أكدت السلطات التشادية التزامها بموقف الاتحاد الأفريقي بعدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس عمر البشير الذي استقبلته انجمينا رسمياً برئيسها إدريس ديبي، وشعبياً بالجماهير التي استقبلتهما بالأهازيج والأغاني الحماسية، عندما سار الرئيسان خارج المطار أمس (الأربعاء)، وقام الرئيسان بتحية الجماهير أمام ساحة مطار إنجمينا. وأكد الرئيس عمر البشير أمس للصحافيين في العاصمة التشادية أنه يزور إنجامينا بهدف طي الصفحة بعد الخلافات التي اندلعت مع تشاد، وقال البشير في تصريح مقتضب: (وجودي في إنجمينا يظهر تصميمنا على طي الصفحة بعد الخلافات بين بلدينا). وأضاف: (نحن في مرحلة جديدة من تاريخ بلدينا، لمصلحة شعبينا). وطمأنت وزارة الخارجية التتشادية - على لسان وزيرها موسى فاكي - بالتزام إنجمينا بموقف الاتحاد الإفريقي الذي قرر عدم التعاون مع المحكمة الجنائية بعد إصدارها في 2009 أول مذكرة توقيف بحق البشير، ولم يتغير الموقف إثر إصدار المحكمة مذكرة ثانية الأسبوع الماضي. وتأتي زيارة عمر البشير رئيس الجمهورية إلى العاصمة التشادية إنجمينا للمشاركة في قمة دول تجمع الساحل والصحراء، ويرافقه دكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، الفريق أول ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية، دكتور عيسى بشرى وزير العلوم والتكنولوجيا، والفريق محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني. ومن المتوقع أن يعقد الرئيس البشير سلسلة لقاءات مع الرؤساء المشاركين في قمة (س، ص). وفى سياق ذي صلة طرد السودان أمس الأول (الثلاثاء) ثلاثة من أبرز قادة التمرد التشادي، هم تيمان أرديمي ومحمد نوري وأدوما حسب الله، وقال المتحدث باسم اتحاد قوى التمرد التشادية (عبد الرحمن كلام الله) ل (فرانس برس): (أؤكد، لقد غادر السودان القادة الثلاثة تيمان أرديمي ومحمد نوري وأدوما حسب الله). وكان مسؤول في التمرد التشادي قال لوكالة الصحافة الفرنسية: (بعد طرد خليل إبراهيم جاء دور السودانيين في احترام نصيبهم في الاتفاق بإرغام قادة التمرد التشادي الموجودين في السودان على حزم حقائبهم). وقالت مصادر دبلوماسية إن تشاد اقترحت على بعض عناصر التمرد إجراء مفاوضات بهدف الانضمام إلى السلطة، ولكن كلام الله قال رداً على ذلك: (لا يمكن إجراء مفاوضات بدون القادة الكبار، إذا كانت السلطات التشادية تريد استمالة بعض العناصر، ستحقق ذلك، لكن ذلك لن يحقق السلام).