من أخبار الأسبوع الماضي أن الفريق طيار الفاتح عروة العضو المنتدب لشركة زين السودانية، أعلن في مؤتمر صحافي رصد مبلغ مائتي ألف دولار لجائزة الروائي الطيب صالح للكتابة الإبداعية. نعم مائتي ألف دولار أمريكي (الدولار ينطح الدولار)! وقد أُسندت مهمة تحديد محاور المسابقة، ومواضيع التنافس، وتعيين الدرجات واختيار الفائزين إلى مجلس أمناء مختصين بالأدب والثقافة والفنون من رموز الإبداع في السودان. ولقد شاءت الصدفة أن تزامن هذا الخبر مع خبر آخر جاء فيه أن الاجتماع التحضيري لإنشاء بنك تنمية وإعمار دارفور الذي عقد بمقر وزارة الخارجية القطرية وناقش مهام واختصاصات البنك يمثلون دولة قطر، وممثلين لحكومة السودان ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية أن تكون رئاسة البنك بالخرطوم بجانب إنشاء فروع في ولايات دارفور الثلاث. ويمضي الخبر إلى القول بأن هناك أربعة محاور أساسية تركزت على البنية التحتية للبنك ومشروعات القروض والمؤسسات النقدية وإنشاء البنيات الأساسية للخدمات بدارفور، بالإضافة إلى مجالات الاستثمار الصناعي والزراعي والثروة الحيوانية. ويقول الخبر إن البنك التزمت به دولة قطر بناء على تعهدات المانحين والتي بلغت (850) مليون دولار ودفعت منها دولة قطر (200) مليون دولار في مؤتمر المانحين الذي انعقد في القاهرة، بنسبة (10%) من المساهمة الكلية وفعلت دولة قطر ذلك، وسوف يوالي باقي المانحين الإيفاء بالتزامهم دون ضجة ولا ضوضاء ولا دعاية لصالحها، لاحساسها دون شك بحاجة وطن لم يعد يخفى إلا على غافل أن الصهيونية العالمية ما فتئت تسعى إلى عدم استقراره عبر أزمة دارفور. هذا الإقليم البالغ الغنى بموارد استراتيجية. وحل هذه الأزمة لن يكون سياسياً فقط، ولا عسكرياً فقط، وإنما تنموياً واقتصادياً، وبدون الأخير فأي عصا سحرية يمكن أن تشيد للنازحين ديارهم التي فقدوها، وأن تعيد للأرض زرعها وضرعها، وأن تحفر من الآبار ما يروي علة الصادي وأن تقيم من المراكز الصحية والمستشفيات ما يكفل حتى مرضاهم في العلاج، وأن يُحظى الأطفال بحقهم في التعليم بعد أن حرمتهم الحرب المدمرة هذا الحق الأساسي، وأن يعود النازحون واللاجئون إلى دفء بيوتهم؟ نعم أي عصا سحرية يمكن أن تعيد لدارفور استقرار حياتها، وتضمِّد جراحاتها، وإعادة نسيجها الاجتماعي إلى سيرته الأولى؟. التنمية الاقتصادية هي أساس الحل ألم نشاهد يومياً على شاشات القنوات الفضائية العالمية أن الأزمات الاقتصادية في مختلف دول العالم هي العامل الأساسي في الصراعات والحروب حتى داخل الدولة الواحدة، فضلاً عن الصراعات والحروب بين دولة وأخرى تفصل بينهما آلاف الأميال. فالشعوب الفقيرة تطالب بحقها في الحياة الكريمة، وفي إقامة العدل الاجتماعي، والدول الكبرى تتصارع في سبيل الهيمنة والسيطرة على موارد غيرها. ألا يدعونا كل ذلك أن نجعل من قضية دارفور، وإعادة إعمارها، هي قضية السودان القومية التي تقتضي الحل الاقتصادي التنموي العاجل؟ ومادام في السودان شركات كبرى تكسب أرباحها الطائلة من لحم المواطن الغلبان، ومادام في السودان أموالاً بالمليارات أن تُنفق على الرياضة وعلى الحفلات الخرافية، وعلى جيوب لاتحتاجها، فلا مناص من أن تُذهب بعض هذه الأموال الطائلة إلى إعمار دارفور اليوم قبل الغد.. ومادام المانحون من غير أهل السودان لايبخلون على دارفور ببسط أيديهم لإعادة بنائها وإعمارها، وهم بذلك يأخذون زمام المبادرة عن طيب خاطر، فكيف يغيب عنا نحن أهل الدار قيامنا بدورنا الوطني المقدس؟!. التهنئة من القلب أسوقها للزميل الصحافي الأديب نبيل غالي، لتتويج بذل سنوات من عمره أطاله الله في إبداع فن القصة القصيرة. والتقدير لنادي القصة ومؤسسة أروقة لتعاونهما في اختيار نبيل غالي لما هو أهل له عن جدارة، وهي هذه الجائزة التي تحمل اسمه جائزة القصة القصيرة والتقدير أيضاً للمجلس القومي للثقافة والفنون لالتزامه بطبع أعماله القصصية، ومزيداً من إبداعه القصصي فوق بذله الصحافي الذي لا يترك له سانحة للراحة طوال النهار حتى وقت متأخر من الليل في صبر، ورحابة صدر وسماحة نفس نادرة المثال. د. عوض الجاز بدأ أولى أعماله وزيراً للصناعة بالقضية الأهم وهي: ما آل إليه حال الصناعة وقد حدد ضربة البداية بالمسح الميداني عبر فرق تتولى هذه المهمة، وهذا بالضبط ما ظللنا نطالب به على مدى سنوات. وكما طالبت من قبل أن يقوم فريق من المجلس الوطني بزيارة ميدانية للمناطق الصناعية بولاية الخرطوم. إلى مدير عام شرطة المرور .. سكان البيوت الواقعة جنوب سينما بانت بام درمان يستحلفونك بالله أن ترسل أحد الضباط ليرى بعينيه كيف يدلف كثير من أصحاب السيارات القادمة من الخرطوم إلى أول شارع فرعي يقع قبل تقاطع الأشارة إنها كارثة حقيقية كما نرجو معاينة الفتحات المتقاربة على شارع الأربعين، بين هذا الشارع والشوارع الفرعية حماية لأرواح الناس.