{ طفل في الصف الثاني بمرحلة الأساس ينتصب واقفاً أمام أبيه ليرسل كلمات لا يتوقعها أحد، من فِي لم يتجاوز الثامنة من عمره، قال الطفل لأبيه: أنا والله ما داير أقرأ، يسأله أبوه لماذا؟ يرد عليه الطفل:داير أخلي المدرسة، يردعه أبوه: يا ولد مافي كلام زي دا، فيرد الطفل: لو أجبرتني على المدرسة بخلي ليكم البيت، يرد الأب: وما تخليهو. يرد الطفل: طيّب.. يسرع الطفل مغادراً البيت، يلاحقه الأب لمسافة مقدرة وهو يضحك ولكن الطفل أسرع. فيغفل الأب راجعاً ولم تنقطع ضحكاته بعد وفي داخله قناعة أن ابن الثماني سنوات لا محالة عائد إلى البيت عندما يحاصره الظلام الذي بدأ يرخي سدوله.. تمر ساعتان ولا عودة لابن الثمانية حجج ، تبدأ رحلة البحث عن الطفل حتى صباح اليوم التالي، لم يعثروا عليه داخل القرية، تتسع دائرة البحث لتشمل القرى المجاورة، ولا أثر للطفل، مرت أيام بلياليها ولم يُعثر عليه بعد، نتركهم يبحثون ونرحل لقصة أخرى.. { طفل آخر يكبُر طفلنا الأول بثماني سنين ترك المدرسة دون مقاومة من والده، اصطحبه والده معه إلى متجره ليعلّمه التجارة، بعد عام يكتشف الأب أن ابنه أدان شخصاً خمسة ملايين من ماله، عنّف ابنه وطالبه بإعادة المبلغ حالاً، انقطعت صلة الابن بمتجر أبيه، بعد أيام انقطعت صلة الابن بالبيت، بحثوا عنه فلم يعثروا عليه، أثناء تناول الأسرة للغداء يرن هاتف الأب ، يرد الأب على المتصل: أهلاً وسهلاً.. في الجانب الآخر من المكالمة الابن الهارب، يرسل كلمات باردة جداً لأبيه: أزيك يا أبوي أنا.. متصل عليك عشان أطمنك وأنا في (إحدى دول الجوار) عندي شغلة بسيطة وحأرجع ، أنهى المكالمة دون أن يسمع حرفاً من والده، اتصل عليه والده فصعقته العبارة الشهيرة (عفواً هذا الرقم لا يمكن الوصول إليه حالياً) ، لأيام كانت هذه العبارة سيدة الموقف. { الرجل في متجره ذات صباح يرتشف قهوته يطل عليه ابنه، يصافحه بحرارة ويبادله ابنه ببرود وابتسامة بسيطة وخبيثة، الابن لا يحتفي بأسئلة أبيه، يخرج مبلغاً من المال من حقيبته التي كان يحملها ويدفع به لأبيه، الأب: ما هذا؟ الابن: دي الخمسة مليون الدينتها من الدكان لفلان. الأب: جبتها من وين؟ الابن ببرود: بعت كليتي، ينهار الأب.. يسقط كمن ألقى من علِ.. ينهض الابن ليقوم بواجب إسعاف أبيه وكأن أمراً عارضاً داهم أبيه لا صلة لكليته به. { تصرفات الأبناء صارت هذه الأيام جنون.. ماذا حدث؟؟ من يربي معنا أبنائنا؟ ويزرع في أدمغتهم الجنون بعينه، الحياة الآن تحمل مئات القصص المجنونة، من يفك شفرة جنون الأبناء من التربويين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسانيين؟؟ وقبل أن يتكرم هؤلاء علينا جميعاً بإدارة الحوار مع الأبناء دون أي ضغط قد يكلفك كلية أو نفس أو حتى (شمارات ناس الحلة).