{ تسعى أسرة المرحوم الحاج «بشير النفيدي»، عبر شركة (خيرية) باسم الراحل، إلى بناء مستشفى (خيري وقفي) بتخصصات مختلفة، وتقنيات عالية، وبأحدث الأجهزة، وأرقى الإمكانيات، لكنهم ومنذ ثلاث سنوات عاجزون عن تحقيق الحلم الكبير في ظل الخدمات الصحية المتردية في بلادنا بسبب معاكسات من بعض المواطنين، رغم حصولهم على التصاديق اللازمة من وزارة التخطيط العمراني. الاعتراض الأول كان مسرحه امتداد الدرجة الثالثة، حيث رفض السكان إقامة مستشفى في ميدان مخصص لكرة القدم، لكنهم وافقوا لاحقاً عندما اقترحت الشركة الخيرية (تنجيل) ميدان آخر مجاور وتهيئته بصورة لائقة لأداء المهمة (الرياضة)، وعندما شرع المهندسون والعمال في معالجة أرض الميدان، اعترضت مجموعة أخرى من المواطنين، وتوقف العمل في إنشاء ميدان محترم لكرة القدم، وبالتالي توقف أيضاً العمل في مشروع المستشفى (الحلم)..!! { وحملت الشركة الخيرية التي يدير مجلس أمنائها صفوة من رجال الوطن الاتقياء الأنقياء، على رأسهم الفريق أول «عبد الماجد حامد خليل» نائب رئيس الجمهورية الأسبق، ومولانا «خلف الله الرشيد» والشيخ «حسن أبو سبيب» والشيخ عبد الجليل النذير الكاروري» وغيرهم من الرموز الوطنية، حملت الشركة تصديقها وذهبت إلى حال سبيلها.. { وتوقف المشروع.. إلى أن اقترح أحد كبار رجالات حي «العمارات» بناء المستشفى الخيري في ميدان به مدرسة أساس متواضعة المباني، على أن تقوم الشركة ببناء مدرسة أحدث بمواصفات عالية في ميدان آخر مقابل للقطعة المستهدفة. ووافقت اللجنة الشعبية، وأرسلت خطاب الموافقة، ثم وافق المعتمد الأسبق (مبارك الكودة)، ثم وافق وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، ثم استخرج وزير التخطيط العمراني تصديقاً نهائياً للقطعة رقم (1) مربع (11) بمساحة أكثر من (9) آلاف متر مربع. { الجهة التي خصصت لها القطعة هي وزارة الصحة. الغرض من تخصيص القطعة مجمع بشير النفيدي الطبي (وقف). { شروط التخصيص 1/ غير قابلة للتصرفات القانونية، (2) ضرورة إبراز شهادة إكمال المباني خلال عام من تاريخ التخصيص. (3) يجوز إلغاء التخصيص بدون تعويض. صدر التصديق بتاريخ 24/2/2009 بتوقيع المهندس «عبد الوهاب محمد عثمان» وزير التخطيط العمراني السابق وزير الطرق والجسور الاتحادي حالياً. { من حق مواطني حي العمارات أن يتخوّفوا على مستقبل تعليم أبنائهم، إذا لم يكن الشرط الأول لبناء المستشفى هو اكتمال بناء المدرسة (أولاً) وبطراز أحدث، مزودةً بمعمل حاسوب متطور. { ومن حق الشعب السوداني أن ينعم بخدمات علاج لا تتوفر إلاّ في دول العالم المتقدم من المليارات التي خصصها الراحل «بشير النفيدي» للعمل الخيري، على أن يتمتع نصف المرضى من الفقراء بخدمات مجانية. { والعمل الخيري ليس بالضرورة أن يكون مركزاً صحياً متهالكاً، تذكرة مقابلة الطبيب فيه جنيهان أو ثلاثة.. { والسيد «أمين النفيدي»، رئيس مجموعة النفيدي، ليس في حاجة إلى اللهث وراء (9) آلاف متر ينفق عليها مليارات الجنيهات، لتُسجل في النهاية باسم وزارة الصحة، بينما هو المالك البائع لأرض السفارة الأمريكيةالجديدة بضاحية سوبا بمساحة (40) ألفاً .. أربعين ألف متر مربع..!! { سيدي والي الخرطوم الدكتور «عبد الرحمن الخضر» المحترم.. أرجو أن تساعدوا كل صاحب مبادرة لبناء مستشفى جديد، فإن الذي يدفعه السودانيون في مشافي «الأردن» و«مصر» مقابل البحث عن علاج، لكافٍ أن يجعل السودان قبلةً للأطباء والمرضى من كافة بقاع الدنيا. { ملحوظة مهمة: زارني السيد «أمين النفيدي» بمكتبي قبل ثلاثة أسابيع وسلمني ملفاً كاملاً يحوي مكاتبات المشروع، ولم أكتب عن القضية في اليوم التالي، أو الثالث أو العاشر، وظللتُ أدرسه وأسأل. أما الطرف الثاني (المعترضين من المواطنين) فقد نشرت رأيهم (كاملاً) بهذه الزاوية عندما كانت بالزميلة (آخر لحظة). وهأندا أخلص إلى الشهادة أعلاه.. اسأل الله تعالى أن تكون خالصةً لوجهه، ولمصلحة البلاد والعباد.