رمضان شهر الرحمة والغفران قادم، وقد كان الناس في بلادي يستقبلونه بشراء السبح والسجاجيد والمساويك أما في زمان الناس هذا قرنوا ما سبق باستعدادهم لمشاهدة المسلسلات في الفضائيات العربية.. وكل فضائية تسعى في سباق ماراثوني لشراء أكبر (كوتة) من المسلسلات حتى تجتذب لها أعداداً كبيرة من المشاهدين وهذا بالطبع يجلب الإعلانات.. مسلسلات مصرية وسورية وأردنية ونحن (يا حبة عيني) لا في العير ولا في النفير. إن كانت تكاليف إنتاج المسلسلات لدى الدول التي ذكرناها آنفاً، مرتفعة بسبب أجور النجوم إضافةً لأجور المخرجين والمؤلفين وكتاب السيناريو ومن هنا يجيء التنافس، ونحن (يا حبة قلبي) لا أجور عالية أو حتى متوسطة لممثلينا أو مخرجينا أو كتابنا، ...إلخ، فالجميع يشكون لطوب التلفزيون من قلة المسلسلات السودانية طوال 11 شهراً عربياً، وحين يأتي شهر البركة الفضيل ربما ينالون (الفتات) من خلال المشاركة في مسلسل أو مسلسلين بالرغم من تنوع الفضائيات السودانية العام منها والخاص. فإن كانت هناك روائح طاردة للحشرات، ففضائيتنا الحكومية المصونة أصبح طاردة لمشاهديها ولم تستطع حتى من خلال هذا الشهر المبارك في الأعوام الماضية أن تستعيد مشاهديها من خلال مسلسل سوداني (يهز ويرز) لنؤكد به أن الدراما السودانية مازال قلبها (ينبض). إن كانت فضائيتنا (الهنية السنية) ترى أن تكاليف إنتاج مسلسل سوداني من ثلاثين حلقة، مرتفعة، فلماذا لا تبادر بتقديم مسلسلات قصيرة الحلقات، من عشر حلقات مثلاً أو سبع ولن نبالغ ونقول: ولو من (حلقة واحدة)!! { يوم الزيارة: آمل من جميع (المعتمدين) في ولايات السودان المختلفة أن يخصصوا يوماً في الأسبوع للزيارات الميدانية للأحياء السكنية واللقاء بالمواطنين والاستماع إلى ما يعانون منه ومعرفة التقصير بالمحليات هنا وهناك. زيارة واحدة في الأسبوع نزعم أنها سيكون لها تأثيرها وستجعل المواطنين يستشعرون بأن الحكومية قريبة منهم وتلبي مطالبهم وتحاسب المقصر في حقهم. ونقترح أن يكون هناك صندوق لدى كل مكتب إعلام معتمدية يتلقى شكاوى المواطنين للبت فيها وذلك لتقصير الظل بين الحاكم والمحكوم. { جنون الحب: (حُبابة) تلك الجارية فائقة الجمال، المغنية وضاربة العود، اشتراها يزيد بن عبد الملك بألف دينار قبيل أن يعتلي عرش الخلافة وكاد الخليفة سليمان بن عبد الملك أن يحجر عليه، فردّها يزيد إلى مولاها إلا أنه وبعد أن آلت إليه الخلافة أعادها، من ثم شغلته كلياً عن أمور الخلافة. ماتت (حُبابة) بعد أن أكلت (رُمانة) أي (شِرقت أو خِنقت) بها فحزن لها ولم يدفنها إلا بعد مرور ثلاثة أيام حيث فاحت رائحة الجثة. بعد أيام من دفنها أتى إلى قبرها ونبشه ليراها!! مات يزيد بعد وفاة (حبابة) بأسبوعين فقط. يا لمنطق الحب في ذاك الزمان.. أما جنون الحب في زماننا هذا يتمثل في أن يدعو الحبيب حبيبته إلى كافتيريا لتناول سندوتش وكوب بارد من (المنقة).. هذه الحبيبة لن (تشرق) أو (تخنق) حتى لو (بلغت منقة بحالها) وفي سره يدعو عليها ب(الساحق والماحق) لأنها (شفطت) مافي جيبه!! { واحد مسطول سأل صاحبه: بتشرب قهوة بالليل؟ فردّ عليهو صاحبه: أنا إذا شربت قهوة بالليل ما بقدر أنوم.. قام المسطول قال ليهو: أنا عكسك.. إذا نمت ما بقدر أشرب قهوة!!