ظروف سيئة مايجري في الحركة الشعبية ربما لن يجعلها تلتفت- في الوقت الحالي- للتفاوض وستكرس وقتها لاخماد الفتنة، قال مصدر قيادي بالمعارضة الجنوبية انها ستستمر وتعصف بالتنظيم بمثل ماجرى في الحركة الأم بجنوب السودان، مضيفاً.. الأحدث سيروح ضحيتها ياسر عرمان باعتبار أنه لا يمثل النوبة أو أهل النيل الأزرق وليس أصيلاً في القضية، وتابع.. الحركة الشعبية في شمال السودان تعيش حالياً اسوأ ظروفها، وتواجه قواتها الموجودة بالجنوب مخاطر كثيرة أبرزها الانتشار الواسع للقوات النظامية السودانية على طول الحدود المشتركة. تغريد خارج السرب: الدكتور الهادي عجب الدور المتخصص في شؤون الحركات المسلحة قال: في إفادته ل (آخرلحظة) إن الحركة الشعبية هي تنظيم سياسي مثلها ومثل كثير من تنظيمات الهامش، نشأ بناء على مرتكزات لها أسبابها المنطقية بغض النظر عن الاختلاف حولها أو الاتفاق، لكن قيادة الحركة الشعبية تعيش حالة مأزومة منذ فترة، وهذه الحالة ارتبطت بعدم المؤسسية وديكتاتورية ملموسة، وواضحة للعيان، وظلت قيادتها تغرد خارج السرب، ولم تستند لمرجعية الدستور والمنفيستو الذي ارتضه لنفسها، والوعود الذي قطعتها، وتابع.. طغت شخصية الفرد المستبد على بعض صناع القرار فيها، فساقوها لمصير أكثر تأزماً، وهذا ما قاد لتململات واقعية وانشطارات في صفوفها العليا والدنيا، ولعل استقالة عبدالعزيز الحلو هي الحجر الذي حرك البركة الساكنة، وربما هذا يعد انقلاباً معاكساً بشكل أكثر صرامة مع الأمين العام، وربما حتى رئاسة الحركة إذا ما قررت أن تساير عرمان. تأثيرات التحركات: عجب الدور أضاف قائلاً: هذه التحركات سيكون لها تأثير لا يستهان به في المرحلة القريبة القادمة على المسارات السياسية والتفاوضية، ومسألة صناعة السلام، وإدارة الحوار وستتم عملية ترتيب داخلية قد تعصف بكثير من مفاصل الحركة الشعبية كجسم سياسي، ونجد أنفسنا أمام مشهد لعدد من الحركات الشعبية كلٌ لها لونها ورموزها، بدلاً من حركة واحدة، وقال هذا هو الافتراض الاسوأ، لكن يطبيعة الحال يظل جنوب السودان الحاضن الحقيقي لهذه الترتيبات؛ لأن أي حراك عسكري وسياسي سيكون له مردوده السيئ على الجنوب الداعم والحاضن لها، وبمعنى آخر نقول هناك سيناريوهات متعددة ستتمظهر بشكل غير مألوف قريباً. تأخر الوساطة: الوساطة الافريقية التي كان يفترض أن تصل للخرطوم لتحديد موعد استئناف المفاوضات لم تأتِ لأسباب غير معلومة، كما أن المناخ الإيجابي الذي أحدثته عملية إطلاق الأسرى والمسجونين من قبل الحكومة والحركة الشعبية يبدو أنه بدأ في التلاشي دون الاستفادة منه لتحريك عملية السلام بسبب الخلافات التي ضربت الحركة الشعبية شمال، وإذا أجازت قيادة الحركة الشعبية بيان مجلس تحرير إقليم جبال النوبة، الذي قضى بسحب التفويض من وفد التفاوض وإعادة تشكيله من جديد، فإن العملية السلمية تصبح في خطر لجهة أن حسم الخلافات داخل التنظيم تحتاج الى وقت طويل، الأمر الذي يعني أن عملية السلام برمتها وبما فيها ملف دارفور، أصبحت رهينة للحركة مالم تتخذ حركات دارفور قراراً بفصل المسار والجلوس مع الحكومة للوصول الى حل إنهاء الدردشة. اكتب رسالة...