كثيرة هي الهنات التي تحدث في مجتمعاتنا وتحديداً المجتمع الجامعي من بعض الطالبات، وهنالك أخطاء تربوية تخدش الحياء العام وحياء الطالبة الذي تمزق مع الفضائيات وتحولت عاداتنا وتقاليدنا إلى ثقافة وحضارة والبعض لم يشعر بها وتتحول إلى استلاب ثقافي داخل الجامعات بشكل مخيف وغير مطمئن، لدرجة لا تميز بين الطالب والطالبة في السلام والتعامل من غير حواجز. وهذا يحتاج إلى مراجعة اجتماعية ونفسية نتفحص من خلالها الظروف التي تجعل بعض أخواتنا وإخواننا وأبنائنا وبناتنا لا يتحرون دقة التعامل بينهم. يحيرونك حينما يسلمون على بعضهم عن طريقة «الخد». فهذا جرح للمعتقد بشكل سافر. «الأهرام اليوم» رأت وسمعت آراء بعض الطلاب والطالبات وتضع هذا المشكل تحت عدسة الضوء. ترفضه تماماً أوضحت الطالبة نشوى (جامعة أم درمان الأهلية) بأنها ترفض وبشكل قاطع التعامل الذي يحدث من الطرف الآخر وبهذا الشكل وتشجع التعامل في الحد المناسب والمعقول سواءٌ أكان في قاعات المحاضرات أو (البنشات). وأشارت إلى أن هذا بكل تأكيد يسئ إلى سمعة الطالبة وإلى أسرتها التي جاءت منها وهي تمثلها بكل ما يبدو منها من أفعال. إنه مستورد! على ذات الاتجاه قالت الطالبة حنان -جامعة السودان علوم كيمياء أنا ضد التعامل بهذا الشكل الفاضح وأشارت بأن السلام على الخد لا يشبهنا بل فعل مستورد لا يمت لسلوكنا وعاداتنا والتعامل لابد أن يتم عن طريق الزمالة فقط وبما شرعه لنا ديننا وعقيدتنا وبه أشياء حميدة ويمكننا أن نتأثر بها ونكون سفراء للأجيال القادمة. وأبانت أن العلاقة يجب ألا تتجاوز اللياقة والحد الفاصل بين الرجل والمرأة، والتسليم في الخد سواءٌ أكان من طالب أو طالبة هو عادة دخلية لا تليق بالفتاة السودانية المسلمة. وأردفت قائلة لابد من البُعد من هذه الشبهات واعتبر أن الطالبة سفيرة لأسرتها. أما الطالب محمد نصر الدين جامعة النيلين فيؤكد من وجه نظره بأن هذا الموضوع عادي جداً ويتم على حسب العلاقة والصداقة واحترام التعامل من القرب ويشير على أن هذا لا يقلل من قيمة الطالبة أو يسئ إلى سمعتها. وأبان في حديثه قائلاً إن القرب من الطالب والطالبة يولّد علاقة محبة وارتباط يقود إلى بيت الزوجية فلماذا نربط هذه التحية بأنها دخلت إلى باب الحرام؟. التعامل في حدود الزمالة: وعلى السياق نفسه قال عيسى - جامعة الخرطوم لا أؤيد هذا الاتجاه ومرفوض من أصله والأنثى مثل البيضة تماماً إذ لم تتعامل معها بشكل فيه حذر شديد فلا محالة ستنكسر ويحدث ما لا يحمد عقباه. وأضاف بأن التعامل في حدود الزمالة ولفظ ما تأتي به الرياح من خارج الحدود حتى لا تؤثر على معتقداتنا وعاداتنا السودانية الأصلية ولنكن قدوة يقتدي بها الجميع وأشار بأنه يحترم حد التعامل مع زميلاته وبلدنا بلد أصيل لا نتأثر بسم بث الفضائيات، والطالبات أمل الأمة وقادة المستقبل. من جانبه تحدّث الباحث الاجتماعي أ. إبراهيم مكي مؤكداً أن هنالك سوء فهم في السلوك لدى الشباب والطلاب على وجه الخصوص وخلط الأوراق والبعض يرى أنه نوعاً من الحضارة والرقي ولكن لا بد من ضبط السلوك مهما كان الأمر وأشار إلى أن مثل هذه الممارسة بكل تأكيد دخيلة على مجتمعنا السوداني ولابد من أن ننبّه الأسرة للالتفات لسلوكيات أبنائهم بأن يكون رب الأسرة لصيق بأبنائه وتوجيهه لهم بالتخلي عمَّا لا يشبه الأصل السوداني وأوصى إبراهيم مكي الطالبات بعدم افساد الحياة الخاصة والابتعاد عن مثل هذه الممارسات التي تعد خللا في بنية الأسرة السوية وقد تقود إلى خطوات أخرى تكون القاصم لظهر البعير. أما مولانا الشيخ عثمان حسن -إمام مسجد أكد أن هناك سلوكيات يرفضها الدين ولا ينتظر الأوامر لردعها فهي تدخل في طائلة الحرام. ويقول المصطفى عليه أفضل السلام وأزكى التسليم فيما معناه ( الحلال بيِّن الحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس) والمتشابهات تدخل في الحرام. وما يقوم به أبنائنا الطلاب في حرم الجامعات من سلوك غير سوي على الراعي المسؤول الجامعي منع هذا السلوك حتى تخرّج الجامعة إنسانا خلوقا وكفء يُعتمد عليه لقيادة هذا المجتمع.