بدت المنطقة المحيطة بمنتجع «مونيونيو» على شاطئ بحيرة فيكتوريا الذي سيستضيف قمة «كمبالا الأفريقية» أمس (السبت) أشبه بثكنة عسكرية، حيث شددت السلطات الأوغندية من إجراءاتها الأمنية وانتشرت قوات الأمن الأوغندية على جوانب الطرق المؤدية إلى مقر عقد القمة. وبدأ الرؤساء الأفارقة في التوافد على كمبالا على رأسهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ورئيس مالاوي بينجو وا موتاريكا ورئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي ورئيس السنغال عبد الله واد ورئيس الوزراء المصري د. أحمد نظيف. وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية علي كرتي فور عودته من تشاد بمطار الخرطوم بأن الأمر متروك لقيادة البلاد لتحديد من سيرأس وفد السودان في القمة الأفريقية، أكدت مصادر (الأهرام اليوم) أن كرتي سيكون رئيس وفد السودان المشارك في القمة. وكان من اللافت للنظر الوفود الأجنبية الكبيرة التي تشارك في الاجتماعات بصفة مراقبين، حيث يشارك الرئيس المكسيكي فيلبي كالديرون في القمة إضافة إلي توقعات بمشاركة وزير العدل الأمريكي اريك هولدر، إضافة الى وفود من ألمانيا والنرويج واليابان والصين والهند واستراليا. وعقدت على هامش القمة الأفريقية أمس ثلاث قمم مصغرة على رأسها قمة تغير المناخ التي شارك فيها (10) زعماء أفارقة على رأسهم رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي، كما شارك فيها الرئيس المكسيكي وذلك للتحضير لقمة «كانكون» المقبلة حول تغير المناخ بالمكسيك. وقالت مصادر دبلوماسية أفريقية ل (الأهرام اليوم) إنه من المنتظر أن تضع هذه القمة ملامح الموقف الأفريقي بشأن مفاوضات تغير المناخ تمهيداً لرفعه إلى قمة الاتحاد الافريقي لرفعه. وأضافت المصادر أن عدداً كبيراً من العواصم الأفريقية على رأسها القاهرة تتحفظ على المحاولات الغربية لدفع الدول الافريقية لاتخاذ إجراءات بشأن خفض الانبعاثات الحرارية، موضحة أن هذه التحفظات ترتكز على ضرورة أن تلتزم الدول الغربية بتعهداتها التي أخذتها على نفسها في قمة كوبنهاجن الماضية حول تغير المناخ، قبل أن تعلن الدول الافريقية والدول النامية تعهداتها في هذا الشأن. وأشارت المصادر إلى أن عدداً من الأطراف الأفريقية علي رأسها أديس أبابا تبذل محاولات لتغيير هذا الموقف وتعديله. وشهد منتجع مونيونيو أمس أيضا قمتي النيباد ومراجعة النظراء. على جانب آخر شهدت اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الافريقي أمس خلافات شديدة حول مشروع القرار الذي تقدمت به ليبيا، الخاص بتحويل مفوضية الاتحاد الافريقي إلى سلطة الاتحاد الافريقي، خاصة البند الذي يؤكد تعيين مفوض للشؤون الخارجية ومفوض للدفاع. وشهدت المناقشات حول القرار - التي استمرت حتى الساعات الأولى من مساء أمس - انقساما بين مجموعتي الساحل والصحراء التي تؤيد القرار الليبي ومجموعة دول (السادك)، التي ترى أن هذا الأمر يجب أن يأخذ وقتا لدراسته، خاصة وأن هناك لجنة قانونية تابعة للاتحاد الأفريقي تدرس هذا الموضوع. من جهة أخرى سيطر التصعيد الأمريكي والأوربي ضد تشاد لاستضافتها الرئيس عمر البشير خلال فعاليات قمة الساحل والصحراء، على أروقة القمة، خاصة وأن أوغندا موقعة على ميثاق روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية. ووجه رئيس الاتحاد الإفريقي (جان بينج) انتقادات حادة إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، وقال إن اوكامبو لا يكترث لتداعيات التهم الموجهة للبشير، وأنه غير مهتم حيال ما إذا كانت هذه التهم تعرض جهود السلام في السودان للخطر. وشدد بينج في تصريحات علي هامش اجتماعات وزراء الخارجية الأفارقة على ضرورة العمل من أجل إيجاد وسيلة لأن تعمل الكيانات الموجودة في السودان معاً وعدم العودة إلى الحرب، وذلك في إشارة إلى العروض التي قدمها الاتحاد الإفريقي لتهدئة الاضطرابات المختلفة في السودان.