{ انتخبت حكومة ولاية الخرطوم شهر يوليو من هذا العام ليكون موسماً «لفتوحاتها» وافتتاح حزمة من مشروعاتها التي تنتظرها الجماهير، ولم يأت انتخاب شهر يوليو هذا مصادفة، بل هو الشهر الذي يطرق الأبواب بقوة بعد أعياد الثورة التي تصادف الثلاثين من يونيو من كل عام، ويبدو الأمر كما لو أن الاحتفال بأعياد الثورة يمتد على مدار شهر بأكمله، يبدأ من ثلاثين من يونيو وينتهي في الثلاثين من يوليو، لكن السيد الوالي دكتور عبدالرحمن الخضر في مؤتمره الصحافي أمس الأول الذي دشّن فيه حزمة من المشروعات، أضاف عدة اعتبارات وامتيازات لشهر يوليو، شهر الافتتاحات هذا، فغير أنه هو الشهر الذي يبدأ عندما ينتهي شهر الثورة، قال هو أيضاً شهر السلام الذي تصادف ذكراه التاسع من يوليو، فضلاً عن مواسم أعياد «الإسراء والمعراج»، هذه المناسبة الدينية التي يحتفل بها السودانيون كثيراً ويتفاءلون بها، لدرجة أنهم يؤجلون لها أفراحهم. إذن.. نحن نعيش أجواء الرجبية بكل تفاصيلها الصوفية. لهذا وذاك، يظل شهر يوليو هو العبور، كما أنه أيضاً المدخل لمواسم الخريف والمطر. { هكذا وبدعوة من الدكتور عبدالرحمن الخضر كنا حضوراً وشهوداً نهار السبت برئاسة شرطة الولاية لحملة تدشين حزمة من المشروعات، قال السيد الوالي إنها تبدأ اليوم بعدة مناشط، أو أنها بدأت منذ الثلاثين من يونيو وستنتهي عند نهاية يوليو بحدث افتتاح جسر الحلفايا الحتانة، الانجاز الكبير الذي طالما انتظرته جماهير تلك المناطق طويلاً، ومن المشروعات التي شملها هذا التدشين، مشروع توزيع المزيد من الآليات وابتداء حزمة الرُّوِي والتحوطات لمقابلة مواسم الخريف والفيضانات، التي يقول أهل «الغرفة المركزية الولائية» إن أمطارها ستبدأ من الأسبوع القادم، وربما يحتفظ السادة القراء بأحداث مروعة في مواسم الخريف المنصرفة، زاد من خساراتها الإعداد غير الجيد من قبل حكومات الولاية المنصرفة، وربما تذكرون كيف عاقت الطرقات عمليات تصريف المياه، فضلاً عن عدم الاهتمام بثقافة نظافة المجاري وتطهيرها وصناعة المزيد منها، وربما لأول مرة منذ فترة طويلة نسمع عن (حملات استعداد مبكرة) لمواجهة هذا (الفصل المرعب) وذلك بسبب الاختلال المناخي الذي اجتاح العالم كله من أقصاه إلى أقصاه، وكان السيد الوالي واقعياً وهو يقول «لا نستطيع أن نجزم بأننا سندرأ كل الآثار، لكن على الأقل أننا نقابل هذا الفصل بما نملك من أمكانات مما يقلل أي مخاطر وخسائر محتملة، لكن ربما يكون مشروع «بصات الولاية» هو الأشهر والأبرز من بين المشروعات التي تم تدشينها، وذلك لكون هذا المشروع قد قوبل بحملات إعلامية مناهضة عند طرحه لأول مرة إبان حكومة السيد المتعافي، حيث تمكنت بعض الأقلام، وعلى غير وعي أو بوعي لا أدري، أن تستعدي بعض شرائح الرأي العام تجاه هذا المشروع قبل انطلاقه، غير أن الدكتور الخضر قد عرف بتحضيراته الجيدة للمشروعات قبل تدشينها وتشغيلها، فحتى أصحاب الحافلات، الجهة الأكثر حساسية تجاه المشروع، قد أصبحوا يمتلكون من أسهم هذه الشركة ما يعادل أسهم حكومة الولاية، كما أن هذه البصات التي تسير في خطوط دائرية ستبدأ من محطات أولوية تاركة ركاب منتصف الطريق للحافلات، المهم في الأمر أنها لن تكون خصماً على مواعين النقل الأخرى، غير أن المواطن سيكون المستفيد الأكبر، لكون هذه البصات تمتلك كل مواصفات الحافلات السياحية من الفخامة والتكييف وتوفير الوقت، وأن هذا المشروع الذي سيبدأ الآن بمائتي بص ربما ينتهي باحتلال كل الطرقات بعدما يصل إلى مداه الأقصى، وأن سنة الحياة والتدافع ستجعل في نهاية الأمر البقاء للأفضل. أيضاً شهدت هذه الحملة الولائية التدشينية «حزمة مكتسبات» لقوات الشرطة، افتتاح المزيد من الأقسام وتوفير المزيد من معينات وآليات العمل الشرطي، غير أن المكسب الأكبر هو تدشين العمل بواسطة أجهزة الرادار. وللحديث بقية..