وجد القرار الذي أصدره وزير الصحة بولاية الخرطوم، مأمون حميدة، يوم الخميس الماضي، بعدم التقيد بمساحة ال(100) متر في حالة افتتاح صيدلية جديدة، اعتراضاً كبيراً من اتحاد الصيادلة لعدة اعتبارات أبرزها خوف الاتحاد من انتقال ما سموه (جرثومة الاستثناء) للولايات، التي هي أصلاً مهيأة لتقليد ولاية الخرطوم في أي شيء، وأعتبر البعض أن القرار سيخلق فوضى، وأن الاستثاء يصب في مصلحة مستشفى الزيتونة والمملوكة للوزير. وابدا رئيس اتحاد الصيادلة بولاية الخرطوم، د.عصام علي طه، في الحوار الذي أجرته معه (السوداني)، والمنشور بتاريخ اليوم (الأربعاء)، استعداده للوقف ضد هذا القرار بقوله: لن نقبل أن نظل مكتوفي الأيدي. كما شدّد على ضرورة اتباع المواصفات والشروط المعمول بها وفقاً لقانون المجلس القومي للأدوية والسموم، وأوضح أن المسافات توضع لاعتبارات كثيرة، منها العدالة وحفظ حقوق الآخرين والاستخدام الرشيد، وكل الدراسات تُؤكّد نسبة نمو الصيدليات في كل وحدة إدارية. وركّز د. عصام على عدم سماحه باختراق القوانين واللوائح المنظمة للعمل الصيدلي، مُشيراً لأنه لا يتحدث لمن الاستثاء، ولكن لماذا الاستثناء؟ ويمكن أن ينتج عن هذه الاستثناء الكثير من الفوضى والمحاباة وتكدس الصيدليات بالوسط. من جانبه أكّد وزير الصحة بولاية الخرطوم، مأمون حميدة، في حوار في ذات الصفحة على صحيفة (السوداني) أن قناعته تتمثل في أن عمل الصيدليات استثماري تجاري، بدليل أننا لم نسمع بصيدلية جاءها شخص منحته الدواء مجاناً بالتالي هي استثمارات ربحية، وحتى السلطة التشريعية بولاية الخرطوم ترى أن الصيديلات هي شغل تجاري استثماري. ونصح حميدة كل من يعتقد بأنه يُخالف القانون أن يلجأ للنائب العام أو المحكمة الدستورية. ورداً على من يقولون بأن القرار مُفصّل لمستشفى الزيتونة، طمئّن حميدة بأن مستشفى الزيتونة يقع في ال(500) متر والقرار لا يشمله حتى إذا ألغينا ال(100) متر، ولن يصيبه أي تغيير، واعتقد حميدة أن كل من يقول بهذا الكلام فهو سطحي في تفكيره، و ردّدها ( س ط ح ي) لأنه ما مُمكن وزير بكامل عقله يُصدر قراراً بهذا التفكير. وقال أن الأمر في النهاية تحكمهُ المُنافسة فإن لم تستطع المنافسة في المنطقة المكتظة سوف تذهب إلى الأطراف، ولدينا تجربة العيادات عندما (زنقنا) الناس في ال(500) متر في المستشفيات ذهبت الخدمة إلى الأطراف، والأمر بالنسبة لي واضح وفي خدمة المواطن وأي شخص يفتكر أن القرار ضد المواطن فليأتي ويقنعنا بالحجة.