أسهل طريقة لتطفيش العريس .. (الزن) على رأسه ! العريس يسعى للعش ليس بالإلحاح، أو المطالبة المستمرة، أو بضغوط العروس وأهلها .. المسألة من أولها لآخرها .. هي بطارية موجودة في مخ العريس .. هي التي تجذبه للزواج، وتلح عليه، وتحاصره، ولا تترك له سبيلا حتى يغطس لأذنيه .. في العسل! تجارب الفتيات كثيرة .. ومعظمهن يعرفن الآن أن الحبيب قد يسارع بالهروب .. من حبيبة العمر .. بمجرد طلبها منه أن يتقدم لها ! التفسير السهل المباشر .. هو أن الحبيب لم يكن جادا .. وهذا طبعا أمر وارد، لكن هناك تفسيرا مهما آخر .. وهو أن الحبيبة ربما تسرعت في الطلب، واتسمت خطتها بالرعونة، ولم تعرف التكتيك الصحيح لكسب الجولة دون خسائر ! كل رجل يتمنى أن يحظى بحب الحسناوات لذاته .. ولشخصه، وليس ليصبح فقط (عريسا) لمن لم تجد ذلك العريس ! والرجل ينجذب جديا لتلك (التقيلة) .. الرزينة .. التي تكنّ له حبا هادئا عاقلا .. والتي لا تتسرع بتهور في دفع العريس (اللقطة) .. لمصيره المحتوم ! حتى لو نجح الإلحاح .. بفعل العروس أو أهلها أو الأقارب، فسيظل العريس دائم الوسوسة .. بأنه كان ضحية الدفع والإجبار .. وأنه لم يجد الوقت الملائم للتفكير المتأني، وأنه شرب مقلبا ما كان يجب أن يشربه .. فتكون تلك بداية البذرة .. لزواج ستذروه حتما الرياح ! أحسن تكتيك للظفر بالحبيب، وجذبه لعش الزوجية، السعي عمليا لإقناعه أنه يسير في الاتجاه الصحيح . فالحبيب .. إنسان مليء بالمشاعر والأحاسيس، لكنه يملك أيضا المخ الذي يخضع الأشياء للتقييم، فتلك التي تطالبه كل يوم بالإسراع لطلب يدها، ليست كتلك التي تكلمه عن أن شراء فستان الزفاف ليس ضروريا .. لأنه مكلف ماديا، وأن الأفضل إيجار ذلك الفستان، وبمبلغ زهيد، لأنه لا يتم استعماله إلا مرة واحدة، وأن ترشيد مصاريف العرس .. سينعكس على حياة الزوجين استقرارا وراحة ! والحبيبة التي تفوز بالزواج .. ذكية .. وتعرف أن الحب وحده لا يكفي، فهي تظهر للعريس المرتقب محبتها لأسرته، وشوقها للتعامل عن قرب مع والدته، والبر بشقيقاته، وإبداء الاهتمام باهتماماته .. مهما كانت تلك الاهتمامات سطحية .. وتافهة ! الذكاء مطلوب، وهذا الذكاء لا بد أن يتجه لمخ العريس .. لتلك البطارية التي تسكن دماغه، والتي حال اشتعالها .. تمسك القياد، وتدفع صاحبها دفعا لزواج يطمئن له، لأن (الزن) يأتي في هذه الحالة من داخله .. لا من أي جهة أخرى. افهمن يا شاطرات .. افهمن!