أكد الرئيس السوداني عمر البشير للصحافيين في العاصمة التشادية انجمينا أمس، أنه يزور البلاد بهدف “طي الصفحة بعد الخلافات" التي اندلعت مع تشاد، بعدما وصل قادماً من الخرطوم في زيارة يشارك خلالها في اجتماع دول تجمع الساحل والصحراء، وسط تطمينات تشادية بالالتزام بقرار الاتحاد الإفريقي عدم الاعتراف بقرارات المحكمة الجنائية بحقه، ودعوات من الأخير لتشاد بإلقاء القبض عليه . وقال البشير في تصريح مقتضب للصحافيين في مطار العاصمة التشادية، حيث كان في استقباله نظيره إدريس ديبي، إن “وجودي في انجمينا يظهر تصميمنا على طي الصفحة بعد الخلافات بين بلدينا" . وأضاف “نحن في مرحلة جديدة من تاريخ بلدينا، لمصلحة شعبينا" . وقال مسؤولون سودانيون إنهم واثقون من أن ديبي لن يسلم البشير للمحكمة التي تتهمه بالمسؤولية عن جرائم في إقليم دارفور . وحرصت تشاد على طمأنة الرئيس السوداني رغم أنها من موقعي معاهدة روما التي نصت على قيام المحكمة الجنائية الدولية، ما يعني أنها مطالبة نظرياً بتوقيف المشتبه فيهم الذين تلاحقهم المحكمة لدى مرورهم بأراضيها . وأكد وزير خارجية تشاد موسى فاكي محمد أن البشير بإمكانه المجيء بأمان إلى تشاد التي تلتزم بقرار الاتحاد الإفريقي عدم التعاون مع المحكمة بشأن مذكرة التوقيف . وقال “السودان بالنسبة لنا عضو في مجموعة دول الساحل والصحراء" . وأضاف أن البشير “مدعو إلى هذه القمة بصفته رئيس دولة عضوة في مجموعة دول الساحل والصحراء وليس له أن يقلق، نحن ملتزمون بموقف الاتحاد الإفريقي" . وأضاف فاكي محمد “الجميع يعمل من أجل حل الأزمة في دارفور، وليس من الملائم إضافة اتهامات أخرى لتعقيد الوضع . والأولوية بالنسبة إلينا هي السلام في السودان" . وتأتي زيارة البشير إلى تشاد غداة طرد السودان ثلاثة من أبرز قادة التمرد التشادي هم تيمان ارديمي ومحمد نوري وادوما حسب الله . وأكد عبد الرحمن كلام الله المتحدث باسم اتحاد قوى التمرد التشادية أن القادة الثلاثة “غادروا السودان مساء الثلاثاء" . وأفادت مصادر مقربة من الملف أن القادة الثلاثة غادروا إلى الدوحة . ويأتي طردهم تماشياً مع منع تشاد زعيم حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم من دخول أراضيها وإعادته إلى ليبيا . من جهتها، قالت المحكمة الجنائية الدولية إن تشاد ملزمة بالقبض على الرئيس السوداني، لأنها من الدول الأعضاء في المحكمة . وقال ممثل المحكمة فادي العبد الله “العنصر الأساسي في ما يخص تشاد وكل الدول الأخرى الأعضاء في المحكمة تنفيذ قرارات القضاة والتعاون مع طلب القبض على أي شخص" . المصدر: الخليج 22/7/2010