حرصت قبل بضعة اشهر على التوقف لمتابعة برنامج عن قصة حياة نجمة مسلسل الاصدقاء المحبوبة (جينفر انيستون)، عندما كنت (احوم) في ذات زهجة بين القنوات .. فأنا - غصبا عني - أحمل محبة خاصة لتلك النجمة رغم احساسي الذي ينبئني بأنها (زولة مفترية) .. فقد كان خبر طلاقها وقتها من (براد بيت)، ملء الشاشات والصحف والمواقع الالكترونية، بعد قصة حب عاصفة جمعتهما وثمانية سنوات كانت عمر زواجهما قبل أن تنقض عليه (انجلينا جولي) أو هادمة البيوت كما أسمتها الصحافة، لتسحب منّها (براد) وتخلي خشما ملح ملح .. ما علينا .. فقد لفتني في تلك الحلقة بصورة خاصة كلام (جنيفر) عن الرعب والتردد الذي عاشته في صبيحة اليوم الذي كانت ستتزوج فيه من (براد بيت) .. واضح انو (قلبا كان محدّثا) فقد حكت عن احساسها في ذلك الصباح بأنها قد تسرعت وانها غير واثقة من صحة قرارها بالزواج، فدخلت في نوبة بكاء وانهارت اعصابها حتى اسرعت صديقاتها للاتصال ب (براد) تلفونيا كي يطمئنها، فحمل السماعة وذكّرها بالشعار الذي تعودا على ترديده (بيتزا وسعادة إلى الأبد)، فذهب عنها الخوف والتردد واقبلت على اكمال استعداداتها لحفل الزواج ب (نفس فاتحة) .. ولكن هذا (الأبد) انكمش لثمانية سنوات قبل افتراقهما بالطلاق .. غايتو أنا باقي لي انها لو كانت سمعت كلام قلبا يوم داك ما كان بقت عليها متولتة !! عندما يقدم الانسان على خطوة مصيرية في الحياة قد ينتابه الشك والتردد، قبل الاقدام على تلك الخطوة في صحة قراره وتوقيته، ولنأخذ قرار التخلي عن الحرية الشخصية وجنة العزوبية للدخول بكامل الارادة في قفص الزواجية (الذهبي) ك ضرب مثل .. فقد يشعر العريس كلما اقترب موعد زواجه بشيء من القلق عن توفقه في الاختيار كما قد تنتابه بعض الهواجس والشك في مقدرته على شيلة التقيلة والمسئولية عن بناء اسرة منفصلة، يكون مسئولا عن كل صغيرة تخص رعايتها وتوفير احتياجاتها، وتأمين تلك الاسرة من الخوف وحمايتها من الشرور وعوادي الزمن ما استطاع إلى ذلك سبيلا. بالمقابل قد تصاب الفتاة المقبلة على الزواج بالخوف والقلق من التغيير الكبير الذي سيطرأ على حياتها، فبعد ان كانت في رعاية والديها (جاهل صغير مغرور) لا تحمل مسئولية ولا هم، وحالها كحال الصغير الذي قيل في خلوه من الهموم (يا ريتني قديرك يا الهمك عند غيرك) - همها عند غيرها - لتكون بدورها ربة أسرة تحمل من المسئوليات ما كانت هي نفسها تشفق على أمها من حملها .. ففي صغري كنت أشعر بأن تزويج البنات ودفعهن خارج حصيرة الأسرة، أمر في غاية القساوة وكناية عن تعب الوالدين من شيل همهن، وإلا فكيف يتخلوا عن ابنتهم الحبيبة لغريب لا يعرف عنها وعن طباعها وعاداتها ولا عن ما تحب وما تكره، فيأخذها بعيدا وقد يقوم بالتهامها و(يقرقش) عضامها، كما حدث في الحجوة التي كانوا يحجونا بها عن السحّار الذي ألتهم زوجته بعد أن قال لها: ( الليلة عاد .. دمك جقمة ولحمك لقمة) ! والغريبة انني مع احساسي بالفرح الشديد بسبب لمة الناس والربّة والحفلة في يوم زواج شقيقتي الكبرى، إلا أنني كنت اشعر بالحزن عليها كما لو أنها قد ماتت عند مغادرتها للبيت مع عريسها. دفعت لخاطري بكل تلك الذكريات والخواطر، مطالعتي لما كتبته الصحفية (سهير عبد الرحيم) على صفحة نهارات الرأي العام، حيث حكت عن موقف تابعته عندما كانت بالكوافير، فوجدت عروس كانت في انتظار تجهيزها لليلة زفافها .. حكت عن انفجار تلك العروس بالبكاء واصرارها على مرافقيها بأن يحضروا لها ابيها كي تتحدث معه، وعند الاتصال به اعتذر بأنه مشغول باجراءت عقد القران، ووعد بالحضور لرؤيتها بعد الانتهاء منه وقد كان .. فحضر وتبادل معها الحديث حتى اذهب ما في نفسها من ضيق وخوف، فأكملت زينتها وخرجت مع عريسها عند حضوره لاستلامها وهي سعيدة تضحك .. اصابتي القشعريرة عند قراءتي للموضوع وحالة من الحنان المعبوباتي على تلك العروسة (اظنها صغيرونه) .. ولم ابخل عليها بدمعة محنّة فقد لفتني طلب العروس لرؤية ابيها بدلا عن امها وهو الشيء المعتاد في هذه الظروف .. وان دل هذا التصرف على شيء فهو يدل على أنها (حبيبة بابا) .. يا حليلا يا بنات أمي ذكرتني محنة أبوي .. لطائف - صحيفة حكايات [email protected]