ما يحدث من حولنا في العالم.. نعود وفي القلب حسرة على ان الدروس الغزيرة التي اتحفنا بها المونديال ستذهب جفاءً.. جفاء.